جريدة الزمان

تقارير

«الجارديان»: انسحاب أمريكا من سوريا هدية عظيمة لـ «داعش»

ارشيفية
ترجمة: لمياء يسري -

نشرت صحيفة الـ"الجارديان" البريطانية تقريرًا عن مدى تأثير انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، وإعلان انتهاء الحرب على الأطراف المشتركة في الحرب الأهلية.

حيث أعلن ترامب مساء الأربعاء الماضي، رسميًا بدء سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، قائلًا، بعد انتصار الولايات المتحدة التاريخي على داعش، حان الوقت أن يعود شبابنا إلى أرض الوطن.

ووصفت الصحفية البريطانية، أن الأثر الذي أحدثه قرار ترامب بسحب قواته من الأراضي السورية، كان بمثابة احتفالًا مبكرًا بعيد الميلاد بقدوم العام الجديد، كما أنه أظهر المستفيدين والخاسرين جراء هذا القرار من الفاعلين في الحرب السورية التي دارت منذ حوالي 8 سنوات.

وعلم القادة الأمريكان بقرار سحب قوات الجيش قبيل الإعلان عنه ب 24 ساعة تقريبًا؛ على الرغم من أن ترامب أعلن نيته وكان مفاجئا بالنسبة إليهم على الرغم من إعلانه نيته تنفيذ وعوده الانتخابية.

الفائزون والخاسرون من قرار ترامب

بحسب تقرير الجارديان، فإن أمريكا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لم تؤثر بشكل أو بآخر في الأحداث الداخلية السورية، بسبب امتناع البيت الأبيض في ذلك الوقت عن التدخل العسكري على خلفية أحداث الغوطة في 2013.

وتعرضت مدينة الغوطة السورية، إلى هجوم بالسلاح الكيماوي، من قبل قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب التقارير الإعلامية آنذاك، ورفض أوباما اجراء أي تدخلات عسكرية على الرغم من إعلانه رغبته في إيقاف هذه الحرب.

لكن الرئيس الأمريكي السابق أعلن أنه لم يشن ذلك الهجوم العسكري، لأنه مخالف للقانون الدولي؛ كما أن الكونجرس رفض التصديق على القرار.

وأكدت صحيفة الـ"الجادريان" أن قرار دونالد ترامب، كان بمثابة تسليم الأراضي السورية إلى الديكتاتوريين والقتلة الإرهابيين.

فقد أصبحت الأرض في الوقت حالي ممهدة أمام الرئيس الروسي فلادمير بوتين، لتنفيذ مخططاته في سوريا التي يمهد لها منذ تواجده هناك في 2015، وشن قواته لحملات ممنهجة ضد المدنيين، وهذا يعني بقاؤه لفترة أطول هناك.

كما أصبح لدى الرئيس السوري بشار الأسد، الفرصة لاستكمال حربه ضد المتظاهرين، والتي تحولت مؤخرًا إلى سجن كبير، وعمليات تطهير عرقية، وهجوم ممنهج بالأسلحة الكيماوية.

وأضافت الصحفية البريطانية، أن الخسارة الكبيرة من قرار انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقعت على القوات الكردية التي تحارب ضد بشار الأسد.

إذ أصبح الأكراد الآن، غير محصنين في حروبهم ضد الأسد والقوات التركية، بعدما تخلت عنهم قوات الجيش الأمريكي.

لقد حاول المقربون من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثناؤه عن هذا القرار إلا أنه لم يستمع لأحد.

ولم يكن هذا القرار بلا أي تأثير على كل من تركيا وإيران، بل كان خبرًا سعيدًا لطهران، كما أنه ساعد تركيا على تقوية شوكتها داخل الأراضي السوية، وهدية عظيمة إلى تنظيم داعش الإرهابي.

واعتبرت صحيفة الجارديان، أن قرار ترامب بسحب قواته من الأراضي السورية، جاء بناء على نظرة قاصرة، إذ لاتزال قوات داعش الإرهابية تسيطر على بعض الأراضي وإن كانت مساحتها صغيرة، بجانب الاستمرار في تجنيد مواطنين للقتال بجوارهم ضد النظام.