الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

”موائد الرحمن الدليفرى” آخر صيحات فاعلى الخير فى زمن الوباء

أصحاب موائد: الخوف على حياة الصائمين متمم للثواب.. وتوصيل وجبات الإفطار للمنازل

أعددنا كشوفًا بالزوار.. والاتفاق مع أصحاب دراجات نارية لمشاركة الثواب فى توصيل الطلبات

أيام قليلة تفصلنا عن الشهر الكريم، الذى ينتظره المسلمون فى بقاع العالم من العام إلى العام، لتنتشر معه نسمات الرحمة والمودة وفعل الخير بين المواطنين، ولعل أبرز ملامح الشهر الكريم إقامة سرادق موائد الرحمن لاستضافة عابرى السبيل والمساكين، وتنتشر الموائد بطول شوارع مصر وعلى الطرق السريعة، لكن شاءت الظروف هذا العام أن يكون الوباء اللعين فيروس "كورونا"، سببا فى حصار تلك الموائد وأصحابها، بعد تحذيرات وزارة الأوقاف من التجمعات فى الصلاة والتهجد وقيام الليل، خوفًا من انتشار الفيروس القاتل، ومن ثم فإن موائد الرحمن- والتى تشهد نفس التجمعات- من المحتمل أن تختفى هى الأخرى، وذلك بأوامر من الأجهزة التنفيذية التى تطبق ساعات الحظر، من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحًا، وهى الحالة التى من المتوقع أن تمتد خلال الفترة المقبلة.

"الزمان"، تواصلت مع بعض أصحاب الموائد؛ لاستبيان رأيهم حول موقفهم من الموائد والتجمعات وفيروس كورونا، وكانت البداية مع "خالد عبدالسلام"، والذى ورث عن والده تلك العادة الكريمة من إقامة مائدة رحمن، تستوعب 100 شخص يوميًا طوال أيام رمضان، ويقول: نحن مع الدولة فى حربها ضد الفيروس، ولن نكون سببا فى إصابة أحد زوار المائدة بالمرض نتيجة الاختلاط، سواء بين أطقم الخدمة والطباخين، أو بين المواطنين أنفسهم، وعليه قمت بعمل كشف لعدد من المحتاجين والفقراء هم رواد المائدة، والهدف توصيل الوجبات إليهم جاهزة طوال أيام رمضان، دون بذل عناء الخروج من المنزل وتعريض حياتهم للخطر.

وتابع، كى نؤدى الثواب كاملا فيجب الحفاظ على حياة رواد المائدة، وخروجهم من المنزل مرورًا بالشوارع وصولاً إلى المائدة، هو أمر خطير يجب تداركه من جانب أصحاب الموائد، والعمل على توصيل الوجبات إلى المنازل، ومن أجل تلك المهمة تبرع بعض أبناء الحى بدرجاتهم النارية؛ لتوصيل الوجبات إلى المحتاجين دون مقابل.

ويلتقط "سعيد الفيومى"، طرف الحديث، قائلاً: "منذ عشرة أعوام اعتدت وأبنائى عمل مائدة طوال أيام رمضان، ومع ارتفاع الأسعار وافقت على دخول صديق لى على سبيل المشاركة فى عمل الخير، حتى ظهر هذا الوباء وهدد صحة المواطنين، وعليه صعب الحصول على أذن من الحى بإقامة مائدة الرحمن؛ خوفًا من التجمعات والاختلاط، فكانت الفكرة هى توصيل الوجبات إلى رواد المائدة، مع تجهيز عدد آخر من الوجبات الجاهزة وإعطاؤها لعابرى السبيل على الطرق السريع وفى مواقف السيارات".

وأضاف، إذا كان العمل خالصا لوجه الله، فلا يهم صاحب المائدة أن تكون موجودة أمام منزله وعليها لافتة باسم صاحبها، وبالتالى تسليم الوجبات للمحتاجين إليها فى المنازل وعلى الطرق السريعة دون الإشارة من قريب أو بعيد لصاحبها، لأن الله مطلع على النوايا، أما الأشخاص الذين سيرفضون تحويل الموائد إلى "موائد دليفرى"، فهؤلاء الله أعلم بنواياهم، وأعتقد أننا فى وقت يجب الوقوف فيه إلى جانب الفقراء والمحتاجين، ولسنا فى وقت للتباهى بفعل الخير والتقاط الصور بقصد الشو الإعلامى.

من جانبه قال الشيخ سامح عبدالعزيز، الداعية السلفى: "إن توزيع الوجبات الجافة على المواطنين، يعتبر إفطارا للصائم، مثل موائد الرحمن، ويأخذ الفرد نفس الثواب نظرا للظروف التى تمر بها البلاد، ويكون لدينا منافذ بنفس مكان هذه الموائد لتوزيع الوجبات على المواطنين، فهذا ليس ممنوعا لأنه مثل منافذ بيع الخبز والمواد الغذائية، حيث لا يكون على شكل مطعم".

وأشار "عبدالعزيز"، أن الدليفرى لا يتناسب مع بعض الصائمين، لأن موائد الرحمن كانت للمواطنين الذين ليس لهم مأوى، أو قائدى السيارات الذين لم يصلوا إلى المنزل وقت الإفطار، فهذه نفس الشعائر والخطوات، ويعد ذلك إفطارا للصائم، وأيضا صيام شهر رمضان له أجر كبير.

وأضاف "الداعية السلفى"، أن وصول هذه الوجبات سيكون لمستحقيها، فلدى الجمعيات الخيرية قوائم للأيتام والأرامل والأسر الفقيرة وعمال اليومية والمرضى، فيقومون بتوزيعها عليهم فى البيوت منعا للتجمعات.

click here click here click here nawy nawy nawy