جريدة الزمان

تقارير

في حوار لـ«الزمان».. رئيس الجامعة البريطانية: أثق في استعادة السيسي لدور مصر بالقارة السمراء

رئيس الجامعة البريطانية بمصر
حاوره: عبد الفتاح أبو ريشة -

المنظومة الجديدة هدمت أنظمة التعليم الفاسدة

الواحات العلمية طريق مصر للنجاح اقتصاديا

شفافية المناهج وصدقها تقى الطالب شرور التطرف

اجتماعات دورية مع سفراء العالم لتبادل التجارب الناجحة

تحركات الرئيس السيسى فى أفريقيا، واستعادة الدور الريادى عن جدارة، وملف الوافدين وكيفية استغلال وجودهم بين أروقة الجامعة فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر بالخارج، والبحث العلمى وخارطة الجامعة للأخذ بأيدى الباحثين، وماذا قدمت الجامعة البريطانية حديثا للنهوض باقتصاد مصر، كل هذا وأكثر ضمن حوار نقاشى مع الأستاذ الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية.

وثمن «حمد» فى حواره لـ«الزمان» دور الرحلات التى يقوم بها الرئيس والاتفاقيات التى يعقدها سواء فى أفريقيا أو دول الجوار من الأشقاء مثل ليبيا وتهدئة الأوضاع بها، وسوريا واليمن والسودان، معتبرًا إياها خطوات واثقة لممارسة الدور الريادى الطبيعى لمصر، بين أبناء القارة التى أصبحت تثق فى القيادة المصرية التى إذا ما وعدت أوفت، وإلى نص الحوار.

الطلاب الوافدون بالجامعة هم سفراؤها بالخارج.. كيف تستفيد مصر من ذلك؟ 

لدينا كمية كبيرة من الطلاب الوافدين بلغوا أكتر من 300 طالب وافد، وانفتحنا بشكل أخص على أفريقيا هذا العام، وقدمنا منحا خاصة للأفارقة والقارة السمراء بالتعاون مع أكاديمية الشروق، وذلك لتدريبهم ودراستهم، فضلا عن تسكينهم وإعاشتهم المادية مجانا، كنوع من أنواع مساندة توجه مصر فى استعادة دورها الريادى بأفريقيا بما يتماشى مع خطط القيادة السياسية لتفعيل هذا الدور.

بلا شك انطلاقا من دور قيادة الجامعة البريطانية، فإن هذا الأمر يحسن صورة مصر، ويحتك بالطلاب الأجانب، ويحتك بالأساتذة الأجانب ليس هذا فقط بل يحقق الانفتاح العالمى على الثقافات الأخرى، وتطوير أنفسنا، وكيف نستوعب أكثر وأكثر لمجريات الأمور بالدول من حولنا.

تحركات الرئيس لاستعادة دور مصر بأفريقيا.. كيف تراها؟

مصر أفريقية ولا تنتمى فقط إلا إليها، والفترة الانتقالية انتهت والقيادة السياسية لديها خريطة واضحة ولا بد من استعادة مكانتها التى يعرفها الجميع، والأخوة الأفارقة بدأوا فى النظر بعين الاعتبار أخيرا إلى أننا جادون ونقدم مساعدة فى سبيل ارتقاء الشعبين، والحمد لله الرحلات التى يقوم بها الرئيس والاتفاقيات التى يعقدها سواء فى أفريقيا أو دول الجوار والأشقاء مثل ليبيا وتهدئة الأوضاع بها، وسوريا واليمن والسودان تعد خطوات واثقة لممارسة الدور الريادى الطبيعى بين هذه الدول التى أصبحت تثق فى القيادة المصرية التى إذا وعدت أوفت.

المنظومة التعليمية الجديدة فى مصر.. بداية أم نهاية؟

أي شيء جديد يقبل المقاومة، وله إيجابيات وسلبيات، والأنظمة التعليمية القديمة لا زالت تريد المحافظة على مكاسبها بالوزارة، وأرى أن المشروع نقلة حضارية وثقافية وتوجه قوى، و«كلنا اشتكينا من التعليم القائم على الحفظ والتلقين»، ومداراة العيوب ستضعنا فى مصاف التخلف ولكن معالجتها والاعتراف بها سبيل العلاج والتقدم.

كذلك لا بد من تعويد الطلاب على الابتكار، وعندنا نماذج مصرية تحدت المستحيل، «المصرى برا مصر علامة وماركة مميزة فى الابتكار»، وأقر أننى مع هدم النظم الفاسدة للتعليم، والصبر والكفاح وعدم اليأس لأنه لن ينجح إلا الصحيح.

توعية الطلاب ضد دعاوى التطرف والغزو الثقافى.. ماذا تقدم الجامعة فى هذا الجانب؟

الطالب فى الجامعة البريطانية يجد وظيفة وغاية  للتعليم الذى يتعلمه، وهذا مهم جدا، ولو فهم أنه يتعلم بشكل صحيح، و«فاهم هو بيكسب إيه من وراء هذا التعليم، بكدا هيعرف يقف قدام أى دعاوى ضده وضد مصر».

أيضا شفافية المنهج وصدقه وحرصه على اكتمال الكورس الدراسى، فإنه عندما تدفعه الظروف فى أمواج وسط فكرى غريب يبدأ فى إعمال عقله والتفكير بشكل سوى، وهذا مسمى «التحصين الفكرى» للطالب، وإعطاؤه معطيات ومفاتيح الفكر السوى للخروج من دائرة الاستهداف.

كيف استفادت الجامعة من اقتصاديات الدول الناجحة؟

لقد أطلقنا برنامجا بقسم الاقتصاد أثبت نجاحه باعتراف الجميع، كما أحرز طللابنا نجاحات كبيرة فيه، واستكمالا لذلك أنشأنا مركزين رئيسين مركز مصر وأفريقيا، ومركز دراسات أفريقيا وهو يتعامل مع دول العالم كلها ويدرس مشاكلها الاقتصادية وسبل الاستفادة منها.

ونعرض أيضا بعض النماذج الناجحة اقتصاديا، كذلك استجاب لنا عدد من السفراء فى الدول المختلفة للحضور إلينا والاستجابة من تجاربهم، من بينهم سنغافورة والبرتغال والمكسيك وطاجكستان، وعرضوا قصص نجاحهم التى حققوها، مما يعود علينا جميعا بالنفع.

وأنشأنا أيضا فى جامعة بريطانيا أول واحة علمية مصرية تحتضن الباحثين المصريين ونمدها بدراسات، والإمكانيات المادية والتسهيلات المطلوبة إلى أن تنجح الفكرة وتصبح مشروع جاهز للمناقشة.

  هل ترى فى الجامعات الأهلية الخلاص من أزمة التكدس الطلابى بالجامعات؟

التعليم الحكومى للأسف لا يوجد به ضابط لأعداد الطلاب، وهذا أمر مخالف لمعايير الجودة والاعتماد، أما التعليم الأهلى والخاص فهو منضبط بأعداد الطلاب، فكلية مثل كلية الهندسة لها مثلا تعداد و«كوتة محددة» تصل لـ500 طالب، وبناءً عليه فإن توزيع الخدمات يكون على النسبة المقدرة، وهو ما يتماشى مع الإمكانيات المادية والبشرية للجامعة، وفى نفس الوقت لن تستطيع أن تأخذ طالبا واحد زيادة.

فإذا كانت الكليات لديها إمكانيات أوسع فلتتناقش مع الجامعة حتى تقدم لها عددا أكبر من الطلاب، ونحن سعداء بفكرة الجامعة الأهلية لأنها محكومة بعدد طلابى يكفل الجودة، بعكس الجامعات المفتوحة.

أما أرباح الجامعات الأهلية فلا توزع على مستثمرين، ويعاد ضخها مرة أخرى فى استثمارات التعليم، فهى لا تهدف للربح ولكن إذا التزمت إداراتها بذلك، ولكن ما أود أن أقوله أن التوسع فى الجامعات الأهلية مطلوب لرفع الضغط عن الجامعات الحكومية التى تعانى زيادة واضحة، خاصة بعد وصول تعداد الجامعات الخاصة إلى نحو 25 جامعة خاصة وأهلية، بالإضافة إلى الجامعات الحكومية التى لا تتعدى 21 جامعة أيضا، ولكن الفرق بينهما أن الحكومية تلبى احتياجات 7% من الطلاب والخاصة تلبى احتياجات الطلاب الحاصلين على 65%.

هل ستشارك الجامعة بفرع جديد بالعاصمة الإدارية؟

الجامعات الأجنبية سيكون لها السبق فى وجود فروع لها بالعاصمة الإدارية حسبما أقر الرئيس، وليس لجامعات مصر فروع بها، ولذلك فإننا ننفذ توجيهات الرئيس، ونقوم بعقد شراكات مع الجامعات الأجنبية، لكن الموجود فى العاصمة الإدارية إنشاء فروع لجامعات أجنبية حتى لو كان برأس مال مصرى.

أين وصلت الجامعة على خارطة البحث العلمى؟

الجامعة تدعم الباحثين بمبالغ طائلة ليس فقط من طلابها ولكن من الخارج، ولدينا ميزانية بحث علمى كبيرة وتقدر بالملايين، ونقيم حضانات علمية، وواحات علمية لاستضافة الباحثين «science bark»، ونقدم كافة الإمكانيات البحثية لهم، من أجهزة كمبيوتر، واتصالات، وأساتذة أجانب، ودراسات جدوى وتمويل، لكى نفتح لهم سبل التفوق.

أيضا يتم الإعلان من جانب الجامعة البريطانية عن فتح الباب للباحثين حتى يتقدموا وبعد إثبات جدارتهم، نجلب الرعاة لهم الممولين، إلى أن يصبح لدينا فكرة تستحق العمل والتنفيذ، وعندها تكون مهمتنا قد انتهت مع الباحث، ويحين موعد ظهور فكرته إلى النور وبدء إنشاء شركته الخاصة.

هذه الخبرات توصلنا إليها من الجانب الصينى الذى نجح فى فكرة الواحات العلمية وأصبح اقتصاده قائما عليها، و نموذج فريد فيها، ولدينا دراسة جدوى مع الدولة الصينية لنفتتح واحة علمية جديدة خاصة بالجامعة البريطانية فى غضون شهرين، والتى بلغت ميزانيتها حتى الآن 3 ملايين من الجنيهات.

اشرح لنا مفهوم الواحة العلمية اقتصاديا.

كل مكان بحثى فى العالم لديه شيء يسمى بـ«الواحة العلمية»، وهى مكان مجهز بالإمكانيات الكاملة من أجهزة الكمبيوتر والاتصالات، وأساتذة ذوى خبرة وممولين، ويتم تخصيصها لمن يتم اختيارهم من الباحثين، وتوافق الجامعة على احتضانهم.

كذلك يتم تقسيم الواحة العلمية إلى أماكن وشركات بها مجموعة من الأفراد يتم رعايتهم، وتقديم كافة الدعم لهم حتى ينجحوا ويخرجوا بأفكار وابتكارات ناجحة لسوق العمل.