لحوم الزواحف تسد جوع المصريين

قدرتها على علاج الأمراض
«كذبة» تحول لحوم الزواحف لتجارة رائجة فى مصر
«الزمان» تكشف أسرار تجارة بيع وتداول لحوم الزواحف
التجار: نبيع كيلو اللحمة بـ2 جنيه وكوب الدماء بـ200 جنيه
قانون البيئة يحذر بيع الزواحف... ونوع «ترسا» باتت مهدد بالانقراض
لحوم الزواحف ترفع الكوليسترول فى الدم.. وتحدث جلطات لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون
دار الإفتاء تحرم اللحوم الضارة
العديد من المواطنين باتوا يبحثون عن أرخص السلع الغذائية والوجبات السريعة، التى من الممكن أن تعوضهم عن شراء الأطعمة باهظة الثمن، مما عرضهم للنصب ووضعهم تحت مخططات شيطانية وسلع غير آدمية، ولكن الجديد هو أن تذهب لتناول لحوم الزواحف البحرية، بسبب رخص ثمنها كنوع من التعويض عن فقدان مذاق اللحوم.
منذ فترة وجيزة رصدت معدة التحقيق بيع وتداول لحوم الزواحف البحرية بمحافظات الإسكندرية وبورسعيد ورأس البر، إذ تنتشر صيد الزواحف وبيعها وذبحها وبيع دمائها أيضًا وهذا ما يعرضها للانقراض.
مى حمادة، رئيس فريق الإسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية، قالت إن مصر تصلها سنويًا 5 أنواع من الزواحف المهددة بالانقراض، وأكثر الزواحف المهددة هى الزواحف البحرية أو ما يطلق عليها «ترسا»، إذ يتعرض هذا النوع لصيد وعوامل بيئية وسلوكية خاطئة، فالصيادون يقومون بصيدها وبالتالى تقل أعدادها وتهدد بالانقراض، على الرغم من أنها محمية بالقانون المصرى والذى ينص على أن قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته بالقانون رقم 9 لسنة 2009 والقانون رقم 105 لسنة 2015، ولائحته التنفيذية بكل تعديلاتها، يحظر فى مادته رقم (28) صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية والبحرية التى تحدد أنواعها اللائحة التنفيذية للقانون.
كما تحظر المادة نفسها حيازة هذه الطيور والحيوانات أو نقلها أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة.
وأضافت أنه طبقًا للمادة رقم 84 من القانون نفسه، يعاقب من يخالف ذلك بالحبس والغرامة التى لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى جميع الحالات يجب الحكم بمصادرة الطيور والحيوانات والكائنات الحية والبحرية والنباتات والحفريات المضبوطة، وكذلك الآلات والأسلحة والأدوات ووسائل النقل التى استخدمت فى ارتكاب الجريمة.
أشارت «حمادة» إلى أن التجارة غير الشرعية فى الحيوانات البرية والبحرية وما يرتبط بها من ممارسات وأنشطة غير مسؤولة، تتسبب فى مزيد من الضغوط على الأنواع الحيوانية والطيور والزواحف المهددة بالانقراض، وتؤدى مثل تلك الأنشطة إلى اختفاء بعض الأنواع من بعض البيئات الطبيعية، ما يتسبب فى تدهور حالة البيئات والنظم البيئية، ويؤثر سلبًا على حقوق الأجيال المستقبلية فى الاستفادة من ثروات مصر الطبيعية.
وأوضحت أن مصر انضمت للعديد من الاتفاقيات الدولية التى تحظر وتجرم التجارة غير الشرعية والاستخدام المفرط فى الأنواع الحيوانية والنباتية، خاصة المهدد منها بخطر الانقراض، وتشجع الدول الأعضاء على اتخاذ الإجراءات والتدابير التى تهدف إلى تحقيق الحماية، والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية ومكونات التنوع البيولوجى.
ولفتت إلى أنه يأتى على رأس القائمة اتفاقيات التنوع البيولوجى وحماية الأنواع المهاجرة وصون الأراضى الرطبة (اتفاقية رامسار)، فضلًا عن اتفاقية التجارة الدولية فى الأنواع الحيوانية البحرية والبرية والنباتية المهددة بخطر الانقراض (اتفاقية سايتس)، والتى تنظم تداول الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بخطر الانقراض عبر حدود الدول، بما يضمن أن التجارة الدولية لا تمثل خطرًا على بقاء تلك الأنواع.
واستطردت: «ناهيك على الأضرار الذى يتعرض لها المرء بسبب تناول لحوم أو شرب دماء الزواحف وخاصة نوع ترسا، تجعل المرء أكثر عرضًا لجلطات، وتساعد على ارتفاع الكوليسترول بالدم، إذ أنها تحتوى على نسبة دهون عالية».
زواحف الإسكندرية
منطقة الإبراهمية بالإسكندرية تجد تكدسًا كبيرًا من قبل المواطنين على تجار بيع الزواحف البحرية، وخاصة نوع «ترسا»، إذ يروى مجاهد متولى، أنه ذبح اثنان قبل ذلك وتناول من طعامهما، إذ أن كيلو لحم الزواحف بسعر جنيهين، وتعالج السيدات من العقم وتعالج أمراض الكبد، بجانب أن لحمها ذات رائحة قوية تنعش الجسد، وبدون أن تشعر براحة الدماء مثل باقى لحوم الحيوانات، بجانب تناوله لحم الزواحف نيء التى جعلت جسده قويًا، على حد قوله.
وأضاف أنه يبيع أكواب دماء الزواحف الكوب بسعر 200 جنيه، ودماء ترسا يعالج من السل، فلم أستطع أن أتناسى زوجة عمى البالغة من العمر 80 عامًا عقب تناول لحم ودماء الزواحف باتت تشعر وكأنها سيدة بمرحلة المراهقة، ووجدت أكواب دماء الزواحف تباع ببورسعيد ورأس البر.
واستكمل محمد مرسى، أحد المواطنين، أنه كان يعانى من السكر عقب تناول لحم الزواحف التى هى تعتبر من أنظف وأرخص أنواع اللحوم الذى وجدتها وأفضل من الضانى، أصبحت لم أشعر بإرهاق مرض السكر، ولكنى لم أعلم إذا كان تناولها حلالًا أم حرامًا، ففى بداية الأمر أشاهدهم يقومون بربط رأسها بحبل سميك حتى لا تخفيها بقوقعتها ويقومون بقطع لحمها عقب نزعها من القوقعة، وهى ما زالت حية، وبتلك اللحطة يظل جسدها يرتعش، وعقب ذبحها، يقومون على الفور بوضعها دمائها على وجههم ويتناولون أكواب الدماء مباشرةً.
بينما لفت عوض السيد، أحد التجار، إلى أنه اتفق مع أحد الصيادين على صيدها من البحر بمبلغ 3 آلاف جنيه، ثم يتم بيعها فى مزاد فهناك من يبلغ سعرها ألف جنيه، وهناك 750 جنيهًا، والصغيرة تبلع سعرها 500 جنيه، ولكن التجارة الحقيقة فى بيع الدماء لأنه يشفى من الأمراض ومن الممكن أن يصل سعر ثلاثة أكواب من دماء الزواحف إلى 3 آلاف جنيه، بجانب أن هناك إقبالًا كثيفًا من قبل المواطنين، لأنها لحمة لذيذة، فنحن كتجار نشعر بالمواطن الفقير الذى لا يستطيع أن يتذوق نكهة اللحوم، فنحن نقوم بيبع الكيلو بجنيهين، وهكذا الدماء، فبدلًا من عدم الفائدة من وراء الزواحف، بات لها فائدة حاليا من خلال تناولها وذبحها والتجارة بها.
بينما أقبلت حنان فرح، إحدى المواطنات، على شراء لحوم الزواحف، مبررة ذلك بأنها تبحث عن لحوم الزواحف يوميًا، فلم تتناول حاليًا سواء لحوم الزواحف، لأنها تحقق نتائج على الفور عقب تناولها، ولكنها تشترى اللحم فقط، لرخص ثمنها، ولكن لم تشتر أكواب الدماء لأنها باهظة الثمن.
الشيخ حسين عوضى، عضو مركز الإفتاء بمشيخة الأزهر، قال إن الأشياء التى لا دم لها مثل الثعبان وغيره لا يحتاج إلى ذبح من أجل أن يكون حلالًا، وبناءً عليه فالذبح ليس شرطًا فى أكله وإنما إذا كان ينفع الإنسان ولا يضره فإن أكله جائز، أما إن كان يضر الإنسان فإنه لا يحل له، فالحشرات مثلًا ضارة ولا يجوز أكلها.
وأكد أن الله- سبحانه وتعالى- ذكر المحرمات فى سورة الأنعام، وسورة المائدة ولم يذكر فيها الحشرات على أنها من المحرمات، ولذلك خضعت الحشرات للقاعدة العامة وهى أن الله أحل الطيبات وحرم الخبائث كما جاء فى سورة الأعراف، فما كان نافعًا طاهرًا ولم يأت نص بمنع أكله فإنه يجوز أكله، وما كان خبيثًا ضارًا فإنه محرم بنص الآية، فهذا يعنى أن تناول لحوم الزواحف إذا كانت ضارة على جسم الإنسان فحرام تناولها، وإذا كانت نافعة لصحة الإنسان فحلال تناولها.