جريدة الزمان

تقارير

بعد تصريح السعودية.. هل الأسد في طريقه لجامعة الدول العربية؟

سوريا
لمياء يسري -

ترددت أنباء في الأيام القليلة الماضية، عن احتمالية تفعيل عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، بعد سنوات من إيقافها، واستعادة العلاقات السياسية مع الدول العربية، بعد انقطاع طويل دام 8 سنوات منذ قيام الثورة في 2011.

وصرحت المملكة العربية السعودية، قبل أيام، أنها لا تمانع في عودة دمشق مجددًا إلى جامعة الدول العربية.

وانشغلت وسائل الإعلام العربية، عن مصير الأزمة السورية في حال عادت دمشق إلى الجامعة مرة آخرى، وإمكانية الحل السياسي ونقل السلطة ومن ثم إعادة إعمار الدولة.

وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده  تحتاج ما يقرب من 400 مليار دولار لإعادة إعمارها بعد الحرب التي دارت هناك.

جاء ذلك بعدما أقدمت دولًا عربية وهي الإمارات والبحرين على  فتح سفارتهم في دمشق بعد سنوات من إغلاقها في 2011، بجانب زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير إلى سوري، بالإضافة إلى لقاءات دبلوماسية شهدتها دمشف مع مسؤولين عرب.

وخلال العام الماضي، أصبحت أغلب الأراضي السورية هناك تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد، بفضل مساعدة روسيا وإيران وقوات من الحشد الشعبي، والحرس الثوري الإيراني، بحسب ما أوضح السفير رخا أحمد.

 وأصبح المشهد العام في سوريا، تحت تصرف موسكو، وإيران التي اتسعت رقعتها الاقتصادية والسياسية في مساندة الرئيس بشار الأسد.

وفي خطوة وصفتها الدول العربية أنها ضد التوسع الإيراني في المنطقة، بدأ التحرك لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، بعد قطيعة استمرت ثمان سنوات تقربيًا، على خلفية جرائم بشار تجاه الشعب السوري. 

تعليق عضوية جامعة الدول العربية

 قبل ثمانية أعوام، تحديدًا في نوفمبر 2011، قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طاريء عقدوه في القاهرة، إيقاف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.

كان هذا القرار ردًا من الجامعة على الفظائع التي ارتكبها الرئيس السوري بشار الأسد تجاه الشعب، الذي ثار عليه بعد فترة حكم امتدت 11 عام.

هذا القرار صحبه اجراء آخر وهو اغلاق عدد من السفارات العربية في دمشق، وقطع العلاقات الدبلوماسية من أجل الضغط على الأسد ليستجيب لمطالب شعبه وإيقاف الجرائم المرتكبة، ولحين التزال الحكومة بتنفيذ بنود المبادرة العربية.

وتضمنت تلك المبادرة إجراء انتخابات رئاسية تعددية، وتشكيل حكومة وطنية ائتلافية برئاسة شخص متفق عليه من قوى المعارضة، فضلًا عن وقف الحكومة السورية لأعمال العنف ضد المتظاهرين، وأن يسحبوا كافة المظاهر العسكرية من الشارع.

 واستمر الموقف العربي ضد الرئيس بشار الأسد، طيلة السنوات الماضية، بجانب دعم دولا عربية المعارضة ومن بينها السعودية على المستوى السياسي والعسكري.

ودعت مصر إلى الحل السياسي السلمي للأزمة، بما يحافظ على تطلعات الشعب والرفض المطلق لأي عمل عسكري خارجي.

ومع تطور الأزمة في الشارع السوري، وزيادة التدخلات الدولية، وتمسك الأسد بالسلطة، دون أي تغير واضح مع المعارضة.

اتخذ مجلس الشعب المصري في 2012 قرار بقطع العلاقات مع نظيره السوري، ثم عقدت بعدها اللجنة العربية في المجلس لقاء مع ممثلي فصائل معارضة لبحث تطورات الأمور هناك.

كما وصف الرئيس السابق محمد مرسي، نظام الأسد بالديكتاتوري، معتبرًا مسألة اسقاطه واجب أخلاقي قبل أن تكون واجب سياسي.

 خرجت سوريا من الجامعة واتسع التضييق السياسي عليها من جانب الدول العربية، إلا أن روسيا وإيران لم تتخلى عن الأسد داعمين استمراره في السلطة.

عودة جديدة

"يبدو أن الدول العربية في الوقت الحالي، بدأت تراجع سياستها في التعامل مع الملف السوري، والتفكير في حلول ناعمة بديلًا عن الصدام المباشر، وعدم تكرار تجربة التخلي عن العراق مرة آخرى الذي احتله إيران عقب الغزو الأمريكي".. هكذا علق الكاتب السوري، إبراهيم الجبين على أنباء عودة سوريا لجامعة الدول العربية.

وأضاف في تصريحات خاصة للـ"الزمان"، الإيرانيون متغلغون في بنية المؤسسات السورية الرسمية اليوم، ووصل بهم الأمر للتدخل في كلمات الآذان في منطقة دير الزور وهي تعادل ثلث مساحة سوريا، إلى جانب فرضهم طقوس في مدينة حلب وداخل الجامع الأموي، وأصبح الحارس السوري الإيراني يدير الأمن في العاصمة دمشق وأمن الرئاسة وكبار المسؤولين.

بدأ التساؤل عن إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، في 2017، بعد عدد من الأحداث السياسية، من بينها زيارة وزير الخارجية السوري للأردن وسلطنة عمان، بجانب دعوة سيرجي لافروف لتاجديد عضوية دمشق في الجامعة.

كانت تلك الزيارات الدبلوماسية، فتحت الباب للتكهن بإمكانية عودة سوريا لجامعة الدول وتغير الموقف العربي من تصرفات الأسد في الحكم وأفعاله الإجرامية ضد الشعب.

لكن لم يكن أحد ليجزم باقتراب عودة سوريا إلى الجامعة، خاصة وأن المملكة العربية السعودية لم تعلق بعد على دخول دمشق مجددًا إلى الجامعة.

قال السفير المصري، ونائب وزير الخارجية السابق، رخا أحمد، إن التغيرات الأخيرة التي مرت بها سوريا، إلى جانب سيطرة موسكو على المشهد السياسي، أدى إلى التحرك من جانب الدول العربية باتجاه استعادة العلاقات معها.

فتعتبر روسيا هي المتحدث باسم حكومة بشار، في كافة المؤتمرات والقرارات السياسية، وكأن موسكو هي من تدير الدولة بديلًا عن الرئيس السوري.

كما أعلن دونالد ترامب سحب قواته من الأراضي السورية، إلى جانب تهديد تركيا بضرب الأكراد، فضلًا عن التوغل طهران في الأراضي السورية.

وأضاف السفير المصري، في تصريحات خاصة للـ"الزمان"، بعد هذه الأحداث أصبح السؤال المطروح هو، هل ستترك الأمور لكل من روسيا وإيران لتستحوذ عليها، أم أن الدول العربية تساهم في تخفيف وجودهم هناك، ومن ثم المساهمة العربية في إعادة إعمار سوريا، وصياغة الدستور وتشكيل لجنة الحكم الانتقالي.

وأكد أن إعادة فتح السفارات كان خطوة في سبيل الحل للأزمة، لافتًا إلى اقتراح العراق الذي قدمته خلال القمة الأخيرة بإعادة سوريا للجامعة وموافقة عدد من الدول عليه كتونس والجزائر.

ورحبت الحكومة السورية، وسلطات موسكو بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، وكذلك البحرين، في خطوة اعتبرتها موسكو مساعدة لحل الأزمة السياسية في البلاد.