الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«استغلال الأطفال».. آخر صيحات الآباء لجني ثمار «السوشيال ميديا»

صورة الطفلة
صورة الطفلة

الحكومة تتصدى بأجهزتها التنفيذية.. وبلاغات للمجلس القومى للطفولة

خبراء: جنون الشهرة أصابهم.. وأسرار البيوت باتت على المشاع

انتشر قبل أيام مقطع فيديو لزوج وزوجته ومعهما طفلتهما التى لم تتجاوز شهرها الرابع، وتوجيه الإساءة لها وتعريضها للخطر، من خلال نشر فيديوهات عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ليتحرك المجلس القومى على الفور بتقديم بلاغ إلى النائب العام للتحقيق فى الواقعة، وهو ما تم بالفعل، لكنها لم تكن الواقعة الأخيرة فى قائمة طويلة ضمت أشخاصا أساءوا استغلال أبنائهم بالدرجة التى تجعل المتابع لتلك المقاطع المصورة يشعر بالاشمئزاز من تصرف الآباء تجاه أبنائهم، وهى تصرفات غير مسئولة تعبر عن أناس مرضى بالشهرة، عرضوا حياة أبنائهم وأطفالهم للخطر مقابل الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعى، لا سيما أن أسرار البيوت باتت على المشاع من خلال تلك المقاطع المصورة التى تخدش حياة سكان تلك المنازل.

وفى هذا الإطار، يؤكد الدكتور محمد أبواليزيد أستاذ علم النفس بجامعة الفيوم أن ما تقدم به المجلس القومى للطفولة قبل أيام ببلاغ إلى النائب العام ضد زوجين أساءا استغلال رضيعتهم هى نقطة فى بحر، فهناك مقاطع رأيتها لأم تصور ابنتها وهى تبكى بعدما أجبرتها على اتباع نظام غذائى قاسٍ لأن الطفلة ثمينة ووزنها زائد عن الطبيعى، وتصور الأم نفسها وهى تمسك ببعض الطعام وابنتها تبكى حرقة للحصول عليه، وفى نهاية الفيديو تقول «أتمنى منكم الاشتراك فى قناتى ليصلكم كل ما هو جديد»، والسؤال هنا: هل وصلنا فى السخف إلى تلك المرحلة؟ وما ذنب الأطفال أن يعيشوا فى مجتمع مريض بالشهرة؟

وأضاف: للأسف لا يوجد لدينا ثقافة تعامل مع الطفل ولو حدث هذا فى الخارج لقامت الدنيا ولم تقعد، فأنت بهذا التصرف ترتكب أبشع أنواع التنمر فى حق الطفل، بما يخلق فى نفسه عقدا وأزمات نفسية تحتاج إلى سنوات وسنوات لكى نداويها، ويجب على الدولة أن تتحرك لوقف تلك المهازل التى يمارسها الآباء على مواقع التواصل الاجتماعى، وعمل حملات توعية لعدم استغلال هؤلاء الأطفال، فأنت لا تقل دناءة عن المتسولة التى تستغل طفلها فى الشحاتة.

واستطرد: حياة الأطفال أغلى من استغلالهم فى عمل الفيديوهات، وهناك كارثة أخرى لم ينتبه إليها أحد وقد ذكرنى بها أحد طلابى بالجامعة ورأيتها بنفسى، عبر برنامج يسمى الـ«تيك توك»، إذ قامت إحدى السيدات بتصوير نفسها مع طفلها البالغ من العمر 10 سنوات، وكانت ترتدى ملابس فاضحة فجاءت التعليقات مشينة، وأعتقد أن رؤية هذا الطفل لتلك التعليقات وإدراكه لها سوف يسبب له أزمة نفسية كبيرة.

وعلى الطرف الآخر، رصدنا عددا من الحالات التى تقوم باستغلال الأطفال، فكانت بدايتنا مع «سمسم ودنيا» والتى انتشرت مقاطع مصورة لها مع ابنها البالغ من العمر عامين، وهى سيدة مطلقة حاولت استغلال وقت الفراغ فى عمل فيديوهات وتحميلها على اليوتيوب، لجنى التعليقات التى تؤهلها للحصول على أموال تصرف لها شهريًا حسبما أكد الخبراء، وعلى تلك القناة وجدنا مقاطع للطفل وتقوم الأم بوضعه داخل «البانيو» وتقوم بغسل رأسه، وهو يبكى ثم تصفعه على ظهره على سبيل الهزار، وتقوم بعمل بعض الحركات لإضحاك المتابعين لها، وتقوم بإمساكه من القدم وجعل رأسه إلى أسفل.

وعلى نفس الشاكلة رصدنا حالات أخرى متشابهة، وفى هذا الصدد يقول أشرف السباعى المحامى بالنقض والحقوقى فى مجال الدفاع عن قضايا الطفل: يعد الطفل معرضا للخطر وفقا لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، إذا وجد فى حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له، وذلك إذا تعرض أمنه أو أخلاقه أو صحته أو حياته للخطر، وإذا كانت ظروف تربيته فى الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها من شأنها أن تعرضه للخطر أو كان معرضا للإهمال أو للإساءة أو العنف أو الاستغلال أو التشرد، وإذا حرم الطفل، بغير مسوغ، من حقه ولو بصفة جزئية فى حضانة أو رؤية أحد والديه أو من له الحق فى ذلك، وإذا تخلى عنه الملتزم بالإنفاق عليه أو تعرض لفقد والديه أو أحدهما أو تخليهما أو متولى أمره عن المسئولية قبله.

وأضاف: كذلك إذا تعرض داخل الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها للتحريض على العنف أو الأعمال المنافية للآداب أو الأعمال الإباحية أو الاستغلال التجارى أو التحرش أو الاستغلال الجنسى أو الاستعمال غير المشروع للكحوليات أو المواد المخدرة المؤثرة على الحالة العقلية، وإذا وجد متسولا، ويعد من أعمال التسول عرض سلع أو خدمات تافهة أو القيام بألعاب بهلوانية وغير ذلك مما لا يصلح موردا جديا للعيش.

واستطرد: المجلس القومى للطفولة والأمومة عليه مسئولية كبيرة من خلال متابعة تلك الصفحات والقنوات التى تروج للمقاطع المصورة للأطفال وإساءه التعامل معهم ولا بد من تقديم بلاغات ضد هؤلاء الآباء.

click here click here click here nawy nawy nawy