جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

«أبطالنا» مبادرة شبابية لمواجهة فتن المجتمع ببطولات حرب أكتوبر

محمد الدسوقي -

المشاركون بالمبادرة لـ«الزمان»: نسعى لإبراز النماذج المضيئة ليقتدى بها الشباب وتكريمًا للشهداء

الدراما صدرت أعمال البلطجة والمخدرات على حساب البطولات الفردية فى حرب أكتوبر.. والمجتمع يحتاج لـ«مثل عليا»

قرر مجموعة من الشباب الواعى بقضايا وطنه ومدرك لحقيقة المؤامرة الصهيونية، تدشين مبادرة «أبطالنا» بالتزامن مع انطلاق احتفالات الدولة بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة والتى انتصر فيها الجيش المصرى على الإسرائيلى واستعاد الأراضى المحتلة فى سيناء، وذلك لتخليد البطولات الفردية التى قام بها مجندى وضباط القوات المسلحة على الجبهة من خلال نشر تلك القصص والبطولات بين طلاب المدارس وتثقيفهم.

وتأتى المبادرة لحث الشباب على السير على نهج هؤلاء الأبطال فى محاولة منهم لمحاربة الدراما الهدامة التى تسعى لنشر صور البلطجة والعنف والمخدرات داخل المنازل المصرية وفى محاولة أنيضًا لاستعادة أمجاد هؤلاء الأبطال وتكريمهم من خلال نشر قصصهم وحكايات الفداء والتضحية، وقد استغل هؤلاء الشباب داخل المبادرة كل وسائل المعرفة فى نشر قصص الأبطال عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى وفى المدارس عن طريق المعلمين المتطوعين وفى النوادى الرياضية.

كريم النحاس أحد المشاركين بمبادرة «أبطالنا»، قال إن المبادرة تأتى فى توقيت هام بالتزامن مع الحرب النفسية التى تقوم بها إسرائيل ضد مصر وكان آخرها فيلم «الملاك» الذى يحاول تصدير صورة سلبية عن واحد من أعمدة النظام فى عهد الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وإثبات أن صهر الرئيس عبدالناصر كان جاسوسًا لإسرائيل، فى المقابل امتلأ أرشيف القوات المسلحة بمئات الحكايات والقصص الحقيقية عن البطولات الفردية التى قام بها جنود وضباط القوات المسلحة ورغم ذلك لم يحاول أى من المنتجين السينمائيين إنتاج واحدة من تلك القصص بزعم أنه لن تكون مربحة فى المقابل نجد أعمالا فنية ساهمت فى نشر العنف والبلطجة ومنها «عبده موته» و«الألمانى» وغيرها من الأعمال الهابطة التى ساهمت فى انتشار الجريمة، وأصبح أبطال تلك الأعمال مثلا أعلى للشباب فى مرحلة المراهقة.

ولفت النحاس إلى أقل الإمكانيات التى يعملون عليها، قائلا بدأنا نعمل بين الشباب والطلاب والمبادرة تعتمد فقط على السرد بأن يتم نشر قصص البطولات الفردية وكيف استطاع الجندى المصرى أن يضرب أروع النماذج فى التضحية، وذلك من خلال متطوعين يقومون بنشر تلك الحكايات بين طلاب المدارس وتعريفهم بتلك البطولات حتى ننقل الطالب أو التلميذ من مرحلة اقتدائه بـ«عبده موته» إلى اقتدائه بالشهيد عبدالمنعم رياض وغيرهم من الشهداء العظام، كذلك عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعى واستغلال ذلك السلاح عن طريق مبادرة «كل يوم معلومة» طوال شهر أكتوبر وفى كل يوم نذكر حكاية من حكايات أبطال أكتوبر.

ويلتقط أسامة حنفى طرف الحديث وهو ضمن المشاركين فى المبادرة، قائلا إن مبادرة أبطالنا قائمة على نشر النماذج المضيئة واستعادة الشباب المصرى المختطف ذهنيًا بواسطة الأعمال الدرامية الهابطة والتى جعلت حياته كئيبة ومملة، فكيف يكون لدينا آلاف القصص حول بطولات حرب أكتوبر ولا يعرف الطلاب والتلاميذ داخل المدارس سوى القليل منها، وسوف ندعو من خلال المبادرة وزارة التربية والتعليم لأن يكون هناك كتاب منفصل عن بطولات أكتوبر وأن لا يقتصر الأمر على مجرد قصة أو سؤال بالامتحان، فمثل تلك النماذج ما أحوجنا إليها حاليا.

وأشار حنفى إلى أنهم يسعون إلى أن تكون المبادرة مستمرة طوال العام وأن لا نقتصر على شهر أكتوبر فقط فلا يزال لدى أبطالنا بالقوات المسلحة الآلاف من قصص الكفاح حتى نرويها للأطفال، ففى الولايات المتحدة على سبيل المثال قاموا باختراع شخصيات خيالية مثل «كابتن أمريكا» و«سوبر مان» وغيرها لخلق وعى وحس وطنى لدى الأطفال، أما نحن فلدينا شخصيات أروع من تلك بكثير ولكننا لا نقوم بإبرازها، وعلى هذا الأساس سوف نتواصل مع متطوعين من جميع المحافظات لنشر ثقافة احترام وتخليد تلك الرموز التى ضحت بحياتها من أجل استعادة الأرض.

من جانبه، أشار الدكتور محمود الساعاتى أستاذ التاريخ بجامعة الفيوم، إلى ضرورة دعم مثل تلك المبادرات الشبابية التى تخرج من شباب واعٍ وفاهم حقيقة المؤامرة التى تتعرض لها الشخصية المصرية من تجريف ومحاولة تغيير التركيبة المجتمعية التى انبهرت بها حضارات العالم، ومع تقدم وسائل الاتصال والمعلومات أصبح من السهل القضاء على مجتمع بالكامل دون إطلاق رصاصة واحدة من خلال نشر الجهل وعدم احترام الرموز الوطنية.

وتابع الساعاتى: حينما انتشرت أخبار حول تبنى البرلمان قانون منع الإساءة للرموز التاريخية خرجت بعض الأصوات وهى معروف أجنداتها التى تعمل عليها وقد حاربت القانون بكل قوة، رغم أن الدول الديمقراطية والمتقدمة تحاكم من يسيء إلى رموزها الوطنية، أما نحن فلا نزال نعانى من سوء التعامل مع الرموز الوطنية.