جريدة الزمان

تقارير

تعرف على مظاهر الاحتفال بيوم «عاشوراء» حول العالم

أرشيفية
شروق محمد -

يوم نجى الله فيه موسى –عليه السلام- وصامه النبي المصطفى، محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال عنه: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، إنه يوم عاشوراء.

التسمية

عاشوراء في اللغة العربية تعني العاشر، ويشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، فهو اليوم العاشر من شهر محرم، وذكر البعض أنه سمي بذلك الاسم لأنه وقع به عشرة أحداث ولكن ليس هناك دليلا على ذلك، وأحيانا تكتب يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، والسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين، وهو مختلف تماما عن عاشوراء الخاص باليهود .

فضل صيام يوم عاشوراء

يقول ابن رجب في لطائف المعارف

قَطَعْتَ شُهورَ العامِ لهواً وغفلةً      ولمْ تَحْتَرِمْ فيما أتَيْتَ المُحَرَّما

فلا رجَباً وافَيْتَ فيه بِحَقِّهِ            ولا صُمتَ شهرَ الصَوْمِ صوماً مُتَمَّما 

ولا في ليَالي عشرِ ذي الحجةِ الذي    مضى كُنْتَ قَوَّاماً ولا كُنْتَ مُحْرِما 

فَهَل لك أن تمحو الذُّنوبَ بِعَبرةٍ       وتبكِي عليهَا حسرةً وتنَدُّما

وتستقبلَ العامَ الجديدَ بِتَوبةٍ            لعلَّك أن تمحُو بِهَا ما تَقَدَّما

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام يوم عاشوراء فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام، فقد جاء عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم» أخرجه بقي بن مخلد فى مسنده.

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء" أخرجه مسلم في "صحيحه".

وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

وصيام يوم عاشوراء هو سُنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، تكفر ذنوب سنة قبلها كما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم- .

مظاهر الاحتفال حول العالم

يحتفل المسلمون حول العالم بيوم عاشوراء، ومن أشهر مظاهر الاحتفال:

مصر

من أشهر مظاهر الاحتفال لدى المصريين بيوم عاشوراء، بطبق حلو المذاق، واسمه «عاشوراء»، ويتكون من القمح المنقوع في الماء لمدة يومين أو 3 أيام، ويكون منزوعًا منه قشره، بعد غليه يُحلى بالعسل أو بدبس السكر فوق النار، وقد يستبدل الأرز بالقمح، ويزين عادة بالجوز والبندق والزبيب.

المغرب

يسمي المغاربة يوم عاشوراء، بيوم زمزم، ويقومون فيه برش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركا، ويحاول التجار بيع كل بضائعهم. ويعقب عاشوراء "ليلة الشعالة" إذ يجتمعون حول النار وهم يرددون أهازيج، بعضها يحكي قصة مقتل الحسن والحسين، دون أن يشير إليهما بالاسم، بل يسميهما في كل المقاطع باسم "عاشور"، وتتخللها نياحة وأهازيج أخرى، وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء.

ويستبدلون " طبق عاشوراء" بوجبة "الكسكسى المغربي"، وبعض الأسر تحتفظ بجزء من لحم العيد "الذيالة" أو "القديد" لتحظير طبق الكسكسى، بينما يفضل آخرون "الكسكسى بسبع خضر" أو "التريد بالدجاج".

تركيا

وفي تركيا، تم تخصيص حلوي خاصة بهذه المناسبة تسمي بحلوي عاشوراء، يعدونها ويوزّعونها ويطعمون كل من مر في دربهم منها، ويتبادلها الجيران والأقارب، وتقدمها المقاهي والمطاعم في قائمتها في هذا اليوم.

وهي عبارة عن خليط متكامل من كل أنواع المكسرات والحبوب، إذ تُصنَع من حبوب القمح بشكل رئيسي، وتُضاف إليها أصناف عدة من الحبوب كالفاصوليا والحمص، ثم تغطي بطبقة كاملة من المكسرات كالجوز والفستق والبندق وجوز الهند، وتضاف إليها في النهايه بعض أنواع الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها.

العراق

بالرغم من أن يوم عاشوراء يمثل لدى المسلمين السُنة يوما روحانيا مبهجا، إلا أن الوضع مختلف لدى الشيعة خاصة في العراق، وغرها من الدول التي تضم عددا كبيرا من الشيعة، وخصوصا في تلك الدول التي تضم أعدادا كبيرة من الشيعة، الذين يواصلون ضرب أنفسهم بسلاسل حديدية في ذلك اليوم، الذي يصادف قتل الحسين بن علي، حفيد النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في معركة كربلاء، لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن في بلادهم.

فيقيم الشيعة الإثني عشرية، طقوسا خاصة بهم في جميع أنحاء العالم وخاصة في كربلاء، من زيارة لضريح الحسين، وإضاءة الشموع، وقراءة قصة الإمام الحسين، والبكاء عند سماعها واللطم تعبيراعن حزنهم، والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته.