تفاصيل اعتصام عمال «الوطنية للصناعات الحديدية» لليوم الثامن على التوالي

 يواصل عشرات العاملين بالشركة الوطنية للصناعات الحديدية، إحدى شركات أوراسكوم، اعتصامهم لليوم الثامن على التوالي داخل مقر الشركة بالسادس من أكتوبر، اعتراضًا على عدم تنفيذ الشركة لاتفاقية العمل المبرمة بينها وبين النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية، فضلًا إلى إصدار الشركة قرارًا بندب 200 عامل منهم إلى فرع الشركة الأخر في مدينة العين السخنة، بحسب العاملين.

وقال أحد العاملين بالشركة، فضل عدم ذكر اسمه، إن الشركة قررت إغلاق فرعها بمدينة 6 أكتوبر، والذي يعمل مُنذ 23 سنة، وهو الفرع الرئيسي، وتم إخبار العمال بأنه سيتم نقلهم إلى الفرع الأخر للشركة في مدينة العين السخنة، على دفعات، وبالفعل تم نقل جميع العاملين عدا 250 عامل، موضحًا أنه تم إخبارهم من قبل إدارة الشركة أنه سيتم نقلهم أيضًا، وانتظر العاملين 4 أشهر في انتظار تنفيذ وعود النقل، وخلال تلك الفترة تم نقل المعدات القديمة وأصبحت الشركة خاوية، ثم تم وضع معدات حديثة لشركة أخرى تدعى الوطنية للمعدات تتبع "أوراسكوم".

وأوضح العامل، في حديثه لـ"الزمان"، أن العاملين دخلوا في اعتصام بالشركة بعدما حضروا إلى مقر العمل وفوجئوا بإصدار قرار من إدارة الشركة بانتداب العاملين لأحد مواقع العمل في العاصمة الإدارية لأوراسكوم، واصفًا القرار بغير القانوني، لأنه بحسب اتفاقية العمل الجماعية التي تم عقدها بوزارة القوى العاملة، في حضور النقابة العامة.

نصت على أنه سيتم نقل العاملين للفرع الأخر في العين السخنة، أما المصابين سيكونوا في الشركة دون نقلهم، إلا أن القرار جاء على عكس ذلك بنقل جميع العاملين. ولفت العامل، إلى أن هناك عدد من العاملين مصابين بإصابات خطيرة عدد حوالي 70 عاملًا، بما لا يسمح نقل إلى مقر أخر، قائلًا: "محامي الشركة أكد للعمال أنه تم نقل أوراقهم إلى إدارة أوراسكوم وليس الشركة الوطنية التي وقعوا عقود عملهم معها.

فضلًا عن أنهم رفضوا إعطاء العمال بدل انتقال للعاصمة الإدارية، والعمل سيكوم من الساعة 7 صباحًا إلى 7 مساءً يوميًا دون محاسبة على ساعات العمل الإضافية، بالإضافة إلى أن قرار الانتداب لم ينص على أي مقر شركة سيعود إليها العمل بعد انتهاء الندب خاصة وأن الشركة الوطنية للصناعات الحديدية تم إغلاقها".

وأشار إلى أن العمال طالبوا بأن يتم تحديد مقر العمل بعد انتهاء الانتداب حتى لا يفاجئوا بأنهم مشردين خارج الشركة، فكان رد الإدارة أنه بطبيعة الحال ستكون العودة إلى مقر الشركة في العين السخنة، قائلًا: "المحامي قالنا أعملوا اللي عاوزينه محاضر في الشرطة أو في مكتب العمل مش هنكتب مكان العودة بعد الانتداب.. ورفضوا التأمين على عدد من العمال الحاملين لبطاقة إعاقة بعد تعرضهم إلى إصابات عمل تسببت في إعاقتهم".

وعن دور مكتب العمل، لفت العامل إلى أن مكتب عمل الجيزة رفض صيغة الشكوى التي حررها العمال بامتناع الشركة عن تنفيذ الاتفاقية، وبعد 4 ساعات من الشد والجذب مع موظفي مكتب العمل، طالبهم المكتب بكتابة صيغة شكوى بأنه تم فصلهم بشكل تعسفي، وهو ما رفضه العمل، موضحًا أن الوضع الحالي للعمال هو أن نحو 60 عاملًا يواصلون اعتصامهم بمقر الشركة، وباقي زملائهم تم منعهم من الدخول، بعد خروجهم الأسبوع الماضي لإحضار طعام لزملائهم.

وأكد أن العمال تقدموا بشكوى إلى النقابة العاملة للصناعات الهندسية، لسرعة التدخل إلا أن جاء بالانتظار حتى عودة بعض النقابين من مؤتمر العمل الدولي المنعقد بجنيف، موضحًا أن العمال حرروا محضر رقم ( 2 339/) محضر3378 ملحق 34 أحوال) قسم ثانى 6 أكتوبر، وشكوى بمكتب العمل اليوم للمعتصمين داخل الشركة برقم 2019.

وتدول العاملين على صفحات موقع التواصل الاجتماعي، صورًا للعاملين أثناء أدائهم للصلاة خلال الاعتصام، وخلفهم زملائهم المسحيين يدعون لربهم من أجل حل الأزمة.

ومن ناحيته، قال شعبان خليفة، رئيس نقابة العاملين بالقطاع الخاص، ورئيس اللجنة المركزية للعمال بحزب المحافظين، إن البند رقم 8 من اتفاقية العمل المبرومة بين الشركة والوزارة غير واضح وغير مفهوم.

و لابد أن توضح مصير "الحالات الخاصة الصعبة" وعددهم، مؤكدًا أن العمال لديهم بعض التخوفات المشروعة، لأن لديهم إصابات عمل، فهم متخوفين من الفصل التعسفي والتشريد. وطالب خليفة، في تصريحات خاصة لـ"الزمان"، بأن يتم الالتزام بما نصت عليه الاتفاقية والمساواة بين العمال بنقلهم جميعًا إلى فرع العين السخنة، بنفس وضعهم الوظيفي وحقوقهم المادية، وذلك حقهم بحسب نص قانون العمل 12 لسنة 2003، مشيرًا إلى أنه لا بد أن يكون النقل عقود العمال بأقدمية تعينهم على فرع الشركة بالعين السخنة.

وأوضح رئيس نقابة القطاع الخاص، أن تخوف العمال من عدم تحديد مقر العمل بعد انتهاء الانتداب أمر مشروع، مواصلًا: "هل كدة انتهى دوره وهيطلع بعد الانتداب على الشارع ولا يقعد في بيته!! ولا الشركة الوطنية، خاصة إن العمال معندهمش مشكلة في الانتقال والعمل وتنفيذ الانتداب، لكن لا بد أن يكون حقوقهم واضحة ومنصوص عليها في القرار". تواصلت "الزمان" مع محامي الشركة للتعليق، إلا أنه لم يرد.