الزمان
جريدة الزمان

تقارير

ذكرى محاولة اغتيال «مبارك» تذكرنا بـ«السادات» و«عبدالناصر»

هبة يحيى -

تكثر الأحداث التاريخية المحفورة في الأذهان، والتي لم نستطع نسيانها مهما طال الدهر، وفي مثل هذا اليوم وقعت حادثة أزهلتنا بقدومها، إنها محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عند وصوله للعاصمة الاثيوبية أديس بابا، لحضور قمة أفريقيا.

تفاصيل اغتيال «مبارك»

وتعود تفاصيلها عند زيارة الرئيس الأسبق إلى العاصمة الإثيوبية وتعرض موكبه لعملية استهداف من قبل 10 مسلحين دارت الأحاديث فيما بعد أنهم تزوجوا من إثيوبيات للاندماج في المجتمع الإثيوبي، حتى يستطيعوا التحضير لعملية الاغتيال، التي أحبطها حراسة الرئيس بتصفية 5 من القتلة، وقرار مبارك نفسه بالعودة إلى المطار خاصة أن الشواهد أكدت على وجود كمين آخر في الطريق كان ينتظر الرئيس الأسبق.

 مما جعل الشعب المصري يحكم قبضته على قلبه خوفا من حدوث أمر مشابه للماضي، فالرئيس «مبارك»، ليس أول من تعرض لهذه المحاولة فقبله كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

محاولات اغتيال «السادات»

تعتبر قضية «الفنية العسكرية»، هي القضية الأولي التي تمت المحاولة فيها لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، قبل اغتياله في حادث المنصة الشهير، وأول قضية يستخدم فيها فريق يتبني فكر الجهاد، ونتج عن هذا الفكر من خلال تواجد رأس المجموعة «صالح سرية» لحزب التحرير بفلسطين.

المحاولة الأخيرة، والتي أصابت مرماها كانت خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981، احتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر 1973، حيث نفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي، الذي حكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص لاحقاً في أبريل 1982، وتم تولية صوفي أبو طالب رئاسة الجمهورية لمدة ثمانية أيام، وذلك من 6 إلى ‏14‏ أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسني مبارك رئيساً للجمهورية.

محاولات اغتيال «حبيب الملايين»

حادث المنشية للتخلص من جمال عبد الناصر

اختلف الكثيرون على حادث اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في ميدان المنشية عام 1954، فالبعض قال إنّها مدبّرة من ناصر ذاته برفقة مجلس قيادة الثورة للتخلّص من جماعة "الإخوان المسلمين"، وإزاحتهم في إطار الصراع على السلطة، وذلك حتى يقلب عليهم الرأي العام، ويتخلّص من الجماعة بالقانون، وأيضاً زيادة شعبيّته.

فيما قال شهود عيان ومؤرّخون إنّ الإغتيال لم يكن تمثيليّة، وجاء بأوامر من المرشد العام للجماعة محمود الهضيبي، بعد الصدام مع عبد الناصر ورفاقه.

وفي يوم 24 أكتوبر عام 1954، كان يخطب عبد الناصر في الجماهير بمدينة الإسكندرية، لتنطلق 8 رصاصات لم يُصب بأيٍّ منها، وتمّ القبض على محمود عبد اللطيف المتّهم بالتنفيذ.

وفي اكتشاف فريد من نوعه، أوضح لنا كتاب بعنوان: «مغامرة من داخل العالم السرى لجهاز المخابرات البريطانية فى الشرق الأوسط» لمؤلفه الصحفي البريطاني المعروف ستيفن دوريل، دليل يخص محاولات اغتيال عبدالناصر، حيث يتحدث الكتاب عن عمليتين، كانت قبل العدوان الثلاثي على مصر في يوم 9 أكتوبر عام 1956، وتلخصت في قيام المخابرات البريطانية بتجنيد جيمس موسمان، مراسل الـ"بي. بي. سي"، وصحيفة "الديلي تليجراف" في القاهرة، وكانت مهمته تجنيد طبيب «عبدالناصر»، لكي يضع له السم فى القهوة، أو يقدم شيكولاتة سامة من النوع الشعبي، مقابل رشوة قيمتها 20 ألف جنيها استرليني، لكن هذه العملية انتهت بالفشل.

وبعد انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية، ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، كان السبب المرجح لوفاة «عبد الناصر» هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة.

وكان «ناصر»، يدخن بكثرة، هذا بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة، وبالرغم من كل ذلك فإن الحالة الصحية لناصر لم تكن معروفة للجمهور قبل وفاته، وتوفي ناصر بعد عدة ساعات من وصوله للمستشفى، وشيع موكب جنازة عبد الناصر خمسة ملايين مشيع في القاهرة، 1 أكتوبر 1970.