جريدة الزمان

حارتنا

«من الإعاقة منْ ينتصر».. رضا فضل.. فنان تشكيلي هزم تحديات الحياة بريشة دون ساعدين

هبة يحيى -

«سر النجاح فى الحياة هو مواجهة مصاعبها بثبات مثل الطير فى ثورة العاصفة، لست معاقا لأن الإعاقة هى التى تمنع الشخص من تحقيق هدفه، أريد تحقيق تطبيق قانون ذوى الإعاقة على الواقع وليس مجرد لائحة على الورق».. كلمات باح بها الفنان التشكيلى المثابر رضا أحمد فضل لـ«الزمان».

 ابن قرية شباس الشهداء، بمركز دسوق فى محافظة كفر الشيخ، ذو الـ37 عاما موهوب منذ الصغر ونمى موهبته من خلال مسابقات الشباب والرياضة أيام دراسته بالمرحلتين الإعدادية والثانوية ومن هنا اكتسب خبرته العريقة.

دعمه منذ الطفولة المشرف الفنى بمركز شباب القرية يحيى فضل يقول عنه: «كان مؤمنا بقدراتى، وكان يبدى رأيه لى فى لوحاتى، وداعما لى فى مسابقاتى».

ولادته مبتور الساعدين لم تعقه إذ ختم القرآن الكريم بالصف الأول الإعدادى، وتخرج فى كلية التربية الفنية بجامعة الأزهر عام 2003، بترتيب الأول على دفعته 4 سنين برتبة امتياز مع مرتبة الشرف، ولحظه العثر لم توجد حينها دراسات عليا لهذا القسم، لكنه لم يقف مكتوف الفكر فالتحق بدبلومة تكميلية بكلية التربية الفنية فى جامعة حلوان عام 2007 وحصل عليها بتقدير ممتاز، ولم يكتفِ بذلك وحضر رسالة الماجيستير ونجح فيها عام 2014 بتقدير امتياز، والآن يحضر للدكتوراه بذات الكلية.

وقال «فضل»: «اللى شجعنى إنى أدخل الكلية الدكتورة منى أبو النصر وكانت عاوزانى أحول لفنون جميلة تربية وتعليم لكنى تمسكت بجامعة الأزهر».

حصل على جائزة أول الوطن العربى فى مهرجان الشباب العربى الحادى عشر2008، وأول صالون الفن الخاص وزارة الثقافة و2013 2011، وأول جمهورية فى مسابقة مصر الحاضر والمستقبل (قوات مسلحة) 2003، وأول الجمهورية فى مسابقة الرسم الإبداعى.

قدم على مسابقة التدريس إلى أن يأتى له تعيين جامعة الأزهر فهو الأول على دفعته 4 سنين، وهنا كانت الصدمة عندما فوجئ برفض تعيينه بعدما كان أول المرشحين بالمحافظة وذلك بسبب إعاقته، ما أزعجه كثيرا، ويتساءل: Jإذا أنتم لن تقوموا بتعيينى لم قبلتم بى فى الكلية؟ وماذا عن الجوائز التى حصلت عليها؟ ليس تقصيرا منى بل نظرتكم الضيقة هى السبب».

أخذ يتنقل بالشكاوى من شيخ الأزهر للشئون القانونية، ثم رفع دعوى قضائية استمرت لمدة عامين حتى تم إنصافه وحصل على جواب تعيين بجامعة الأزهر عام 2012 ووصل لدرجة مدرس مساعد.

 لكنه لم يستند إلى حائط اليأس خلال العامين وأرسل السيرة الذاتية الخاصة به لمدام حسنى رشيد رئيسة مؤسسة محمد رشيد على أساس تقديم معرض خاص به أو ما شابه، لكن بعد رؤية مدام حسنى موهبته الفذة طلبت منه أن يدرب الأولاد من ذوى الإعاقات الذهنية والحركية بالمؤسسة، يقول: «إلى الآن أدرس لهم وكان هذا خيرا لى لأننى استعنت بهم فى رسالة البحث للماجيستير، كما وفرت لى فرصة عمل فى وقت الحكومة سلبت منى هذه الفرصة».

وأوضح رضا فضل: «ربنا بيعوض بالأضعاف، زواجى بامرأة صالحة، ورزقى بملهمتى الصغيرة رؤى ذات الـ7 سنوات وذراعى الأيمن، وفلذة كبدى أحمد ذى الـ5 سنين».

قال: «قانون الإعاقة الجديد رحب به الجميع، وكانت هناك حقوق كانت غائبة أضحت متاحة الآن بالإضافة إلى التيسيرات فى الوظائف والطرق والإسكان، والمعاشات، لكن للأسف كله على الورق بس، لكن اللائحة التنفيذية ما ظهرتش إلى الآن فأنا آمل أن تكون على أرض الواقع وأن تتوافق مع القانون وألا تضيع المطالب والحقوق التى نرجوها».

واختتم حديثه: «أنا لا أرى كلمة (ذوى إعاقة) تصنيفا ولا أرى نفسى معاقا لأننى تغلبت على الإعاقة، إذا لست معاقا، لأن الإعاقة هى التى تمنع الشخص من تحقيق هدفه لكن تلك كانت دافعا لى، ولم أتخيل ولو لوهلة أننى معاق ولم أتأثر بل غالبا أفتخر بذاتى، فهذه نعمة وليست نقمة»، مؤكدا أنه يضع من حين لآخر هدفا ينصبه أمام عينه ليحققه