جريدة الزمان

مقال رئيس التحرير

إلهام شرشر تكتب: سوريا بين المفاوضات والشطرنج

الكاتبة الصحفية إلهام شرشر
بقلم إلهام شرشر -

سنوات وسوريا تعاني ويلات الحرب وتتجرع كؤوس الدمار والخراب.. وتسبح في بحور من الدماء.. وتواجه أعاصير فناء.. حروب لا تبقي ولا تذر.. تدفعها أسباب متشابكة ودوافع معقدة.. ومصالح الكبار وأذيالهم..

سنوات وسوريا تئن من شتات شعبها وتَمزق عروتها.. وانهيار بنيتها انهيارًا تامًا.. أيعقل أن نصف الشعب السوري يأخذ لقب لاجئ.. والنصف الآخر يعاني ويلات وويلات لا تنحصر في شكل ولا تقتصر في صورة؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!..

سنوات وسوريا تستغيث ولا مجيب من بعيد أو من قريب.. الكل يطمع فيها على الرغم من شدة معاناتها.. يأملون تارة في غازها.. وتارة في فوسفاتها.. وتارة أخرى في خيراتها وكنوزها التي توجد تحت الأرض..

سنوات وسوريا يزداد حالها سوءًا.. بعد أن فقدت كل شيء.. فقدت عروبتها بعد أن سطت عليها «إيران» وغيرت من ديموغرافيتها.. ونشرت رجالاتها في كل بقعة استطاعت الوصول إليها.. والسيطرة عليها.. فقدت قوة جيشها المعروف الذي كان درعًا وحصنًا للأمة العربية وكانت له مشاركات واسعة وتنسيق دائم مع الجيش المصري العظيم..

فقدت الكثير من أراضيها.. جزءٌ منها يخضع لـ«الاحتلال الصهيوني» (منطقة الجولان منذ عام 1967) وأجزاء أخرى تضع تركيا يدها عليها.. وأخرى مناطق نفوذ لإيران.. ورابعة للقوات الأمريكية.. وخامسة للقوات الروسية.. هكذا أصبحت سوريا تعيش كوميديا سوداء كارثية.. أصبحت مهددة بالعدم بعد طمس معالمها بهذا التقسيم دون رحمة أو هوادة في نهاية مأساوية..

تعيش سوريا بكل المقاييس مأساة كبرى.. بل أكبر مأساة في زماننا.. كيف لا؟؟؟؟؟!!!!!!.. وقد وقعت في فخ هذه الحرب الدامية.. فخ الحرب «العسكرية الاصطناعية».. الإرهاب من ناحية والطائفية من ناحية أخرى.. والمصالح والأطماع داخلها من ناحية.. والمنهج الأعمى من ناحية عاشرة.. حاصروها من كل جانب..

ولا أدري.. ماذا أقول: … أيا حزني على سوريا.. أم أنني أندب الحظ وأقول أيا حزني على الأمة العربية والإسلامية..

وكأن العالم لم يسمع أنين الشعب السوري.. لم ير دمار أرض المحشر التي ارتوت بالدماء والخيانات والأطماع.. ولا أدري أي الأماكن لا تزال خاوية فيها حتى يتوارى البشر تحت ثراها استعدادًا ليوم الحشر بعد الممات..

يا لحزني على سوريا الغالية.. ومن قبلها الأرض المباركة.. «فلسطين العزيزة» هذين البلدين العربيين الشقيقين اللذين كانا يطلق عليهما فيما مضى «بلاد الشام» مع لبنان والأردن.. وهما يواجهان الموت كل لحظة بل في كل نفس.. نعم لقد ضاقت علينا الدنيا بما رحبت.. من ضيق أنفاسهم التي نسمع زفيرها.. التي زلزلت الكيان العربي والإسلامي.. دون أن يتحرك فيه شعرة.. بين عالم لم يستيقظ فيه ضمير.. لم يستيقظ له ضمير.. لم يستيقظ له ضمير.. الكل يرقب الموقف عن كثب ولا يتخذ إجراءً ولا موقفًا ولا قرارًا ولا اعتراضًا..

سوريا التي أخيرًا يبحث المجتمع الدولي لها الآن عن حل سياسي.. بعد كل ما حدث بها من خراب ودمار.. بعد كل دماء شهدائها وتشريد أهاليها.. بعد أن أدرك أن القنابل.. لم تجلب له السلم.. ولم تضع له الحل.. ولم تعرف له طريق الاستقرار.. هذا إذا كان بالفعل هناك قلة حيلة وأنهم لم يكونوا يقصدون كل ما كان من إبادة وطن وأرض وشعب من على خريطة عالم عربي نيام وإسلامي فقد الزمام..

أسطرها كلمات وإن كنت لا أصدق نواياهم بعد كل ما كان!!.. صحيح مؤخرًا أن العالم قد أدرك أن أكثر من ١٣ مليون سوري يحتاجون إلى كم هائل من المساعدات..

صحيح مؤخرًا أن العالم قد أدرك أن أكثر من مليوني سوري في مناطق يصعب الوصول إليها.. أو محاصرون يتخطفهم الموت بين عشية وضحاها؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!..

صحيح مؤخرًا أن العالم قد أدرك أن هناك أكثر من خمسة ملايين لاجئ.. يعيشون شظف الحياة والعيش.. بالإضافة إلى التشرذم والاضطهاد والملاحقة في كثير من دول العالم..

لقد نجح العالم حقًا في أن يصنع من سوريا أزمة.. وبالفعل قام بتسويتها على نار أكثر من هادئة حتى نضجت وأصبحت معدة وجاهزة لالتهامها.. تلك أدوات الإعداد «أدوات الحرب» التي كانت تتداول بين الدول أصحاب المصلحة وبين الهيئات والمنظمات الدولية التي كانت تعد القوالب والأواني لالتهام «الطبخة» حيث أذنت أخيرًا وإن كان مؤقتًا بإيقاف «التايمر».. حين ذهبوا بعيدًا في خلوة يتلمسون منها الهدوء.. يستلهمون فيها القرار الذي يستمتعون فيه بمذاق «الطبخة» في قوالب جديدة بدعوى الأمن والاستقرار السياسي في سوريا..لدرجة أن واحدًا من المجتمعين قال إن «باكاكرا» المكان الذي اختاره المجتمعون للنزول فيه يعد موقعًا مناسبًا للتواصل مع قوة الدبلوماسية ومع ذلك فقد ازداد الملف السوري تعقيدًا وحِدة.. فلم يصلوا إلى شيء رغم النار الهادئة وإن كانت حارة حامية وتوزيع الأدوار فيها المحكم لبلوغ ما وصلت إليه من هاوية..

لم يعد الأمر خافيًا على أحد مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة للتصريح بقوله: «إن مجلس الأمن يواجه حالة من الشلل بشأن أزمة سوريا، وأضاف أن التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط.. تثير الكثير من القلق».. حتى دفع الغرب إلى أمر نادر الحدوث.. وهو اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتخطي «الفيتو الروسي».. كما أوردت صحيفة «الجارديان البريطانية» في عددها الثلاثاء الموافق ٢٤ أبريل.. أن الدول الغربية تعتزم اتباع «تكتيك» جديد من أجل تخطي الشلل الذي يصيب مجلس الأمن الدولي بشأن الصراع في سوريا بسبب «الفيتو الروسي».. ولعل الدافع وراء اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة هو الإحساس بالضعف والفشل الذريع والمخزي في التعامل والتناول للأزمة السورية..

لذلك يبحث الغرب عن إقامة جسر جديد من الممكن أن يكون سبيلًا إلى حل هذه الأزمة العاتية التي تواجه العالم.. لذلك بدءوا في البحث عن نقطة بداية لحل ومواجهة الوضع السوداوي والمأساوي الذي يعيشه الشعب السوري..

ولا أدري ماذا يعدون لها من «طبخات جديدة» وإن كان ولا بد أن تكون مختلفة المذاق… الله وحده ورسوله أعلم..

والدليل على ذلك السؤال الذي يفرض نفسه.. لماذا فشل العالم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية منذ البداية؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!.. ومؤخرًا؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

أقول إن من يتابع التصريحات والمؤتمرات وجلسات الأمم المتحدة يلحظ أن الجميع يفكر بشكل مختلف ينصب في المقام الأول في تحقيق مصالحه أو في سبيل إثبات زعامة واستحواذ على العالم.. أو لإثبات وجود وتأثير في عالمنا أو من أجل أطماع يبذل دونها الموت أو للبحث عن مكان بين الكبار أو لمواجهة عدو محتمل.. أو بمعنى أصح سيناريو في كوميديا هزلية سوداء لإنهاك سوريا.. لتسهيل الوصول إلى أغراضهم التي تؤدي لا محالة إلى تفتيتها ثم تقسيمها..

هكذا تحول المطامع والمصالح الدولية والإقليمية في الوصول إلى حلول جذرية للأزمة السورية.. كما أن عالمنا العربي والإسلامي الذي تعنيه سوريا ويتأثر بها وما انتهت إليه.. للأسف نراه بعيدًا كل البعد عن التدخل الفاعل في الأزمة السورية.. وكأن أمرها شأن لا يعنيه.. يصر على الجلوس في مقاعد المتفرجين أحيانًا والشماتين أحيانًا أكثر بعيدًا عن مسرح الأحداث..

ومن هنا تنشأ تعقيدات الحل السياسي للأزمة.. ليس فقط لمجرد تدخل دولة دون أخرى.. فالأزمة برمتها يعتبرها البعض حربًا باردة بين القوى العظمى.. ولهذا تجد الحلول الدبلوماسية الطريق أمامها موصودًا ومسدودًا.. كيف يكون هناك حل سلمي والحرب بالوكالة لا تزال رحاها دائرة؟؟..

إن الأزمة السورية جزء كبير منها يرجع مع الطائفية إلى الأطماع الأجنبية فيها.. فقد فتحت شهيتهم لما تحت أرضها من كنوز لا يستغني عنها الغرب ولا الشرق.. لذلك يشتهي كل من يصارع فيها حضور تلك الوليمة التي ولا شك أنها من الدسامة بمكان..

يبدو أن هذه المائدة من خلال قراءتنا للموقف أنها ستقتصر على حلقة ضيقة من المدعوين.. بدأت تتكشف رويدًا رويدًا على الرغم من أن سوريا لم تخرج بعد من فم الحرب..

فلا يظن ظان أن روسيا رغم تعلق الأسد بها.. وإن كان أي أسد؟؟؟!!!!!.. فالأسود فيها كثيرة فاقت قدرة صاحبها الأسد.. وارتباطه الوثيق بها.. ستشاركه دول معروفة لدى الجميع.. الكل يبحث عن مصالحه.. إلا أنها ستنفرد بهذا الأمر في النهاية.لذلك توقفت مع أعمال المؤتمر المنعقد في «بروكسل» الذي يشارك فيه أكثر من ٨٥ دولة.. وعلى الرغم من النقاط الإيجابية التي لمستها فيه من ضرورة «الحل السياسي» للنزاع في سوريا.. وإعادة إطلاق «العملية السياسية».. والدور المحوري للأمم المتحدة في إدارة هذه العملية السياسية.. وتقارب وجهات النظر في دعم السوريين في داخل سوريا أو في خارجها بالمساعدات الإنسانية أو بالأموال وضرورة الحفاظ على منع تقسيم سوريا.. إلا أن النتيجة على الأرض..

١- مازالت سوريا تتساقط وأصوات الطلقات فيها تسمع في كل لحظة كأنها سيل من الأمطار.. طلقات يتصارع صوتها مع صوت الرعد ولكنه لا يسبح بحمد خالقه !!!!!!!!!.. وإنما يتحدى سيده… «أستغفر الله»

٢- مازالت سوريا تتساقط وأبناؤها يتساقطون في برك من الدماء التي لا تنتهي !!!!!!!!!!!..

٣- مازالت سوريا تتساقط وتتساقط معها بنيتها التحتية.. وآثارها الضاربة في جذور التاريخ !!!!!!!!!!!. ٤- مازالت سوريا تتساقط وتتساقط معها بلاد كثيرة للعرب والمسلمين !!!!!!!!!..

٥- مازالت سوريا تتساقط تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة والكل يتشبث بمقعده فيها!!!!!!!!!!.. لست أدري أهم ينتحرون؟؟؟؟؟!!!!!.. أم يلهثون نحو التيه والضياع؟؟؟؟؟؟!!!!!

٦- مازالت سوريا تتساقط والأمة لاهثة بخلافاتها واختلافاتها.. وصراعاتها ونزاعاتها التي لا تكاد تعرف لها سببًا !!!!!!..

٧- مازالت سوريا تتساقط وتتسول من الداني والقاصي.. وهي مدينة الثراء والعلماء والأيادي البيضاء !!!!!!!!!!!.. لست ضعيفة.. حين لا أحمل في يدي مدفعًا………. لست ضعيفة.. فأنا أحمل بيدي قلمًا.. أقسم به المولى عز وجل.. كلي إيمان به بعد الله.. أن أحرك به القلوب الغلفا.. والأعين العميا.. والآذان الصما.. والعقول التي صدأت من انطفاء شعلة الإيمان في وجدانها فأصبح اليقين رمادًا أسود باليًا..

لست ضعيفة.. فأنا قوية بالله وبالقلم في يدي.. ذلك السلاح الذي أقسم به في كتابه العزيز…….. لعلي أحرك سلاحًا أقوى.. نعم… هو أقوى سلاح على الأرض وهو سلاح الدعاء… بعد أن ماتت الضمائر ولم يهزها حتى قارعة الساعة..

أناشدكم أمة الإسلام في كل مكان أن يكون سلاحكم.. هو الدعاء.. بعد أن استشرى الخوف فطاحت وفجرت أسلحة الخيانة..

حسبنا الله ونعم الوكيل

نعم حسبنا الله ونعم الوكيل

أكتب وتتمزق روحي.. أي متعة في صيام وقيام والناس نيام.. أي تركيز مع الحنان المنان.. والتمتع بخلوته والأُنس به في عالم يملؤه الطغيان.. ليسكن الحزن والألم داخل شغاف الجنان..

أكتب ما بين دموعٍ تنهمر وجراح قلبٍ لا يندمل.. وضمير حيٌ غطاه ركام كأنه ظلمة ليل..

أكتب خجلة وجلة.. حزينة باكية.. شاكية متألمة.. متعثرة الخطوات.. فصيام رمضان غير صيام كل العام.. إنه شهر القرآن.. الذي تصفو فيه النفس بالتواصل والرجاء.. ويهفو فيه الفؤاد إلى رب الأرض والسماء..

فهل نستحق شرف الصيام وقراءة القرآن.. بعد أن قصرنا أمام الحبيب الرحمن والمصطفى النبي العدنان في حماية أمانات الله التي أودعها بين أيدينا.. الأقصى المبارك.. وأرض المحشر «سوريا» الغالية..

كيف ننوي الصيام وهاتين القطعتين الغاليتين تدنس وتداس بالأقدام.. تسال فيها دماء الأبرياء.. وتغتال الطفولة بلا استحياء.. وتكلم النساء.. ويقهر الرجال..

يهدئ روعي.. يقلل فزعي.. يخفف ألمي.. يحد من حيرتي.. عظيم رجائي بمن تعلق ببابه.. أبدًا لن يخذله.. هكذا هو دومًا معي والحمد لله.. وأنا أتعلق بأستاره.. أنتظر ليلة النصف من شعبان.. ليلة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب..

أمة الإسلام في كل مكان أنتظر تلك اللية.. كم تمنيت لو لم تغفل عيناي.. لعلي أبلغها.. لعلي أصل بدعائي وأنتم معي.. أدعوكم أن تكونوا معي في ذلك الرجاء لعله يثلج صدورنا سبحانه.. قبل شهر الطهر والنقاء.. شهر الملائكة.. شهر القرآن.. شهر الصيام.. وطول القيام..

أمة الإسلام في كل مكان.. معي في ليلة النصف من شعبان.. أدعوكم لقيام هذه الليلة لنجدد عهدنا الذي كان.. والذي غيبني عنه شدة الأيام وقسوة الزمان.. التي أضاعت حلو الذكر وعظيم الامتنان..

إلا أنه أعزائي.. في تركيزي في الكتابة على إنسان الغاب في هذا الزمان.. من خلال اهتمامي بالشأن العام.. بأمور العروبة والإسلام.. أعتقد أن ذلك لا يقل شأنًا عن مناجاة الحبيب الرحيم الرحمن.. والصلاة على النبي المصطفى العدنان.. وقد يكون سبيلًا إليهما في الدنيا.. وإن شاء الله في أعلى الجنان.. يعلم الله ما في قلبي وروحي في الدعاء والصيام.. وأنه لم يشغلني عنهما لا إنس ولا جان.. إلا إنسان هذا الزمان الذي فاق قباحة الشيطان..

اللهم بلغنا ليلة النصف من شعبان لعلها تكون حائط صد لتطهير الأرض قبل صيام شهر رمضان…. وأن لا ينفذ فيه أعداء الإسلام من عهد تجاه الأقصى وما كان لسوريا من ويلات وآلام..

اللهم بك نستغيث فأغثنا.. وعليك توكلنا فاكفنا.. اللهم نحن الضعفاء وأنت القوي.. اللهم نحن الأذلاء وأنت العزيز.. وهل ينصر الضعفاء إلا القوي.. وهل يجبر الكسرى إلا المتين..

اللهم إنا نسألك العصمة في الحركة والسكون..

اللهم ابتُلي الإسلام والمسلمون.. اللهم انصرنا على الكافرين.... وسخر لنا الأعداء كما سخرت البحر لموسى والنار لإبراهيم.. والجبال والحديد لداوود.. وسخرت الريح والجن والشياطين لسليمان.. اللهم أنت الخليفة في الأهل.. اللهم شاهت الوجوه وعنت للحي القيوم..

اللهم بحق ليلة النصف من شعبان عليك بأعداء القدس وسوريا وكل أعداء الدين.. اللهم بدد شملهم.. اللهم شتت جمعهم.. اللهم فل حدهم.. اللهم أجعل الدائرة عليهم.. اللهم أرسل العذاب إليهم.. اللهم أخرجهم عن دائرة الحلم واسلبهم مدد الإمهال.. وغل أيديهم واربط على قلوبهم ولا تبلغهم الآمال..

اللهم وبحق هذه الليلة.. ليلة النصف من شعبان.. طهر مقدساتك من أعداء النبي المصطفى العدنان..

اللهم نتذلل بك إليك.. قلت حيلنا وما خاب رجاؤنا فيك..

نسألك اللهم أن تكشف درنا كما تكشف در أيوب.. أن تجيب دعوتنا كما استجبت دعوة ذكريا.. يا من قبلت تسبيح يونس بن متى..

نسألك اللهم بأصحاب هذه الدعوات أن تقبل ما به دعوناك.. وأن تعطينا ما سألناك..

اللهم وبحق حبيبك ونبيك ومصطفاك.. أن ترفع عن أمته بحق شفاعته.. وبحق قوله أمتي.. أمتي..

يعتصرني عظيم الحزن والألم أن نبدأ صيام رمضان.. دون تطهير المقدسات.. لذلك ألوذ في ليلة النصف أن تتنزل علينا الرحمات وأن تنجينا بالاستغاثات.. وأن ترفع عنا الابتلاءات.. فما أعظمها أن تكون في دين الله رب الأرض والسموات.. في دين محمد الذي أرسلته رحمة للأحياء وبعد الممات..

أمة الإسلام.. أدعوكم أن تكونوا معي في ليلة النصف من شعبان للدعاء إلى المولى عز وجل.. أن يساعدنا ويشد أزرنا حتى الممات.. أن يرفع عنا وأن لا يكلفنا ما لا طاقة لنا به.. فهو رب الرحمة.. سامع الأصوات.. عالم الخفيات.. دافع البليات.. مجيب الدعوات …