جريدة الزمان

منوعات

صدور كتاب «الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية.. مشكلات وآفاق» بالمركز القومي للترجمة

الاخلاقيات البيولوجية الاسلامية ...مشكلات واآفاق
بسمة عبد الحكيم -

صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب "الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية.. مشكلات واّفاق"، من تأليف داريوش أتيجتكي، ومن ترجمة لبنى الريدي.

يقدم هذا الكتاب تحليلا نقديا للجدل الدائر في البلدان الإسلامية نتيجة استخدام التكنولوجيات الطبية الجديدة مثل الاستنساخ، وزرع الأعضاء والتخصيب في المختبر.

يتناول هذا التحليل مستويات عدة دينية وقانونية وسياسية،حيث يقارن مواقف السلطات الدينية المعاصرة والتقليدية، والقوانين السارية في البلدان الإسلامية، ومواقف وسلوك السكان والأسر والأفراد، وكذلك لوائح الجمعيات الطبية، ولجان أخلاقيات البيولوجيا.

ويلاحظ الكاتب وجود ثروة عظيمة من الأفكار، والمواقف والتيارات الفرعية في الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية، وهو يعتقد أن هذه الثروة لا تعرقل، لكنها على النقيض، تحفز لأن جذورها ممتدة في المصادر المقدسة حتى وإن كانت القضايا محل النقاش تتعلق بالأخلاق.

وبحسب المؤلف، فإننا نواجه الآن إشكالية تتعلق بما الذي يجب عمله عندما تكون مصادر الشريعة بتفسيراتها الفقهية التي صيغت قبل القرن الحادي عشر لا تعبر عن نفسها أولا تعبر عن نفسها بوضوح، في المواقف الجديدة الناجمة عن التغيرات التاريخية والاجتماعية المستمرة عبر القرون، فهنا تلجأ جماعة المؤمنين في هذه المناسبات –وهى كثيرة- إلى أساتذة الشريعة (مفتون، فقهاء، علماء) الذين يصدرون الفتاوى شارحين من خلالها لأوامر والقواعد المتضمنة في المصادر، مبينين كيفية التصرف في الحالة موضوع البحث، مستخدمين في ذلك طرائق القياس والاجتهاد.

يذكر أن الفقهاء من خلال الفتاوى، يجب ألا يعرضوا حلولا شرعية جديدة للمشكلات، فقد يتهمون بالانحراف عن الشريعة، لذا فإنهم يقدمون تفسيرات تقنية لقواعد موجودة من قبل من أجل صياغتها على مواقف جديدة.

على مدار 646 و13 فصلا يناقش الكتاب مقومات الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية، وتتناول الرؤية الاسلامية لمنع الحمل وتحديد النسل، الإجهاض، الانجاب بمساعدة طبية، تطور زرع الأعضاء المبادئ الأخلاقية والشرعية، آراء في علم الوراثة مثل الاستنساخ البشري وأبحاث الخلايا الجذعية وإجهاض الأجنة المعاقة، إنهاء الحياة بعد مرض عضال، وغيرها من الإشكاليات المختلفة.

المؤلف، داريوش أتيجتكي، شغل لعدة سنوات منصب أستاذ الأخلاقيات الإسلامية في جامعة نابولي الثانية، وعدد من الجامعات الإيطالية الأخرى، وهو في الوقت الحاضر أستاذ الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية في كلية اللاهوت الإسلامي بجامعة "لوغانو بسويسرا".

له عدد من المقالات والأبحاث حول الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية، ومقارنة الشريعة اليهودية والكنسية والإسلامية.

مترجمة الكتاب لبنى الريدي، لها عدد كبير من الأعمال نذكر منها :"عن العلم"،"نظرية الببغاء"، "تحول السلطة"، "ضحايا العولمة"، "النظرية السياسية"، و"الإنسان الأول".