الزمان
جريدة الزمان

حوادث

ظهور مزارع جديدة للمخدرات في منزل

بسمة أحمد -

«الحشائش المنزلية» نوع جديد من السموم القاتلة

الإستروكس والفودو المنزلى يقضى على حياة أطفال وشباب الشرابية

أطفال يصنعون المخدرات بالمنازل

الأهالى: الشرطة لا تسطيع الدخول إلى هنا.. عوار القانون ساهم فى انتشار هؤلاء

فى الوقت الذى وجهت فيه قوات الأمن ضربات موجعة لتجار المخدرات وإغلاق منافذهم وضيقت الخناق عليهم، لجـأ مواطنون وبعض التجار لزراعة المخدرات فى المنازل لتظهر تجارة جديدة من الصنف تعرف بـ«المخدرات البيتى أو المنزلى» كما يطلقون عليها، بعد أن حول العديد من المجرمين منازلهم، إلى ساحات لزراعة الأفيون والبانجو والفودو والإستروكس ليتم توزيعها سرا بين الشباب.

جاء ذلك بعد أن ضيقت الداخلية الخناق على تجار الصنف ونجحت فى غلق معظم منافذ التهريب من الخارج ولذا حاولت مافيا المخدرات التغلب على تلك المشكلة بزراعة الأصناف التى تلقى رواجا فى حدائق المنازل.

محمد على البالغ من العمر 33 عاما وأحد المقيمين بمنطقة الشرابية عزبة أبو بلال، يؤكد لـ«الزمان» أنه عقب تضييق الداخلية الوضع على تجار المخدرات، والقضاء على بيع وتدوال المخدرات بالشرابية عقب تقديم العديد من البلاغات التى تفيد بأن الشرابية تحولت إلى وكر لبيع المخدرات، وللهروب من ذلك يتم تصنيع المخدرات بالمنزل، وأكثر المخدرات المنتشرة بالشرابية تصنيع الإستروكس والفودو، على أيدى أطفال لم تتجاوز أعمارهم 13 عاما ومن بين تلك الأطفال فتيات وأولاد.

ولفت إلى أن عزبة بلال أصبحت أخطر مكان لا يستطيع أحد غريب أن يسير به، فالأطفال يقفون على ناصية شوراع ومدخل العزبة كى يقومون بجلب الزبائن لبيع المخدرات بالمنازل، وآخرون بالمنازل يقومون بتصنيع الإستروكس والفودو.

ولفت إلى أنهم يشترون الكتامين من الصيدليات، بسهولة ويسر بدون عناء، وآخرون يحصلون عليه من المستفيات البيطرية بالشرابية، ويقومون بجلب أقراص دواء أبترل 2 سم وهذا الدواء يستخدم لتخفيف وتسكين الصداع النصفى، ثم يضعون سم فئران وبردقوش ويقومون بطحن تلك المواد كى يقومون بالنهاية بتصنيع الإستروكس، الكارثة أن الأطفال الذين يفعلون ذلك، والكارثة الأكبر وفاة الشباب يوميا أمام أعيننا دون أن يتدخل أحد .

وبينما يستكمل الحديث علاء السيد البالغ من العمر 27 عاما وأحد المقمين بعزبة بلال بالشرابية أن هناك نوعين من الإستروكس، الأخضر عبارة عن نبات البردقوش تضاف إليه المادة الفعالة عن طريق رشه، والنوع الثانى تبغ جولدن فيرجينيا ويضاف إليه المخدر بالطريقة نفسها.

ويتابع: «لا تسمى سيجارة الإستروكس بكلمة جوب كالحشيش، إنما تسمى إسبلف، والإسبلفين أو السيجارتين بـ100 جنيه، بما يعادل 8 أنفاس للسيجارة الواحدة.

وعن أعراضه، يستكمل: «منذ النفس الثانى تقل الرؤية وتصبح مزدوجة، وينعدم التركيز تقريبا، وإذا كانت المادة قوية، تدخل بما يشبه الحلم، ويصبح لديك رغبة ملحة بعمل أى شيء لا تستطيع تحديده، بجانب نوبات الصرع الذى تحدث عقب تناول الإستروكس والفودو بسبب مادة سم الفئران التى يتم وضعها على المخدرات».

ويتابع السيد حديثه بأن هؤلاء الأطفال عندما يتحدثون لنا كأحد سكان المنطقة، يؤكدون أنهم يصنعون تلك المخدرات كى تعادل تأثير نبتة القنب الهندى والماريجوانا والبانجو والحشيش ولكن بطريقة كيميائية خالية من مواد طبيعية».

وتقطع الحديث ميادة شوقى أحدى ساكنات المنطقة وتصرخ وتبكى  قائلة: «توفى نجلى منذ أيام عن عمر 10 أعوام عقب تناوله مخدر الإستروكس المصنوع بالشرابية هنا، والشرطة لم تسطع الدخول إلى تلك العزبة أو القضاء على تلك الظاهرة، والكارثة أن جميع سكان منطقة الشرابية على علم بما يحدث بعزبة بلال، وباتت العزبة هى منفذ بيع المخدرات المنزلية ويلجؤون إلى هنا أيضا لرخص ثمن المخدرات المنزلية».

وأكدت مصادر أمنية لـ«الزمان» أن مخدر الإستروكس والفودو أصبحا ذا شعبية كبيرة بين التجار ومتعاطى المواد المخدرة، وخاصة بالأحياء الشعبية، إذ حلا بديلا للأقراص المخدرة والحشيش والبانجو، بسبب ارتفاع أسعارها، ولكون مخدر الإستروكس لا يواجه حائزه اتهاما بالاتجار أو تعاطى المواد المخدرة.

وأضافت المصادر أن حائزى مخدر الإستروكس يتم إخلاء سبيلهم عقب القبض عليهم، بعد تحليل المادة التى بحوزتهم بالمعمل الكيماوى، ويثبت التحليل أن المخدر غير مجرم قانونا، ويعود التاجر أو المتعاطى إلى نشاطه مرة أخرى دون أى مساءلة قانونية.

وطالبت المصادر بإدراج مخدر الإستروكس والفودو ضمن جدول المخدرات الممنوع تداولها وتعاطيها، لحماية الشباب وخاصة المراهقين، الذين يقبلون على تعاطيه، بسبب آثاره السلبية على الصحة الجسدية والعقلية للمتعاطين.

وقال الدكتور أحمد عبد العال أستاذ القانون الجنائى بجامعة عين شمس، إن المخدرات السالف ذكرها غير مدرجة بجدول المواد المخدرة، وهو ما يؤدى إلى حصول المتهمين بحيازته على إخلاء سبيل بعد حبسهم احتياطيا، ويأتى تقرير المعمل الكيماوى ليثبت أن الحرز المضبوط بحوزتهم عبارة عن مواد عشبية.

وعن طريقة تعاطى القانون المصرى مع المخدرات الجديدة كالإستروكس والفودو، قال المحامى على جاد لـ«الزمان» إنه وفقا للمادة الثانية من القانون المصرى رقم 182 لسنة 1960 المعدل بالقانون رقم 122 لسنة 1989، يحظر على أى شخص أن يجلب أو يصدر أو ينتج أو يملك أو يبيع أو يشترى مواد مخدرة أو يتبادلها.

وقبل عامين صدر القرار الوزارى رقم 691 لسنة 2014 الخاص بإضافة بعض المواد ذات التأثير على الحالة النفسية والمعروفة إعلاميا بالفودو والسبايسى إلى القسم الثانى من الجدول رقم 1 الملحق بقانون المخدرات، وبالتالى، تم تجريم الإتجار بهذه المواد.