الزمان
جريدة الزمان

تقارير

السيول تضع القاهرة على حافة الخطر

سماح عثمان - آية الشيخ -

القاهرة على حافة  الخطر ..

السيول تقترب من قاهرة المعز.. ومواطنون ينتظرون الموت صعقا

خريطة المناطق الأكثر خطورة بالقاهرة وتنتظر السيول

مخر سيل المعصرة وحلوان تغمره القمامة وتسكنه الحيوانات

الأهالى: مخر السيل مهمل منذ سنوات وتنظيفه «شو إعلامى»

الشرقية والجيزة تستغيثان من الصواعق الكهربائية

الكثير من محبى فصل الشتاء لا يعلمون أن به كوارث «ففوائد قوم عند قوم مصائب»، بالرغم من انتعاش فصل الشتاء إلا أن هناك مناطق وقرى يهل عليهم بالكوارث بدءا من الغرق والسيول انتهاء بالصعق بالكهرباء، ففى العام الماضى تعرضت أرقى الأحياء للغرق كالقاهرة الجديدة والتجمع الخامس بسبب انهيار البنية التحتية، وهناك أماكن أخرى حدث ردم لمخر السيل المنقذ الأول من تجمعات المياه، وأخرى تموت صعقا بسبب مرور أسلاك الضغط العالى فوق أسطح منازلهم، «الزمان» تمسك شعلة الخطر لتضيء الطريق أمام المسئولين بوجود حفرات لا نهاية لها.. فاحذروا .

الأول هو مخر سيل حدائق حلوان المعروف باسم «مخر حلوان»، وهو أطول وأقدم مخر سيل وممتد من وادى حوف وحدائق حلوان وينتهى بالمعصرة، ومخر سيل طرة الممتد من طرة مرورا بمنطقة دجلة بالمعادى ويصب فى النيل، وأخيرا مخر سيل كفر العلو، وهو يقع فى الجيل فى المنطقة الصحراوية بحلوان.

يقول سيد رأفت محامٍ إن الحل فى يد الدولة.. من الشتاء الماضى مع بداية وضع المواسير الأسمنتية ونحن نناشد المسؤولين دون تحرك، مؤكدًا أن المواسير الأسمنتية غير مناسبة تمامًا لإزاحة ماء السيول، لأن السيل يكون محملًا بالطمى والرمال، وهو ما قد يسبب انسدادها، خاصة أن قطرها متر واحد فقط، لذلك فهى غير عملية، وسيصعب تنظيفه.

ونوه رأفت إلى أن مخر السيل طول السنة يكون أرضا يابسة مليئة بالقمامة والحيوانات النافقة يمكن المرور والمشى بها ولكن عندما يحل فصل الشتاء ومع سقوط الأمطار فإنها تكون أشبه بـ«الترعة» ويصعب المرور بها .

«قام الحى بتنظيفه منذ أسبوع»، يقول عن ذلك محمد حسن، صاحب ورشة ميكانيكى: «الحى فى الشتا بيجى ينضف المخر ده ولكن بيشيل الزبالة من قلبه ويحطها على الجانبين، وبالتالى تعود القمامة مرة أخرى لمجرى المخر وهذا يتسبب فى تجمعات الحشرات والحيوانات الضالة.

ويؤكد حسن، قرب تجدد السيول ونعيش لحظات مرعبة، ونتمنى ألا ترجع مرة أخرى، متابعا: «هنعمل إيه ومحدش بيدور على الغلابة، فحملات النظافة تصريحات إعلامية، والقمامة ملأت المساكن، والحشرات والقوارض انتشرت بشكل كبير فى الشوارع، حول مخر السيل، والحياة أكثر مرارة، ويعيش الجميع وسط القمامة والحشرات، ولا يقترب عامل نظافة واحد أن يمر من هنا إلينا» .

أما كريم السيد مدرس، يقول: «تقدم أهالى المنطقة بطلبات كثيرة إلى حى حلوان لعمل صرف مغطى فى منطقة حدائق حلوان، لكن الحى رفض، بحجة أن هذا المشروع يحتاج إلى ميزانية كبيرة، ويكفينا تطهير مخر السيل مرة كل عام».

ويقول السيد: «تنتشر أكوام القمامة والمخلفات فى مجرى سيل المعصرة، الذى يعتبر أكبر مخر سيل فى حلوان، ومن بعده مخر سيل حدائق حلوان، وهو يشكل خطرا يهدد التجمعات السكانية المطلة على هذا المخ، إذا ما زادت معدلات الأمطار على المنطقة، خاصة أن هذه المخرات تبدأ مجراها من الجبل وتصب فى نهر النيل».

ونفس المشهد يتكرر فى مخرى سيل «وادى حوف» و«المعادى»، اللذين تحيط بهما المساكن المأهولة التى تم بناؤها من كل الاتجاهات، وهو ما يكشف وجود قصور وخلل فى متابعة مجارى تصريف مياه الأمطار.

ومنذ أيام قليلة، أعلن الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى حالة الطوارئ وإلغاء الإجازات، مؤكدا أنه تم الانتهاء من إعداد خطة تنفيذية استعدادا لموسم الأمطار والسيول، التى ترتبط بنماذج للتوقع والإنذار المبكر، والتأكد من سلامة مخرات السيول، وإنشاء البحيرات الصناعية وسدود الحماية بمختلف المحافظات، وأوضح أنه تم الانتهاء من تنفيذ أكبر بحيرة لحصاد مياه السيول والأمطار بالبحر الأحمر لحجز وتخزين أكثر من 5 ملايين متر مكعب من مياه الأمطار والسيول ببحيرة أم لضفة المطلة على جبال البحر الأحمر بالغردقة، التى قام بتنفيذها جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة من خلال الشركة الوطنية للمقاولات العامة، وذلك ضمن خطة الحكومة لحماية الاستثمارات والمنشآت البترولية ومطار الغردقة الدولى والممتلكات الخاصة للمواطنين، التى تقدر بـ50 مليار جنيه، فضلا عن الاستفادة منها فى شحن الخزان الجوفى.

كارثة أخرى ينتظرها المواطن وهى الصعق بالكهرباء

محمد السيد أحد سكان منطقة كرداسة بالجيزة يقول: ننتظر كارثة كل شتاء وهى أسلاك الضغط العالى حيث تمر الكهرباء أعلى المنازل وليست كابلات داخلية فترتفع مترين فقط عن الأرض وبمجرد دخول الشتاء تحدث صواعق كهربائية وتصيب جدران المنازل ومن يتواجد أعلى الأسطح تطوله الكهرباء ويمكن أن تؤدى لوفاته.

فيما تقول أم محمود 30 عاما، إن أسلاك الضغط العالى يمكن لأى سيارة تحمل أثاث ملامسته وإسقاطه على طفل أو أى شخص يسير بالصدفة فيموت فورا ومات حيوان كان تحت مياه الأمطار الشتاء الماضى، كما له تأثير على المخ والجهاز العصبى للإنسان ومعظم أجهزتنا الكهربائية تلفت بالفعل بسبب الضغط العالى والحكومة لم تستجب لنا نهائيا فخاطبنا المنظمات الحقوقية أيضا وأرسلنا تلغرافات لمحافظ الجيزة منذ 3 أشهر ولم يستجب لنا أى أحد .

محافظة الشرقية

وفى الشرقية تحاصر أعمدة التيار العالى أهالى قرية قراجة بالشرقية إذ يطالبون المسئولين بالنظر لمشكلة تيار الضغط العالى وسرعة حلها مستغيثين: «ارحمونا من أعمدة التيار العالى هتموتنا وتموت عيالنا، العمود بيمر من داخل البيوت، وصوت الكهرباء تضرب ليل نهار، وما بنعرفش ننام، وأطفالنا بنخاف نخرجهم برة البيت، مش عارفين نعيش ولا نقعد فى بيوتنا، بنترجى المسئولين يشيلوا التيار من قدام البيت عايزين نعيش فى أمان».. بتلك الكلمات بدأ أهالى قرية قراجة التابعه لمركز كفر صقر كلامهم.

ويعيش 7 آلاف مواطن بقرية قراجة التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، فى حالة من القلق والخوف بسبب أعمدة وأسلاك الضغط العالى التى تمر فوق وأمام وداخل منازلهم، وتعرض أبناء القرية للصعق بالكهرباء.

وطالب أهالى القرية بضرورة رفع أعمدة الضغط العالى المتواجد داخل الكتلة السكنية، والتى تهدد بكارثة كبرى من الممكن حدوثها فى حالة سقوط أحد الأسلاك أو اقتراب الأطفال من الأعمدة إذ أنها متهالكة.

فقال السيد إبراهيم، أحد أبناء القرية، ويعمل مهندس؛ أننا نعيش فى قلق دائم وتوتر بسبب أسلاك الضغط العالى التى تمر من فوق منازلنا، والقرية معظمها متضررون من تلك الأسلاك والأعمدة حيث تهدد حياتنا وحياة أطفالنا.

 وأضاف الحاج إبراهيم على أنه تقدم بشكوى رسمية للمسئولين بمركز كفر صقر طالب بضرورة نقل تيار الضغط العالى من داخل الكتلة السكنية نظرا لما تسببه من أخطار على المواطنين ولكن دون جدوى.

كما أنه يمتلك قطعة أرض فى كردون المبانى يتخللها أعمدة التيار العالى، ويمنعونا من البناء عليها بسبب مروره من أعلاها، ونطالب المسئولين بسرعة حلها.

وقالت الحاجة فايزة من أهالى القرية: «بيتى اتحرق أكثر من مرة، وابنى أصيب بحرق فى قدمه بسبب التيار الضغط العالى الذى يلتصق بالمنزل، وقمنا بصرف أكثر من 20 ألف جنيه لعلاج والدى، وقمنا باقتراضهم من الأهالى، كما أن المسئولين لن يكترثوا بما نتعرض له من مخاطر».

واستكمل محمد لطفى مدرس من قرية قراجة: «نعيش فى رعب والموت يهدد حياتنا كل لحظة، ونقوم بغلق الأبواب حتى لا يخرج أطفالنا فى الشارع، وذلك بعد أن لقى شخص مصرعه بسبب التيار الضغط العالى، كما أن فى فصل الشتاء تسقط الأمطار على تلك الأعمدة والأسلاك وينتابنا حالة من الخوف والفزع ولا نخرج من منازلنا لأننا نتعرض للصعق من تلك الكهرباء».

جنوب الجيزة

ناشد أهالى قرية غمازة الصغرى بمركز الصف، اللواء أحمد راشد  محافظ الجيزة بإنقاذ أبنائهم طلبة المدرسة الابتدائية من الموت المحقق بالغرق أو الصعق بالكهرباء أو المرض بسبب مرور كابل الضغط العالى العارى على ترعة القرية وانهيار السور وتراكم القمامة والحيوانات النافقة .

وقال عيد شاكر العنكيلى، أحد الأهالى أن القرية يوجد بها الترعة الطرخانية التى تمر بوسطها بها كوبرى فى مدخل القرية متهدم تماما والسور منهار على جانبى الكوبرى مما يشكل خطورة على التلاميذ صغار السن لوجود المدرسة الابتدائية أمام الترعة مباشرة، إضافة إلى مرور كابلات الضغط العالى على سقالة حديد على وجهة الترعة ومربوط فى بواقى السور رغم أنه كان من المفترض وضع الكابل فى حفر تحت الرصف المرصوف منذ شهرين أو ثلاثة لتأمين الأطفال وتأمين الكابل .

وأضاف العنكيلى أن امتداد الترعة من الجهة القبلية توجد صحارة عليها بوابة تحكم يتجمع أمامها أكوام من القمامة والقاذورات والحيوانات النافقة بمسطح لا يقل خمسين مترا، وللأسف لا يوجد من البوابة حتى المدرسة سور يحمى التلاميذ من الغرق حيث غرق بهذا المكان أكثر من تلميذين حتى الآن.