جريدة الزمان

تقارير

كيف سخرت إيران من قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا ؟

أرشيفية
شروق محمد -

عارضت إيران، والتي تعتبرها الولايات المتحدة عدوا أساسيا لها في الشرق الأوسط، منذ البداية دخول القوات الأمريكية إلى سوريا، لا سيما أنه تم دون دعوة ولا حتى موافقة من دمشق، وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، والذي لاقى العديد من ردود الفعل، حتى داخل البيت الأبيض نفسه، لكن كانت أبرز الردود من الدول الأخرى، هو رد الفعل الإيراني التي تعد من أكثر الدول المعادية لأمريكا خاصة بعد توقيع عددا من العقوبات الأمريكية عليها، فجاء رد الفعل ساخرا من الوجود الأمريكي في سوريا من الأساس، ووصف رئيس الأركان القرار بأنه "جاء تحقيقا للوعد الإلهي".

فقال رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد الباقري، أثناء حديثه للصحفيين في مدينة بندر عباس الساحلية جنوب إيران، أمس الأحد، إن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا ليس له أهمية بالنسبة للبعثات الدفاعية والأمنية في المنطقة، وفقا لما ذكرته وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.

وأكّد أن وجود القوات الأمريكية في سوريا كان دون موافقة الشعب السوري والحكومة وبالتالي فهو"غير قانوني".

وقال باقري، إن القوات الأمريكية تخلق حالة من عدم الأمان أينما ذهبت، وأن انسحابها من سوريا سيؤدي بالتأكيد إلى تعزيز الأمن الإقليمي.

وفي تصريح آخر له، قال إن الدول الإقليمية يمكن أن تضمن أمن الخليج الفارسي، وأن الوجود الأمريكي هنا ليس له نتائج أمنية إيجابية.

وأشار القائد أيضًا إلى أنه سيزور مختلف وحدات القوات المسلحة في إقليم هرمزغان خلال رحلته، مضيفًا يجب على القوات المسلحة في هرمزغان بذل قصارى جهدها في عمليات الدفاع الرئيسية بسبب قربها من الخليج الفارسي، ومضيق هرمز.

وقال باقري أيضًا إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا أمر غير مهم لكنه يعني أن "الوعد الإلهي يتحقق بهذا الشكل"، مضيفا أن الأعداء ويقصد أمريكا، ومن خلال صناعة الجماعات التكفيرية، بما في ذلك تنظيم داعش، والتي أوجدتها أجهزه الاستخبارات الغربية، استهدفوا الحكومة المشروعة في سوريا وكانوا يقدمون الدعم الكامل للإرهابيين وساعدوهم من خلال مروحياتهم حتى على الفرار من المناطق المحاصرة وكانوا يقدمون أيضا مساعدات لوجستية لهم.

وأضاف أن "الأعداء ومن دون أخذ السماح من حكومة سوريا وشعبها احتلوا جزءا من أراضيها وبنوا قاعدة لهم فيها، مشددا على أن الولايات المتحدة هددت سوريا بتقسيم أراضيها، واعتدت على الشعب السوري، وحرضت الصهاينة على استهداف سوريا، كما حثت بعض دول المنطقة على دعم الإرهابيين، وهذا الدعم بلغ ذروته... وتذرعت بحرب سوريا ضد الكيان الصهيوني، وعلاقاتها الودية مع إيران، لتقوم بكل ما بوسعها للإطاحة بالنظام الشرعي في سوريا، غير أنها تعلن اليوم انسحابها المذل منها"، وفقا لما ذكرته شبكة "روسيا اليوم".

كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، عن القرار إن تواجد القوات الأمريكية فى المنطقة منذ البداية كان اجراء خاطى وغير منطقى وعامل زعزعة الاستقرار، وإنه بدراسة تاريخ تطور المنطقة خلال العقود الأخيرة وحتى يومنا هذا، يشير إلى أن تواجد العناصر الأجنبية تحت أي ذريعة في هذه المنطقة الهامة والحساسة، لن يثمر عن شيء سوى إثارة التوتر، وزعزعة الاستقرار، وتغذية الخلافات.