جريدة الزمان

حارتنا

أحمد ناجى.. كفيف يرسم بقلبه ما لم تره عيناه

رودينا محمد -

«النور مكانه فى القلوب، احضن خيوط شمس الغروب، يا تكون قد الحياة يا تعيش وحيد وسط الدروب».. كلمات اهتزت لها قلوبنا جميعًا وقت أن سمعناها بفيلم أمير الظلام وارتبطت تلقائيًا فى أذهاننا بمتحدى الإعاقة البصرية، وأصبحت مع الوقت المُعبر الرسمى لقصص كفاح أمراء ظلام كثيرين، فلدينا طه حسين فى الأدب وعمار الشريعى فى الموسيقى والشيخ كشك فى الدين، وهذه المرة أميرنا هو «أحمد ناجى» فى الفن التشكيلى.

ولد أحمد الشاب الثلاثينى بإعاقة بصرية سببت له حجب شبه كامل للروئية، وبالرغم من ذلك مارس حياته بشكل طبيعى فالتحق بمدارس المكفوفين ثم كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة عين شمس وعمل بعدها كمرشد أثرى للمكفوفين فى المتحف المصرى.

 

بدأت قصته مع الفن التشكيلى فى عام 2006 عندما استخدم الطين الأسوانى فى النحت، وعرض عليه بعدها أحد الأستاذة بكلية الفنون النوعية أن يعرض منحوتاته فى الصالون الفنى الخاص بمركز سعد زغلول لرعاية المواهب من ذوى الاحتياجات الخاصة، وبعد بثلاث سنوات اقترح عليه مدير المركز أن يبدأ فى ممارسة فن الرسم، وبالفعل بدأ فيه وبدأ رحلة جديدة معه .

واعتمد ناجى فى الرسم بشكل أساسى على حاسة اللمس وذلك عن طريق لمس الأشياء ومعرفة تفاصيلها بدقة ثم البدء فى رسمها، ومع الوقت استطاع أن يدرب نفسه على الرسم بالموسيقى، فكان يستمع إلى موسيقى عمر خيرت ويتذوقها ويتخيل شكل الآلة الصادر منها الإيقاع ويقوم برسمها .

يعتمد ناجى فى الرسم على الألوان الزيتية وخاصة اللونين الأسود والأحمر وهى الألوان التى يستطيع رؤيتها نسبيًا مستغلًا فى ذلك نسبة الإبصار البسيطة الموجودة لديه، أما عن أداة الرسم بالنسبة له فهى أصابعه .

وحصد ناجى ما يقرب من 15 جائزة كأفضل فنان تشكيلى كفيف وذلك على المسويين العربى والدولى، وأهمها المركز الأول فى معرض أرمنيا وفى كل من السعودية والكويت على بورتريه استطاع أن يجسد به عضلات الوجه المرخية والمشدودة وقت البكاء والضحك.