جريدة الزمان

مقال رئيس التحرير

إلهام شرشر تكتب: أترك القلم لكم 

الكاتبة الصحفية إلهام شرشر
بقلم إلهام شرشر -

لا أتصور أن الأمة العربية والإسلامية لا تزال تغط في ذلك الثبات العميق الذي هو أشبه بحالة من الموت الأليم .

 من المستحيل أن تحاصر الأمة العربية والإسلامية كل هذه المعطيات على الساحة الإقيمية والدولية ولا يتحرك لها ساكن ..

 مستحيل أنها لا تتخذ حتى الآن التدابير والإجراءات الواقية رغم طبول الحرب .. حرب الفناء والعدم .. والتي يعلو ضجيجها .. ويشتد زفيرها .. ويزيد لهيبها .. لينبئ بهول الموت العظيم .. ويا ليته موت .. لعل يتوارى معه ذلك العار الأثيم من الضعف والوهن والاستسلام والذل والانكسار الذي أصبح شعارًا لها ..

               أتعجب أنهم لا يزالوا مغيبين لا يشعرون بآلام وعذابات إخوانهم العرب والمسلمين ودماءهم التي تسيل غدرًا .. وبيوتهم التي تدمر قصفًا !!!!!!!!!!!..

               أتعجب أنهم لن يتحركون إلا حينما تؤلمهم صفارات الغارات .. والفرار حينئذٍ تحت الأرض في الخنادق والمغارات !!!!!!!!!!!!.. 

               أتعجب من ذلك المرء الذي لا يتقي شر النيران إلا حين تلسعه .. ما شأن هذا المرء الغريب .. أفلا يدرك حتى الآن أن تلك النيران .. ورغم كل هذه المقدمات حين تقترب لن يكون هناك هذه اللسعات فحسب .. وإنما عظيم التوهج والإلتهامات !!!!!!!!!!!!!.. 

               أسطر سطوري هذه .. لأن صفير الغارات لا يزال يخترق أذناي منذ العدوان الثلاثي عام ١٩٦٧م وأنا لم أتعدى بعد الثالثة من عمري .. 

              لا يزال يخترق صدري ليشق قلبي بالخوف العظيم .. تحليق الطائرات في السماء وضجيجها الذي كان يكاد يهشم النوافذ والأبواب .. لذلك أتألم بشدة في كل لحظة أسمع فيها تعرض أخوة لي يشاركوني الوحدانية في أمتنا العربية والإسلامية حين يتعرضون إلى ذلك الفناء بهذا الرعب المَهين وحتى الآن لا يشعر سائر الأخوة الآخرين من أخوانهم العرب والمسلمين في سائر المعمورة .. لا يرون ولا يسمعون العذابات والانتهاكات وهم بين الصراخ والاستغاثات والأنين .. 

                 وإذا كان المولى عز وجل قد حفظ مصر سابقًا -والحمد لله رب العالمين- بنصر أكتوبر المجيد وصمودها حتى الآن للحفاظ على سيناء الغالية .. وكذلك لحماية المصريين من ذلك المصير الأسود الذي أصاب الكثير من أمتنا العربية .. 

                 إلا أنني أقول قولًا واحدًا ………

                        ماذا ينتظر العرب والمسلمون ؟؟؟؟؟!!!!!!!! … مصر عانت ولا تزال تعاني .. فهل يمكن أن تترك شعبها وأرضها للبحث عن مصير الأمة بأسرها وحدها ؟؟؟؟؟!!!!! .. وإن كانت بالفعل وأنا على يقين من أنها تقدم العون اللازم رغم شدة ظروفها وحساسية موقفها  .. 

                  ذلك ما يؤلمني  هو شتات الأمة العربية والإسلامية ووضع خيراتها تحت أرجل أعدائها .. بدلًا من أن تكون لصالح أمتها على الأقل لتقوية شوكتهم .. وسد إحتياجاتهم .. على الأقل تضميد جراحهم .. وفتح ديارهم لإيوائهم ..

                على الأقل سماعهم  بما نادت به مصر بالجيش العربي الموحد ..

              أحزاني كثيرة ……. موقف خطير .. لدرجة أنه يصيبني بحالة من الإعياء الشديد .. وأنا أترقب المجهوول وكأني وحدي من سياوجه أنا وقليل ممن ألقى السمع وهو شهيد .. وأخص بالذكر مصر التي هي دوما ذلك الجندي المجهول .. والتي سوف يتعلق بها الجميع .. ولكن بكل أسف بعد أن يقع المحظور .. بكل أسف بعد فوات الأوان ..

             وأترك لقارئي العنان .. أترك له القلم يسجل سيلًا ممن يجول بخاطره من مشاعر أو آلام لعلنا نغير مصر أمة قبل شيوع الذل والهوان  ..