الزمان
جريدة الزمان

أوسيم.. البراجيل.. كوم برة.. «أوكار الكيف»

تحقيق.. «الزمان» تخترق مثلث «الموت الأبيض» بالجيزة

قوات الأمن
تحقيق- بسمة أحمد -

الأهالي: ممنوع خروج النساء.. وحقن المخدرات منتشرة بالطرق الرئيسية

الصيدليات: منعنا بيع وتداول السرنجات بالمناطق

محافظ الجيزة: ننسق مع الأجهزة الأمنية لاقتحام أوكار المخدرات

رئيس حي أوسيم: أطلقنا مبادرات للامتناع عن التعاطي

تشكل ظاهرة إنتاج وتعاطي المخدرات مشكلة عالمية لا يكاد يخلو مجتمع إنساني من آثارها المباشرة أو غير المباشرة، كما تكلف الإجراءات الدولية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين حوالى 120 مليارات دولار سنويا، وتمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية، فقد زادت كمية استهلاك المنبهات عشرة أضعاف عما كانت عليه.

فيما زادت نسب استهلاك الأفيونات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وباتت أعداد المدمنين تتضاعف يوما تلو الآخر، ووزارة الداخلية تكثف جهودها للحد من انتشار المخدرات.

وقديما كنا نعلم أن هناك مناطق بعينها تشتهر بتجار المخدرات وعلى رأسها الباطنية، وجسدت الدراما المصرية منطقة الباطنية كمثال على أشهر منطقة تضم تجار مخدرات، ويتم تداول وبيع المخدرات بها علنا دون خوف، ولكن من خلال هذا الموضوع اكتشفنا أماكن أخرى لا يدخلها سوى المدمنين وتجار المخدرات فقط.

أوسيم

حين دخولك لمنطقة أوسيم التى تسبق منطقة البراجيل وكوم برة تجد الخوف فى أعين الأهالى وفى نبضات قلوبهم، إذ أن الأهالى يقيمون بمنازلهم منذ الساعة الرابعة عصرا خوفا من تجار المخدرات.

الدكتور عادل فرحات أحد أهالى المنطقة قال إن المنطقة اشتهرت بالمخدرات منذ ثلاثة أعوام، بعدما قطن مجموعة من العرب المنطقة عقب الاستيلاء على أراضى الدولة بالمنطقة وأراضى الأهالى أيضا بوضع اليد، واشتهروا بالبلطجة بين الأهالى بجانب أنهم يحملون السلاح دوما.

وتابع: نحن أصبحنا دولة داخل دولة ويحكمها تجار المخدرات فقط، بجانب أننا قمنا مرارا وتكرارا بتقديم الآلاف بل المئات من الشكاوى والمحاضر بأقسام الشرطة والحى والمحافظة ولكن لا يستطيع أحد دخول تلك المناطق، حتى الأهالى عقب عودتهم من العمل يقيمون بمنازلهم، والسيدات لا يغادرن منازلهن وكذلك الأطفال.

واستطرد: بات ما يقرب من 90% من أهالى تلك المناطق مدمنون ولا يمر شهر إلا ونستيقظ على خبر وفاة شاب من أهالى المنطقة بسبب المخدرات، وباتت التكاتك هى وسيلة توزيع المخدرات، والشباب يسيرون بالحقن ويقومون بحقنها لبعضهم علنا دون خشية أحد، والكارثة الأكبر أن سائقى وسائل المواصلات بالمنطقة باتوا يحملون الركاب إلى دواليب المخدرات.

وأضاف: المواطن عندما يستقل الميكروباص، يتحدث مع السائق وسط الأهالى قائلا «عايز أنزل عند دولاب شارع حسن صبور على سبيل المثال، فخط أوسيم بات يشتهر باسم دواليب المخدرات، فجميع الركاب يقومون بالنزول بمناطق دواليب المخدرات».

البراجيل.. من يفصح عن أسماء تجار المخدرات يُقتل

بينما يؤكد المحامى إسلام الجزار أحد أهالى المنطقة قائلا: «لم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى أن التكاتك باتت وكرا للمدمنين، ويقوم الشباب باستقلال التوكتوك وتعاطى حقن المخدرات داخلها، ولم يقتصر الأمر على الشباب فقط بل وصل للإناث أيضا وقامت العديد من المحلات بتركيب كاميرات مراقبة كى يقومون برصد المدمنين وأفعالهم، وقاموا بتقديمها بالمحافظة وقسم الشرطة ولكن لم يتحرك أحد، بجانب أن الأهالى يسكن الخوف قلوبهم بحيث أنهم لا يتحدثون مع أحد عن أسماء تجار المخدرات».

وتابع: «عندما قام مدير مدرسة ما بالبراجيل بذكر اسم أحد من تجار المخدرات بالحى فى اليوم التالى على الفور تم قتله، فهناك من استطاع من الأهالى مغادرة المنطقة، وهناك من لم يستطع بسبب غلاء أسعار العقارات، فالأهالى هنا فقراء وطبيعة الحياة تناسبهم فلا نستطيع العيش خارج المنطقة».

واستكمل الجزار: «حتى السوق أصبحت خالية من البائعين والزبائن فالرجال هم من يقومون بشراء الخضروات، والمدراس خالية من الإناث، حتى بأوقات الامتحانات لا تجد فتاة تسير بمفردها لا بد أن يرافقها والدها أو شقيقها، والرجال أصبحوا يشاهدون المدمنين يتعاطون ولا يستطيعون التحدث مع أحد منهم، فعندما قام أحد الشباب والشيوخ بمنع أحد المدمنين من أخذ المخدرات على الفور قام الشباب بالتعدى عليهم بالضرب المبرح ثم قاموا بالهرب عقب تجمع أهالى البلد، وهذا المشهد يتكرر يوميا ولكن لا يشعر بنا أحد، فالمحافظة تنتظر كى يتم القضاء على أهالى البلد بأكملها».

كوم برة

بينما أضاف المهندس شريف محمد أحد أهالى منطقة كوم برة، أن تلك المنطقة الأكثر تمركزا لدواليب المخدرات، وتضم ما يقرب من 15 دولاب مخدرات، وبات شباب المنطقة يعملون ديلر كى يربحون أموالا طائلة وبوقت قصير، وبات الإقبال على شراء الحقن من الصيدليات كثيف، ولكن قام أطباء الصيدليات هنا بعدم صرف حقن إلا من خلال روشته طبية كى يضمن أن تلك الحقن لا تستخدم فى حقن المخدرات بالجسد، بالإضافة إلى أن المساجد تعتمد على موضوع واحد وهو الحث على الابتعاد عن الإدمان وتجارة المخدرات.

المحافظة: التنسيق مع مديرية أمن الجيزة قبل تدمير شبابنا

اللواء كمال الدالى قال لـ«الزمان»: «تلقينا بالفعل العديد من شكاوى الأهالى بوجود دواليب مخدرات بتلك المناطق، ولكن لا بد من دراسة الوضع فيتم التنسيق مع مديرية أمن الجيزة للقبض على هؤلاء التجار، قبل أن يقوموا بتدمير شبابنا».

وتابع أن المحافظة تتابع مع رؤساء أحياء تلك المناطق، وعلمنا أنهم لا يستطيعون السيطرة على الوضع بتلك الأحياء بسبب أنهم بحاجة لتعاون وزارة الداخلية معهم لتوفير القوة اللازمة لاقتحام تلك المناطق، وهذا ما يتم العمل عليه حاليا، فنحن على علم بأن هؤلاء التجار مسلحون، فلذلك لا بد من توخى الحذر ودراسة المنطقة بالتعاون مع الأهالى .

بينما أكد علاء الدين فتحى رئيس حى أوسيم لـ«الزمان» أن المسؤولية تقع على أقسام الشرطة لأنهم لم يقوموا بالسيطرة على هؤلاء التجار منذ بداية سكنهم تلك المناطق، وبعدما استفحل خطرهم من الصعب القضاء بسهولة عليهم، وبات من الصعب أيضا اقتحام تلك المناطق المنتشر بها دواليب المخدرات.

ولفت إلى أن الحى أطلق العديد من المبادرات التى تهدف إلى توعية الشباب من تعاطى المخدرات، وقام الحى بذلك عقب انتشار حالات الوفاة بين شباب البلد، وانتشار المدمنين، ولذلك سوف يتم تطهير تلك المناطق قريبا، كى يعود الأمن والأمان والاستقرار بأوسيم وكوم برة والبراجيل.