جريدة الزمان

ترجمة

هل مازالت كوريا الشمالية ترغب في تطوير ترسانتها النووية؟

دونالد ترامب وكيم جونج أون
شروق محمد -

بعد أشهر من النزاعات، وخطابات الغضب التي يُجرى تداولها من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، في بداية هذا العام، كان العالم يلتقط أنفاسًا متهدجة، خوفًا من أن تغريدة واحدة هجومية من أحد الأطراف، قد تؤدي إلى قتال نووي.

وبأعجوبة، بدا أن كل هذا قد انتهى في الشهر الماضي، عندما وافق ترامب وكيم، على الاجتماع في سنغافورة، لمناقشة نزع السلاح النووي، إذ اقترح الكثيرون منح الرئيس الأمريكي، جائزة نوبل للسلام لجهوده، وكان كل شيء يسيرعلى مايرام، ولكن لسوء الحظ ، فإن هذا لن يدوم أبدًا.

فيبدو أن فترة الراحة المؤقتة في التوتر وصلت إلى نهايتها، بعد أن ألغى ترامب القمة، واتهم كوريا الشمالية بالعدوان، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه لم يحِن الوقت لتحويل المخبأ تحت الأرض إلى سينما منزلية بعد.

وفي هذا الشأن يتحدث، جيمس دواير، المُدرس بجامعة تسمانيا، وكولين ألكسندر، المحاضر في السياسة، في جامعة نوتنجهام ترنت لشبكة "سبوتنيك":

وعند سؤاله عما إذا كان قرار ترامب بإلغاء اجتماعه مع كيم جونج أون مفاجأة، يقول جيمس دواير:"إن هذا ليس مفاجئًا، فكل من يتابع المشكلة، كان يتوقع حدوث خطأ ما، وليس من المفاجئ أن القمة انهارت، لكن المفاجأة كانت أن الأمريكيين، هم الذين انسحبوا من المحادثات".

وأضاف:"إنه من الغريب أن الكوريين الشماليين كانوا هادئين للغاية حول هذا الأمر، وقد صرّح كيم جونغ أون"أنه سيكون مستعدًا لمناقشة هذا الأمر، في حين أن الأمريكيين أصدروا فعليًا تهديدات جوهرية، قائلين إنهم إذا لم يتفاوضوا، فقد يكون هناك عمل عسكري على الطاولة، ومع قول جون بولتون، ومايك بنس أنهم يرون الأحداث "كالوضع الليبي" ، مما يعني الإطاحة بنظام كيم، أعتقد أنهم سيستأنفون المفاوضات، لكن كل المشكلات لا يمكن حلّها في قمة واحدة، ويبدو لي أن هذا مايعتقده الأمريكيون".

وعمّا إذا كانت كوريا الشمالية قد قامت فعليًا بتفكيك موقع التجارب النووية، وهل ستؤدي هذه الخطوة بالضرورة إلى إزالة قدراتها النووية؟

يقول كولين ألكسندر:"إنه أمر غريب، وبالتأكيد سيدمرون المرافق فقط بعد التفاوض مع الولايات المتحدة وترامب، ومن الواضح أن هذا قد نوقش عندما اجتمع كيم مع قيادة كوريا الجنوبية، وعندما ذهب مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك بومبيو إلى بيونج يانج في الشهر الماضي".

 وأضاف:"في نهاية المطاف، فإن كوريا الشمالية بلد فقير، وإذا لم تكن ترى أن هناك تهديدًا كبيرًا من العالم الخارجي حاليًا، فبعد ذلك سوف ينفقون أموالهم بطرق أخرى".

واختتم قائلًا:"بالنسبة لكوريا الشمالية لإنشاء هذه المرافق ومن ثم تدميرها فهذا يبدو سريعًا جدًا، ولكن خلال جميع المفاوضات مع الجنوب، والولايات المتحدة، والصين، يجب التفكير في أنه قد تم ترتيب بعض الاتفاقات، وقد لا تزال كوريا الشمالية، ترغب في تطوير قوتها النووية في المستقبل، ولكن على الأقل فإنها  لديها هذا الرادع في الوقت الحالي من حيث المبدأ".