جريدة الزمان

أخبار

مهران النجار: التكنولوجيا الحيوية طريق آمن للزراعة النظيفة وزيادة العملة الصعبة

مهدي أبوسالم -

قال مهران النجار، أستاذ تربية الخضر والبيوتكنولجى ورئيس قسم البساتين بكلية الزراعة بمشتهر، جامعة بنها، أن الإنتاج النباتى يعتبر من أهم المجالات التي لعبت التقنية الحيوية والهندسة الوراثية فيها دورًا بارزًا لتحسين حالته ورفع قدرة إنتاجيته خلال فترة قصيرة وذلك بأقل التكاليف لتحقيق الاكتفاء الذاتي للغذاء فى ظل ارتفاع الكثافة السكانية فى مصر.
وأضاف النجار، في تصريح خاص لـ«الزمان»، أنه تم توجيه هذه التقنية الحيوية لتسهيل عملية التعرف على الصفات المطلوب الحصول عليها بالمحاصيل البستانية والحقلية، وهو ما مكن من نقلها بصورة أكثر كفاءة ودقة للنبات المستهدف حيث يتميز النبات الجديد بخصائص مرغوبة تتميز عن سابقتها بمقاومة الآفات والأمراض والمبيدات، كما تكتسب هذه المنتجات صفات الثمار لتصبح أكثر جودة وقدرة على تحمل عمليات النقل والشحن والتخزين لفترات طويلة.
وأشار النجار، إلى أن العلماء تغلبوا خلال هذه التقنية على الكثير من المعوقات التى تواجه المزارعين في جمع العديد من الصفات المرغوبة فى نبات واحد، موضحا أن التعديل الوراثي بمفهومه العام يمثل إضافة جين أو أكثر من الجينات الموجودة في نواة الخلية والمتمثل في شريط الحياة المزدوج "DNA" الحامض النووي الريبوزي منزوع الأوكسجين الذي يحمل جميع المعلومات الوراثية الخاصة بالكائن الحي والتي تورث من جيل لآخر، حيث يتم عزل جزء من DNA الحامل للصفة المراد إضافتها للنبات.
وأوضح النجار، أن الخطوة الثانية تتمثل فى إجراء بعض التعديلات على الجين مثل إضافة أو قطع جزء منه لضمان ملاءمته للبيئة الجديدة التي يوضع بداخلها ومن ثم إدخال الجين إلى الخلية المفردة وتحويلها إلى نبات كامل عن طريق زراعة الأنسجة.
وتابع : تربية النبات باستخدام الطرق التقليدية لها الفضل الكبير فى التوسع الرأسى بالانتاج، كما أسهم بشكل جوهرى فى الحد من استعمال مبيدات الآفات، وخفض الحاجة للأيدى العاملة، وتقليل الفاقد بعد الحصاد، وحققت الدول المستخدمة لهذه الاستراتيجية انتاجية عالية من المنتجات الزراعية بافضافة إلى تقليص عدد المشتغلين بالزراعة.
وشدد النجار، على أن الرؤية المستقبلية لتطوير محاصيل الخضر تتمثل فى إنتاج تقاوى الأصناف والهجن المصرية بنسبة 100% باستخدام التقنية الحيوية والتربية التقليدية والربط بينهما، حيث تضمن هذه الإجراءات التوسع فى استنباط أصناف جديدة وإنتاج التقاوى محليا، لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، وتوفير العملة الصعبة، بالإضافة إلى أن التوسع فى الإنتاج المحلى من التقاوى ضمن الاستعداد للمشروع القومى لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية للإنتاج المتكامل، الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتتناسب التقاوى المنتجة مع المناخ المصرى، والتغيرات المناخية المختلفة، وأن تكون مقاومة للآفات، تعطى إنتاجية عالية، ذو احتياجات مائية أقل، مبكرة النضج، تزرع فى الأراضى الجديدة، وذات قيمة غذائية عالية وذو قيمة تصديرية عالية .
 
وكشف النجار، أن أهم مميزات إنتاج الأصناف المحلية، توفير العملة الأجنبية بتوفير استيراد المبيدات والتقاوي، والحفاظ على البيئة من التلوث بالمبيدات، وإنتاج محصول خالى من المبيدات يمكن تصديره بأسعار مرتفعة، وتوفير فرص عمل جديدة فى إنتاج التقاوى، وتقليل تكاليف إنتاج الفدان بتوفير التقاوى بأسعار مخفضة، وزراعة أصناف تتحمل الظروف البيئية توفر المحصول طوال السنة للسوق المحلي والأجنبي.
وأشار النجار، إلى أن هناك بعض التحديات التى تواجه مشروع إنتاج التقاوى المحلية وتتمثل فى عدم وجود جهة يثق فيها المزارع للحصول منها على البذور والتقاوى اللازمة للزراعة، موضحا أنه يجب تشكيل مجموعات عمل من العلماء المختصين بتربية الخضر والتقنية الحيوية، وذلك من خلال استغلال جميع الإمكانيات المتاحة فى كليات الزراعة ومراكز البحوث الزراعية