الزمان
جريدة الزمان

تقارير

بعد اختفائه من الصيدليات والمستشفيات..

البنسلين المضروب يغزو أسواق الدواء

البنسلين
هاني عبد السلام -

«الزمان» تكشف رواج سبوبة البنسلين المغشوش على صفحات الإنترنت

تعنت وزارة الصحة فى صرف البنسلين المستورد.. وعجز الكميات المتوفرة وراء إقبال المرضى على المضروب

المرضى: مندوبو شركات أدوية يوفرون البنسلين لنا عن طريق ترك رقم الهاتف على صفحات الإنترنت

معاناة يومية تطال ملايين المرضى يوميًا بسبب نقص عقار البنسلين والذى يستخدم لمرضى الروماتيزم، وعلى الرغم من تصريحات وزارة الصحة بأنه تم ضخ 100 ألف أمبول من البنسلين فى الصيدليات والمستشفيات العامة إلا أن الأزمة ما زالت قائمة، وهذا ما فتح السوق أمام البنسلين المضروب، والذى يتم بيعه حاليًا على صفحات الإنترنت عبر وسائط من الصيادلة الذين يبحثون عن جنى الأرباح حتى إذا كان ذلك على حساب صحة المرضى .

الإجراءات الجديدة التى اتخذتها وزارة الصحة من أجل التغطية على العجز الشديد فى حقن البنسيلين هو أن يذهب المريض بنفسه إلى المستشفى أو الصيدلة حتى يتم صرف حقن البنسلين له، فضلًا عن إحضار صور الأشعة والتحاليل الخاصة بإصابة المريض بالروماتيزم، وهذا ما دفع عددًا كبيرًا من المرضى للتوافد على مندوبى حقن البنسلين المغشوشة التى تباع على صفحات الإنترنت .

مها محمد، 28 سنة، إحدى الحالات المصابة بالروماتيزم، قالت إنها أصيبت بالتهاب اللوزتين المتكرر منذ أن كان عمرها خمس سنوات ثم أصيبت بالحمى الروماتزمية عند العشرينيات، وهنا بدأت رحلة من الألم والإرهاق وبعد فترة قليلة تعرضت لنوبة شديدة الألم وبعرضى على الطبيب المتخصص قام بالفحص والتشخيص من خلال الموجات فوق الصوتية لتبدأ رحلة العذاب مع إصابة أحد صمامات القلب الميترالى بالالتهاب لم يجد الطبيب المداوى سوى عقار البنسيلين للتداوى، شارحًا أنه يعمل على حماية باقى الصمامات من التلف بإصابة الجسم بنوبات الالتهاب المتكررة، وبعد البحث المطول على العقار بصيدليات السواقى ومصطفى باشا، قمت بشراء نوع آخر يسمى ديبوسلين وهو نوع مستورد ثمنه 95 جنيهًا بينما كان سعر البنستارد المختفى من السوق 8 جنيهات .

أما أحلام متولى فقالت إنها تعانى من مشكلة بالقلب والبنسلين طويل المفعول ضمن روشتة علاجية ونصحنى الطبيب المعالج بالمدوامة على هذا العقار كل 21 يومًا حتى تحديد ميعاد لإجراء عملية القلب المفتوح، وفى الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ 7 أيام ذهبت لتناول الحقنة بمستشفى سانت تريز بمدينة بنى سويف، وكان رد الصيدلى «لا توجد هى ولا بديلها»، وذهبت إلى باقى صيدليات المحافظة وكان الرد من الصيادلة شبه متكرر، الأمر الذى أصابنى بالإحباط فهذا العقار كان يخفف عنى آلام المفاصل التى باتت تهدد قلبى بالحمى يوميًا، وبسبب نقص العقار بدأنا فى البحث عنه بأى طريقة وهناك بعض الأشخاص يؤكدون لنا أن هذا العقار يتم بيعه على صفحات الإنترنت عن طريق الحجز وترك رقم الهاتف، ويقوم المندوب بالاتصال بنا وتوفيره وهذا ما دفعنا إلى اللجوء إلى هذا الأمر بسبب نقصه فى الصيدليات والمستشفيات .

 من جانبه كشف الدكتور محمد عبدالواحد، عضو النقابة العامة للأطباء بمحافظة الشرقية لـ«الزمان»، أنه تم صرف 300 حقنة بنسيلين طويل المفعول للمرضى أو من ينوب عنهم من الدرجة الأولى بإحضار أصل الروشتة وأصل تحليل سرعة الترسيب وصورة البطاقة وأيام صرف الحقنة بسعرها الرسمى 9 جنيهات.

وأضاف أنه تم توريد كمية جديدة من البنسيلين لمن لم يحصل عليها فى الدفعة الأولى، ويتم توزيع الحقن دون واسطة أو محسوبية ودون ربط أى أصناف أو طلبيات للشركة فى مقابل هذه الخدمة بالمقارنة بأى موزع آخر قد يقوم بربط الحقن بطلبيات من الشركة لتحقيق ربح مادى ولكن الهدف الوحيد للشركة هو توجيه الدواء للمرضى بسعره الرسمى فقط.

وأشار إلى أنه تم توفير 300 حقنة إلى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، كما أن شركة المهن الطبية للأدوية أحضرت مليونًا و200 ألف عبوة ستكون جاهزة بعد منتصف شهر ديسمبر وسيتم توزيعها على الصيدليات الخاصة .

 وأوضح الدكتور سعيد القناص، استشارى أمراض الباطنة وعضو الجمعية الأوروبية لـ«الزمان»، أن عقار البنسلين هو أول مضاد حيوى تم اكتشافه ويستخدم لمعالجة العديد من حالات العدوى الجرثومية الحساسة لهذا الدواء والتى تشمل أنواعًا معينة من الالتهابات فى اللوزتين، والقصبات الهوائية والبلعوم والرئتين وهذا الدواء فعال فى معالجة التهاب اللثة ومعالجة الالتهابات الناجمة عن الجراثيم العقدية، مثل القرمزية والحمرة وهى عدوى جلدية، كما يمكن إعطاء البنسلين لمعالجة الأمراض المنقولة جنسيًا مثل مرض الزهرى، وأيضًا لمعالجة التهاب الشغاف ويعطى البنسلين تكرار الحمى الروماتيزمية يعمل البنسلين عن طريق منع بناء الجدار الخلوى البكتيرى أكثر من 60% من المصريين يحقنون شهريًا بعقار البنسلين .