جريدة الزمان

خارجي

الانسحاب الأمريكي من سوريا

الهتيمي: استئناف نشاط «داعش» في المنطقة من أخطر آثار القرار

أسامة الهتيمي
شروق محمد -

قال الكاتب الصحفي، أسامة الهتيمي تعليقا على قرار الإنسحاب الأمريكي من سوريا، إنه على الرغم من أن إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا ربما جاء مفاجئا للكثيرين إلا أنه جاء متسقا مع شخصية ترامب التي تتسم بالتناقض والتركيز على تحقيق المكاسب المادية فحسب وهو ما كان قد أشار إليه في حديث سابق حول أن واشنطن أنفقت نحو 7 مليار دولار بشأن الأزمة دون أن تحصد شيئا.

وأضاف الهتيمي في تصريحه لل" الزمان":إن قرار الإعلان عن هذا الانسحاب يعني عدة أمور أولها أنه يعد تأكيدا على ما يتسم به السلوك الأمريكي وباستمرار في التعاطي مع القضايا المهمة حيث قصر النفس وعدم استكمال الهدف المنوط بها تحقيقه.

ويترتب على ذلك أن هذا الانسحاب سيحمل رسالة سلبية لأعداء أمريكا ومن قبلهم حلفائها كون أن واشنطن ليست طرفا يمكن أن يحظى بالثقة أو التحالف معه تصديقا لمقولة "المتغطي بأمريكا عريان".

ولا شك أن هذا القرار يصب في المصلحة الإيرانية وتعاظم دور طهران في سوريا إذ وبعد أن رهنت أمريكا بقاء قواتها في سوريا ببقاء القوات الإيرانية ها هي تعلن الانسحاب رغم أن إيران لم تقدم على هذه الخطوة وهو ما يمنح طهران ضوءا أخضرا للإبقاء عليها كأحد لاعبين أساسيين في الملف السوري.

وأشار إلى أن القرار يحمل أيضا دلالة تتعلق باحتمالية حدوث توافق كبير بين كل من واشنطن وأنقرة فيما يخص ملف أكراد سوريا ذلك أن التحركات الكردية في المنطقة كانت تتم تحت غطاء وحماية أمريكية طيلة الفترة الماضية وهو ما كان يحد من رغبة أنقرة في التعامل مع الأكراد الذين تتخذ منهم موقفا متشددا.

وقال أيضا، إن تداعيات القرار عن استئناف تنظيم داعش لنشاطه في المنطقة تعد من أخطر آثار هذا القرار فقد كانت محاربة التنظيم ومواجهته ووفق التصريحات الأمريكية أحد أهم أهداف تواجد هذه القوات وأنه وبعد أن تم القضاء على التنظيم يمكن لها أن تنسحب .. والحقيقة أن الحديث عن القضاء على التنظيم يشبه إلى حد كبير ما سبق وأن أعلنت الحكومة العراقية قبل أشهر من قضائها على التنظيم في العراق لنفاجئ بعد ذلك باستئناف التنظيم للعديد من العمليات داخل بعض المدن العراقية وعلى الحدود مع سوريا وهو أمر غير مستبعد أن يحدث في سوريا خاصة وقد تضعف قدرة بعض الأطراف على مواجهة التنظيم في المرحلة المقبلة.

وأوضح، أنه ليس مستبعدا أن ينجح نظام بشار الأسد في أن يستفيد أيما استفادة من تداعيات القرار واحتدام النزاع العسكري بين تركيا والقوات الكردية الأمر الذي سيكون له آثاره أيضا على واقع بقية فصائل المعارضة في المنطقة الأمر الذي سيزيد من احتماليات اقتراب نظام الأسد من السيطرة على المنطقة يدعم ذلك حدوث تحول كبير في الموقف التركي من نظام بشار الأسد.