جريدة الزمان

مقال رئيس التحرير

القدس‭ ‬تناديكم‭ ‬

إلهام شرشر -

في‭ ‬ظل‭ ‬الضعف‭ ‬العربي‭ ‬المشين‭ ‬والتخاذل‭ ‬المهين‭ ‬نسمع‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التهديدات،‭ ‬نتعرض‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬والإملاءات‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الانقسامات‭ ‬والصراعات‭ ‬والخصومات‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬نجتاح‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬ونتعرض‭ ‬لزلازل‭ ‬سياسية‭ ‬تعقبها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التوابع‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ .‬

في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الركود‭ ‬والسكون‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬نتلقى‭ ‬الطعنات‭ ‬تلو‭ ‬الطعنات‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬تام‭ ‬دون‭ ‬صراخ‭ ‬أو‭ ‬عويل‭ .‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المستعصية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬رصاص‭ ‬الرحمة‭ ‬الغادر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فتصبح‭ ‬شهيدة‭ ‬النسيان‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الأعاصير‭ ‬تجتاح‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وتستباح‭ ‬دولة‭ ‬بعد‭ ‬دولة‭ ‬حتى‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تتلاشى‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭.‬

ليس‭ ‬بالغريب‭ ‬أن‭ ‬يصرح‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬أمريكا‭ ‬بهذا‭ ‬التصريح‭ ‬العجيب‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭ ‬لتدنس‭ ‬المدينة‭ ‬المقدسة‭ ‬بقدم‭ ‬أبناء‭ ‬القردة‭ ‬الخنازير‭ .‬

نعم‭ ‬قرار‭ ‬يعكس‭ ‬أجواء‭ ‬الإهانة‭ ‬والمهانة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬سيأخذ‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬التنفيذ‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬احتفلت‭ ‬بالأمس‭ ‬بوعد‭ ‬بلفور‭ ‬المشئوم‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬أبى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬طريق‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬أمتنا‭ ‬بزرع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬الطاهرة‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭.‬

وليكتب‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الخزي‭ ‬والعار‭ ‬لأمتنا‭ ‬وليحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالموت‭ ‬البطيء‭ ‬ولينفذ‭ ‬خططه‭ ‬ومؤامراته‭ ‬التي‭ ‬يحصد‭ ‬مكاسبها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

وها‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬الضربة‭ ‬القاضية‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬تزول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الملاعين‭ .‬

نعم‭ ....‬إن‭ ‬محاولات‭ ‬تهويد‭ ‬القدس‭ ‬والدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تسير‭ ‬بخطوات‭ ‬منتظمة‭ ‬محبوكة‭ ‬معدة‭ ‬منظمة‭ ‬مدروسة‭ ‬وفق‭ ‬منهج‭ ‬ثابت‭ ‬وهدف‭ ‬لا‭ ‬يحاد‭ ‬عنه‭ .‬

ففي‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬استيطان‭ ‬لأرض‭ ‬جديدة‭ ‬وطمس‭ ‬هوية‭ ‬لمعالم‭ ‬فريدة‭ ‬ومنع‭ ‬آذان‭ ‬ينادي‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ .‬

فضلًا‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬حثيثة‭ ‬لهدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وبناء‭ ‬هيكل‭ ‬سليمان‭ ‬بدلًا‭ ‬منه‭ .‬

فلكم‭ ‬سمعنا‭ ‬وسمع‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬الدنيئة‭ ‬للمساس‭ ‬بالمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ومنع‭ ‬المصلين‭ ‬منه‭ ‬ومحاولة‭ ‬تغيير‭ ‬ملامحه‭ ‬وتدنيس‭ ‬أرضه،‭ ‬فلقد‭ ‬شهد‭ ‬العالم‭ ‬صورة‭ ‬مقززة‭ ‬لامرأة‭ ‬يهودية‭ ‬وقد‭ ‬جابت‭ ‬ساحة‭ ‬المسجد‭ ‬وهي‭ ‬مجردة‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬ثيابها‭ .‬

أي‭ ‬إشارة‭ ‬في‭ ‬هذا؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!!‬

أي‭ ‬معنى‭ ‬وراء‭ ‬هذا؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!‬

هل‭ ‬يصدق‭ ‬أحد‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يتحملها‭ ‬أشقاؤنا‭ ‬الفلسطينيون؟؟؟‭!!!!!!!‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ :‬لماذا‭ ‬فكر‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬سفارة‭ ‬دولته‭ ‬في‭ ‬فلسطبن‭ ‬المحتلة‭ ‬إلى‭ ‬القدس؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!‬

في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬بالتحديد؟؟؟‭!!!!!!!‬

أيريد‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬تكتب‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬ضعيفًا‭ ‬هزيلًا‭ ‬منقسمًا‭ ‬على‭ ‬نفسه‭.‬

أم‭ ‬إنه‭ ‬يسعى‭ ‬لإرضاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬كعادة‭ ‬رؤساء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السابقين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬جمعاء‭ .‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬والانعكاسات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مصلحة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ .‬

جاء‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬ليعكس‭ ‬بحق‭ ‬أمورًا‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتغافلها،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬الإرادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭ ‬بها‭ ‬يسيرون‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يحيدون‭ ‬عنه‭ .‬

وهو‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والمؤامرة‭ ‬الصهيوأمريكية‭ ‬وفرض‭ ‬نظام‭ ‬العولمة‭ ‬على‭ ‬الدنيا‭ ‬بأسرها‭ .‬

‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأُوروبي‭ ‬وسائر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬مصممة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رئيسها‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬النقد‭.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬درس‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬للوقوف‭ ‬وقفًة‭ ‬جادة‭ ‬مع‭ ‬أزماتها‭ ‬واعتمادها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬على‭ ‬صوتها‭ ‬وإرادتها‭ ‬دون‭ ‬سواها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬غطاء‭ ‬أو‭ ‬مظلة‭ ‬دولية‭.‬

‭ ‬فلم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ولا‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ولا‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭.‬

‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬نتغافل‭ ‬عنها‭ ‬كثيرًا‭ ‬ونخفف‭ ‬من‭ ‬حدتها‭ ‬وهي‭ ‬الانحياز‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬واستكمالًا‭ ‬لهذه‭ ‬المسرحية‭ ‬الهزلية‭ ‬التي‭ ‬تسخر‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عليها‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬يحفظ‭ ‬ماء‭ ‬وجه‭ ‬أمتنا‭.‬

لقد‭ ‬أعرب‭ ‬نتنياهو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬بهذا‭ ‬القرار،‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬جاء‭ ‬متأخرًا‭ ‬وأشاد‭ ‬بشجاعة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬اتخاذه‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬تدعيم‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬لف‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وطرق‭ ‬جميع‭ ‬أبوابه‭ ‬وفتح‭ ‬بابًا‭ ‬من‭ ‬جهنم‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬سيؤجج‭ ‬مشاعر‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬بل‭ ‬وغيرهم‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬يهدد‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬ويفجر‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والانقسامات‭ ‬والشعور‭ ‬بالكراهية‭ ‬ويمس‭ ‬الاستقرار‭ ‬الهش‭ ‬الذي‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬أمتنا‭.‬

ومنها‭ ‬أنه‭ ‬سيقوض‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬ويقطع‭ ‬أيّ‭ ‬فرصة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نهائي‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬سيهدم‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬بينهم‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬ينسف‭ ‬المواثيق‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬لتنظيم‭ ‬الأمور‭ ‬بينهم‭ .‬

إن‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬يعد‭ ‬تهديدًا‭ ‬صريحًا‭ ‬وصارخًا‭ ‬على‭ ‬عربية‭ ‬القدس‭ .‬

ولقد‭ ‬أبدت‭ ‬مصر‭ ‬موقفها‭ ‬الواضح‭ ‬والرافض‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬حذر‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬من‭ ‬مغبّة‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ (‬دونالد‭ ‬ترامب‭) ‬بنقل‭ ‬السفارة‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭.‬

كما‭ ‬استاءت‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وعبرت‭ ‬عن‭ ‬توجثها‭ ‬من‭ ‬تبعاته‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مفاجأة‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬متناسقة‭ ‬ومتفقة‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بإسرائيل‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وعلاقة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بأمريكا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬

فمنذ‭ ‬متى‭ ‬ينصف‭ ‬العرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!!!!!‬

‭ ‬في‭ ‬قضيتهم‭ ‬العادلة‭ ‬التي‭ ‬كلفتهم‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬مواردها‭ ‬وخيرة‭ ‬أبنائها‭.‬

فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!! ‬لكي‭ ‬تستعيد‭ ‬أمتنا‭ ‬وحدتها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!! ‬بأن‭ ‬نعيد‭ ‬علاقاتنا‭ ‬والأسس‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬بمن‭ ‬يكيلون‭ ‬الأمور‭ ‬بمكيالين‭.‬

فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!! ‬أن‭ ‬ننفض‭ ‬تراب‭ ‬العار‭ ‬الذي‭ ‬غطى‭ ‬علينا‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ .‬

ومنذ‭ ‬فترة‭ ‬بعيدة‭ ‬كتبت‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تمزيق‭ ‬عرى‭ ‬المسلمين‭ ‬وتقطيع‭ ‬شملهم‭.. ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬والنعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬فيهم‭.. ‬بل‭ ‬لقد‭ ‬قفزت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭ ‬وأغلى‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لقد‭ ‬أماتت‭ ‬فيهم‭ ‬النخوة‭ ‬وقتلت‭ ‬فيهم‭ ‬روح‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬حرمات‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬بعصاباتهم‭ ‬التى‭ ‬صنعوها‭ ‬وزرعوها‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬لاستحلال‭ ‬المسلم‭ ‬لدم‭ ‬أخيه‭ ‬المسلم‭.‬

ها‭ ‬هي‭ ‬ذا‭ ‬تستخدم‭ ‬شتى‭ ‬أشكال‭ ‬الحيل‭ ‬وتناور‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬مكر‭ ‬وخديعة‭ ‬لتضرب‭ ‬ضربتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتنقض‭ ‬على‭ ‬الأقصى‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬ليحل‭ ‬محله‭ ‬‮«‬هيكل‭ ‬سليمان‭ ‬المزعوم‮»‬‭.‬
وهكذا‭ ‬تعلق‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭... ‬قضية‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭... ‬قضية‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬رؤوسنا‭ ‬الطير‭ ‬ولم‭ ‬ينبت‭ ‬أحد‭ ‬منا‭ ‬ببنت‭ ‬شفاه‭...‬

واااااااااا‭ ‬إسلاماااااااااااااااه‭... ‬واااااااااااا‭ ‬حزناااااااااااااه‭...‬

واااااااااااااعمراااااااااااااه‭....!!!!!‬
عمررررررررررر‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭ ‬عمرررررررررررررررر‭ ‬القوى‭ ‬الفاضل‭ ‬الذي‭ ‬ذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬ليتسلم‭ ‬مفاتيحها‭ ‬بنفسه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬15‭ ‬هجرية‭ ‬وأعطى‭ ‬أهلها‭ ‬الأمن‭ ‬وكتب‭ ‬لهم‭ ‬العهدة‭ ‬العمرية‭ ‬على‭ ‬أمة‭.‬

واااااااااه‭ ‬أقصاااااااااااااااه‭.. ‬واااااااااا‭ ‬حزناااااااااااه‭... ‬على‭ ‬تعدادها‭ ‬وامتدادها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬ومواردها‭..... ‬مسلوبة‭ ‬الإرادة‭... ‬منهكة‭ ‬القوى‭... ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬ولو‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬ساكنًا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬كيانها‭ ‬ووجودها‭ ‬ومقدساتها‭.‬

ولقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأيام‭ ‬والشواهد‭ ‬والأحداث‭ ‬والصراعات‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬القدس‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬نهايته‭ ‬قضية‭ ‬دينية،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬عربيتها‭ ‬فسكانها‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬قرنًا‭ ‬ويزيد‭ ‬كانوا‭ ‬عربًا‭ ‬يسمون‭ ‬بالكنعانيين‭ ‬ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬كنعان‭ ‬وعدنان‭ ‬وقحطان‭ ‬أسماء‭ ‬لقبائل‭ ‬عربية‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬ثم‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القبائل‭ ‬عصت‭ ‬أمر‭ ‬ربها‭ ‬وأساءت‭ ‬إلى‭ ‬نفسها‭ ‬وإلى‭ ‬أنبيائها،‭ ‬ولقد‭ ‬حكى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬هذا،‭ ‬فلقد‭ ‬كُذب‭ ‬هود‭ ‬في‭ ‬عاد،‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬ثمود،‭ ‬شعيب‭ ‬في‭ ‬مدين،‭ ‬لوط‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬المؤتفكة،‭ ‬وكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬لجحودهم‭ ‬وتكذيبهم‭ ‬لأنبيائهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القبائل‭ ‬دمرت‭ ‬وأصبحت‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان،‭ ‬تروى‭ ‬للعظة‭ ‬والاعتبار،‭ ‬قال‭ ‬تعالى ‭)‬وَ إِلَىٰ‭ ‬عَادٍ‭ ‬أَخَاهُمْ‭ ‬هُودًا‭ ‬قَالَ‭ ‬يَا‭ ‬قَوْمِ‭ ‬اعْبُدُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬مَا‭ ‬لَكُم‭ ‬مِّنْ‭ ‬إِلَٰهٍ‭ ‬غَيْرُهُ‭ ‬إِنْ‭ ‬أَنتُمْ‭ ‬إِلَّا‭ ‬مُفْتَرُونَ‭ .... ‬وَيَا‭ ‬قَوْمِ‭ ‬لَا‭ ‬يَجْرِمَنَّكُمْ‭ ‬شِقَاقِي‭ ‬أَن‭ ‬يُصِيبَكُم‭ ‬مِّثْلُ‭ ‬مَا‭ ‬أَصَابَ‭ ‬قَوْمَ‭ ‬نُوحٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬قَوْمَ‭ ‬هُودٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬قَوْمَ‭ ‬صَالِحٍ‭ ‬وَمَا‭ ‬قَوْمُ‭ ‬لُوطٍ‭ ‬مِّنكُم‭ ‬بِبَعِيدٍ‭) (‬هود‭ ‬50‭ ‬–‭ ‬89‭‬،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬الكنعانيين‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬رزقهم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬رزقًا‭ ‬حسنًا،‭ ‬وعندما‭ ‬تجبروا‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬ونسوا‭ ‬ما‭ ‬ذكروا‭ ‬به‭ ‬سلط‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أحق‭ ‬منهم‭ ‬يومئذ‭ ‬بعمارة‭ ‬الأرض،‭ ‬ولقد‭ ‬حكى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بأسلوب‭ ‬بلاغي‭ ‬عظيم‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬قال‭ ‬تعالى ‭)‬يَا‭ ‬قَوْمِ‭ ‬ادْخُلُوا‭ ‬الْأَرْضَ‭ ‬الْمُقَدَّسَةَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬كَتَبَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَرْتَدُّوا‭ ‬عَلَىٰ‭ ‬أَدْبَارِكُمْ‭ ‬فَتَنقَلِبُوا‭ ‬خَاسِرِينَ‭ ... ‬قَالُوا‭ ‬يَا‭ ‬مُوسَىٰ‭ ‬إِنَّ‭ ‬فِيهَا‭ ‬قَوْمًا‭ ‬جَبَّارِينَ‭ ‬وَإِنَّا‭ ‬لَن‭ ‬نَّدْخُلَهَا‭ ‬حَتَّىٰ‭ ‬يَخْرُجُوا‭ ‬مِنْهَا‭ ‬فَإِن‭ ‬يَخْرُجُوا‭ ‬مِنْهَا‭ ‬فَإِنَّا‭ ‬دَاخِلُونَ‭ (‬المائدة‭ ‬21‭ ‬–‭ ‬22‭‬،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬اليهود‭ ‬جبناء‭ ‬وأضعف‭ ‬وأذل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يدخلوا‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬أرضهم‭ ‬المقدسة،‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬وقتئذ‭ ‬جبابرة‭ ‬كما‭ ‬حكى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬عن‭ ‬قوم‭ ‬عاد‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭) ‬مَنْ‭ ‬أَشَدُّ‭ ‬مِنَّا‭ ‬قُوَّةً‭ (‬فصلت‭ ‬15‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬ثمود‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭
 (‬وَتَنْحِتُونَ‭ ‬الْجِبَالَ‭ ‬بُيُوتًا‭ ‬فَاذْكُرُوا‭ ‬آلَاءَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَعْثَوْا‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬مُفْسِدِينَ‭) (‬الأعراف.74)‬

فعربية‭ ‬القدس‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬يؤكدها‭ ‬ولقد‭ ‬دافع‭ ‬المسلمون‭ ‬عنها‭ ‬ببسالة‭ ‬نادرة‭ ‬وبشجاعة‭ ‬أخاذة‭.‬

وواجب‭ ‬الأمة‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أولى‭ ‬القبلتين‭ ‬وثالث‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬من‭ ‬دنس‭ ‬اليهود‭.‬

إن‭ ‬القدس‭ ‬تناديكم‭ !!!!!!!!!!!!!!‬فهل‭ ‬من‭ ‬مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!!!!!!‬