جريدة الزمان

تقارير

«الفينو» يحرق جيوب المصريين

سارة البكري -

«العيش الفينو» يحرق جيوب المصريون مع انطلاق العام الدراسى الجديد

خبراء: رفع الحكومة سعر الدقيق سر الغلاء.. والمنتجات الخام والمواد البترولية تزيد من الأزمة

مع بداية العام الدراسى الجديد وبدء نشاط حركة استهلاك العيش الفينو والمعجنات التى تعتبر أهم مكونات الوجبة المدرسية فى حقيبة الطفل يوميًا، قررت الحكومة مفاجأة المواطنين بإدخال رغيف الفينو ضمن قائمة ارتفاع الأسعار ليصل إلى 75 قرشًا للرغيف الواحد، مما أدى إلى غضب أولياء الأمور متسائلين «الدور الجاى على إيه يا حكومة؟».

وكشفت تقارير صادرة من مجموعة المطاحن المصرية عن ارتفاع أسعار طن الدقيق خلال الأسبوع الحالى 5 آلاف جنيه، مقابل 4500 جنيه، وأرجعت الزيادة إلى ارتفاع الأسعار العالمية للقمح فى بورصة الحبوب العالمية خلال الفترة الأخيرة بعد موجة جفاف ضربت حقولًا فى شمال أوروبا، لينخفض فائض التصدير فى الاتحاد الأوروبى، وبالتالى ارتفعت الأسعار.

وفقًا لتقارير دولية، توقع محللون تراجع محصول القمح (اللين) فى أوروبا بنسبة 10%، وأن المناطق الشمالية هى الأكثر تضررًا، لتُسجل أسعار المحصول أعلى مستوى لها خلال السنوات الخمسة الماضية.

وبلغ أعلى سعر استيراد للقمح فى المناقصة الأخيرة لصالح هيئة السلع التموينية 254.46 دولار فى الطن، مقابل 236.76 دولار كأعلى سعر فى المناقصة السابقة عليها.

ومن ناحيته، أكد عطية حماد، رئيس شعبة أصحاب المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الحكومة رفعت سعر الدقيق الذى يستخدم فى إنتاج رغيف «فينو» بقيمة 300 جنيه، ليصل إلى 4800 جنيه للطن الواحد.

وأضاف حماد، لـ«الزمان» أن سعر الدقيق السياحى الذى يستخدم فى إنتاج الحلويات ارتفع سعره بنحو 400 جنيه ليصل سعر الطن إلى 5400 جنيه، خلال الأيام الماضية، متوقعًا زيادة أسعار الحلويات بنسبة تصل إلى 30%، قائلًا: «أنا مع تثبيت سعر المنتج النهائى للرغيف لصالح المواطن المصرى».

وأوضح حماد أن هناك مؤشرات الفترة الماضية توحى بزيادة أسعار الدقيق وأولها تذبذب أسعار الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع كافة الوسائل المساعدة لإنتاج الرغيف، مشيرًا إلى وجوب الأخذ فى الاعتبار أن كافة المنتجات التى تدخل فى رغيف الفينو من زيت وسكر وخميرة ارتفع سعرها، وأن تقلبات الأسعار العالمية دائمًا ما تؤثر على السوق المحلية.

وفى نفس السياق، أكد محمد فوزى عطية، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية ورئيس شعبة المخابز بالدقهلية، أن سبب زيادة سعر الفينو هو ارتفاع سعر الدقيق والمنتجات الخام والمواد البترولية، مع تراجع كبير فى وزن الرغيف، بعد أن وصل سعر طن الدقيق إلى 5000 و6000 جنيه.

وأضاف عطية، لـ«الزمان» أن الفينو يندرج تحت مظلة النواشف والمعجنات ولا يضع له سعر محدد لبيعه، مشيرًا إلى أن هناك أصحاب مخابز يتحكمون فى حجمه وسعره، ليصل إلى بيع الرغيف بجنيه ويمكن أكثر .

وأوضح رئيس شعبة المخابز بالدقهلية أنه لا ذنب لهم فى الارتفاع فى ظل موجة ارتفاع كافة الأسعار الأيام الماضية، متوقعًا أن لا يكون هناك زياده اكثر من 75 قرشًا لسعر الرغيف لأن ذلك متوسط سعره، متابعًا «أصحاب المخابز هتعمل إيه قد يلجأون إلى رفع السعر أو تقليل وزن رغيف عشان يتباع خاصا اننا فى موسم المدارس».

ومن ناحيه أخرى، أوضح رامى صلاح، صاحب أحد الأفران بمنطقة دار السلام أنه يبيع الرغيف «الفينو» بسعر العام الماضى لكن حجمه قل قليلا، وذلك نتيجة زيادة سعر الدقيق الذى يشتريه إذ وصل الطن إلى 6 آلاف جنيه بدلا من 5 آلاف جنيه، غير زيادة أسعار البنزين والكهرباء متابعًا قائلا: «ده موسم مدارس ولو أنا زودت وغيرى مزودش محدش هيشترى من عندى».

بينما قال محمود الجندى صاحب أحد المخابز الأفرنجية بالمعادى، إن هناك ارتفاعًا فى تكلفة رغيف الفينو تزامنا مع بداية العام الدراسى الجديد حيث أصبح الرغيفين بجنيه بدلا من 3 أرغفة.

وأضاف الجندى، زيادة أسعار الفينو أساسها ارتفاع أسعار الدقيق فى الفترة الأخيرة، بجانب تكلفة الكهرباء وأسعار الوقود بعد زيادتها من الحكومة مؤخرا قائلا: «أنا بدفع 3 آلاف جنيه غاز كل شهر و4 آلاف جنيه كهرباء شهريا».

وفى السياق نفسه، قال أحمد المهدى صاحب أحد محلات الساندوتشات بمنطقة دار السلام، إن اعتماده الكامل على العيش الفينو، وزيادة سعره يجعله يرفع أسعار الساندوتشات.

وأضاف المهدى، قائلًا: «أنا ببيع سندوتش السجق والكبدة بـ2.50، دلوقتى هبيعه بـ3.50 عشان أكسب، أنا بقيت بدفع الكهرباء الضعف وسعر الدقيق زاد ضعفين وفيه مرتبات العمال ومعدات».

أما من ناحيه المواطنين، شكت عزة المصرى، ربه منزل وأم لأربع أطفال من ارتفاع أسعار الفينو، لافتًا إلى أن ذلك يجعلها تستبدله برغيف العيش البلدى، وتابعت قائلة: «أنا عايزة أعرف الحكومة عايزة مننا إيه.. ارحمونا إحنا مش هنلاقى ناكل بعد كدة».

ويتساءل محمد داود، موظف بإحدى الشركات الحكومية: «أنا مرتبى لا يتعدى 2000 جنيه ولدى 3 أولاد، أصرف عليهم إزاى مش كفاية المدارس وغلاءها، أنا كنت بشترى 10 أرغفة بـ5 جنيهات فقط يزداد عليها 2.50 ليه؟».

وأضاف داود: «بصراحة الحكومة زودتها أوى يعنى رفعت كل أسعار السلع التموينية والكهرباء والبنزين وسكتنا لكن ترفع سعر الفينو اللى يعتبر أهم مكونات الوجبة المدرسية عند الطفل.. لا كدة كتير».

كما أكدت أميرة محمد، أحد أولياء الأمور أن الفينو يعتبر أحد السلع الهامة أيام الدراسة ولا يمكن الاستغناء عنه وخاصة أن العيش البلدى المدعم غير متوافر بصفة مستمرة، لافتًا إلى أن الزيادة غير مبررة ومقصودة من الحكومة لظهورها الآن مع دخول المدارس.