سيناريو يتكرر كل فترة
اختفاء حقن «الأنتى آر إتش» يهدد السيدات الحوامل مجددا

سيناريوا يتكرر كل فترة من الزمن، ألا وهو اختفاء أو نقص الأدوية الحيوية التى يحتاج إليها ملايين المرضى يوميا، وفى هذه المرة عادة مرة أخرى اختفاء حقن «الأنتى أر إتش»، وهى عبارة عن حقنة يتم إعطائها للسيدة المقبلة على الولادة من أجل حماية الجنين من خطر التشوه .
وأكدت مصادر مطلعة أن هناك نقصا كبيرا فى هذه الحقنة بالصيدليات ومنافذ وزارة الصحة، وهناك الكثير من الصيادلة يطالبون بتوفيرها، إذ أن هناك سيدات كثر يأتين إلى الصيدليات للبحث عنها، ولا يجدنها، وهذا ما يفتح الباب للحقن المغشوشة المنتشرة فى أماكن غير مرخصة .
وأوضحت الدكتورة ابتهال عوض، استشارى أمراض النساء والتوليد لـ«الزمان»، أن تحليل «الـRH» هو تحليل دم يحدد من خلاله فصيلة الدم ما إذا كان «RH» موجب أو «RH» سالب، ويجرى الزوجان التحليل، ويفضل القيام بالتحليل أثناء التخطيط للحمل، لأن هذا للأسف ثقافة تفتقر إليها مجتماعتنا الشرقية، وعادة ما أنصح بالقيام به مرتين للحصول على نتيجة دقيقة، تحتاج الزوجة للحقنة فى حالة ظهور التحاليل بأن فصيلة دم الزوجة «RH» سالب والأب «RH» موجب، إذ لا مشكلة لو كان الأبوان سالبين أو كانا موجبين، أو كان الأب هو السالب، لكن تبقى المشكلة إن كان الأب موجب لوجود احتمالية أن يكون الابن موجب مثل أبيه، ويجب أن تعطى تلك الحقنة للأم بعد ولادتها الأولى، إذ أن تبادل الدم بين الأم وجنينها الأول عقب ولادتها الأولى تكون أجسام مناعية صغيرة فتعطى الحقنة المضادة للأجسام المناعية لتقوم بحماية مستقبلية للطفل الثانى والثالث .
وأضافت أنه فى حالة إعطائها قبل الولادة الأولى تهاجم الطفل الأول وتسبب الإجهاض للأم أما فى حالة عدم إعطائها بالمرة فإن الأجسام المضادة المتكونة بسبب تبادل الدم بين الأم وجنينها الأول تهاجم الطفل الثانى والثالث وتسبب أيضا الإجهاض المتكرر، وتؤخذ الحقنة فى هذه الحالة.
ولفت إلى أن دم الجنين يكون موجبا مثل الأب، وعادة ما يكون الموجب دائما ما يكون صاحب الصفة السائدة، ووقتها يقوم جسم الأم ذات الفصيلة السالبة بتكوين أجسام مضادة، وتبدأ محاربة الجنين الثانى، باعتباره جسما غريبا، فى الغالب أول حمل يمر بسلام، ولكن أثناء الولادة قد يمتزج دم الأم بالطفل، ولحظتها يبدأ جسمها بتكوين أجسام مضادة تحارب الحمل الثانى، مما قد يسبب الإجهاض، ولهذا لا بد من أخذها بعد الولادة مباشرة.
وأوضحت أن الأطباء اختلفوا على موعد أخذ الأم للحقنة، إذ أن الرأى الأول يرى أن تؤخذ الحقنة مرة واحدة بعد الولادة أو الإجهاض مباشرة، والثانية ترى أن تؤخذ الحقنة مرتين، بعد الولادة أو الإجهاض، ومرة ثانية فى الأسبوع الـ28 من الحمل أى فى الشهر السابع، وفى كل الأحوال ينصح بأخذها إذا حدث أى نزيف وظهور بقع أثناء الحمل وهذا لاحتمالية امتزاج دم الجنين بالأم، وتؤخذ فى العضل ولا تُصرف إلا بروشتة من الطبيب المعالج، ومتوفرة فى أغلب الصيدليات الكبيرة، وسعرها فى حدود 300 جنيه، كما أن التحليل يتم مرة واحدة فقط لمعرفة فصيلة الدم، لأنها لا تتغير مثل فصيلة « AوO وB وAB»، وتحتاج الأم ذات «الـRH» السالب لأخذ الحقنة بعد كل ولادة أو إجهاض.
أما الدكتور على عبدالله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية ومكافحة الإدمان، لـ«الزمان»، قال إن معظم النساء والرجال فصيلة دمائهم موجبة، وأثناء الحمل هذا الجنين سيكون «rh» له موجب أيضا سيختلط دمه بدمها، وينتج أجساما مضادة ضد هذا العامل، فيولد الطفل الأول دون مشكلات ولكن فى الحمل الثانى تقوم هذه الأجسام المضادة بمهاجمة هذا الجنين، فتصيبه بأنيميا شديدة تعمل على تكسير دمه فيموت هذا الجنين، وبالتالى فالأم بعد الولادة الأولى خلال 72 ساعة يتم حقنها بحقنة الأنتى أر إتش مضادة لهذه الأجسام حتى عندما تحمل مرة ثانية يُحمى الجنين الثانى من الموت ولا تجهض.
وأوضح عبدالله أن هناك أنواعا من حقن «rh» مغشوشة بدأت تنتشر فى الأسواق، وإعطاؤها للأم ليس له أى قيمة أو فائدة أو تأثير، مضيفا أن هذه الحقن يتم تصنيعها فى الخارج، وإنتاجها قليل، ولنا فى مصر حصة معينة منها، فهى مستوردة تخضع لمشاكل الاستيراد التى تمر بها مصر حاليّا، وتقوم باستيرادها هيئة المصل واللقاح، وتقوم بإعطاء حصص للشركات لتوزيعها، وأن سعر هذه الحقن كان 450 جنيها منذ فترة ثم ارتفع وأصبح بـ740 جنيها رسميّا، وتباع فى السوق السوداء بـ2000 جنيه، مؤكدا أن توفيرها للمرضى حق دستورى فى مصر على الحكومة، وتكون مناسبة لحالة المواطن المالية.