جريدة الزمان

تقارير

كارثة.. حقن العضل تصيب الأطفال بالشلل

بسمة أحمد -

كارثة.. حقن العضل تصيب الأطفال بالشلل

صعوبة الحركة.. عرج.. خراج.. صعوبة الحركة... إصابات الحقنة بالمقعدة 

أمهات تروين مأساتهن لـ«الزمان»: أصبنا أطفالنا بالشلل

باتت عملية الحقن أزمة كبيرة وتسببت فى أمراض خطيرة تصل إلى الإعاقة، وخاصة الرضع وحديثى الولادة، الذين يصابون بالشلل وخاصة فى المناطق الشعبية والفقيرة التى تختفى منها عمليات الوعى.

ميادة سيد البالغة من العمر 40 عاما والمقيمة بالبدرشين، قالت إن ابنتها تعانى من قصور بالقدم اليسرى بسبب كورس حقن مضاد حيوى كانت تحصل عليه، منذ أن كان عمرها 6 أشهر، منذ ولدتها  كانت ابنتها خديجة لا تعانى من شيء سوى أنها كانت تصاب بنزلات برد شديدة من فترة لأخرى، فكانت تأخذ كورس حقن مضاد حيوى حتى تشفى.

ولفتت إلى أنها كانت تأخذ حقن فى العضلة الخلفية وعقب أن أتمت عامها الأول وجدت أنها تعانى من صعوبة بالحركة فى قدمها اليسرى بجانب ترك بقع سوداء أسفل جلدها، وعقب بلوغها العامين ذهبت بها إلى الأطباء وعملت أنها كادت تصاب بالشلل بسبب إصابة بنسبة 80% من الحقن التى كانت تحصل عليها، وليس أمامها علاج سواء جلسات العلاج الطبيعى ولكن لم يتحسن وضعها حتى الآن على الرغم من أنها بلغت عامها الخامس.

بينما هاجر على، البالغة من العمر 33 عاما وتقيم بالمنيب تروى لـ«الزمان» قائلة إن ابنها حصل على كورس مضاد حيوى بسبب نزلة شعبية حادة وهو بعمر عام وحدث له خراج دهنى وفقد الوعى لمدة 40  يوما ودخل فى غيبوبة، وعقب عودته وشفائه حدث له حفرو بالعضل الخلفى مكان الخراج.

بينما ندى حسين البالغة من العمر 27 عاما والمقيمة بالجيزة توكد أن ابنتها أصابها الدكتور الصيدليى بقطع فى الوريد بالعضلة الخلفية عند حصولها على كورس مضاد حيوى بعد إصابتها بنزلة شعبية حادة، وعقب بلوغها عاما فوجئنا بأنها لا تسير، وذهبنا بها إلى العديد من الأطباء ولكن دون جدوى والآن تبلغ من العمر 4 أعوام وتسير بكرسٍ متحرك.

وقال الدكتور محمد عبدالفتاح أخصائى الأطفال وحديثى الولادة بمستشفى أبو الريش للأطفال، إن حقن الطفل أمر حساس، يحتاج إلى خبرة خاصة إذا كان الطفل لم يتخط عامه الثانى بعد، فإعطاء الحقنة للطفل، من المهمات المرعبة لأى صيدلى أو طبيب، فالأطفال لا شك كثيرو الحركة ومثيرو للشغب، ويصعب السيطرة عليهم بالطبع.

وأشار إلى أنه لا يفضل على الإطلاق إعطاء حقن الأطفال فى منطقة المقعدة  قبل عمر العامين، بسبب صغر حجم العضلة الخلفية لدى الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية، مما يصعب من مهمة الطبيب أو الصيدلى.

وأضاف عبدالفتاح أن هناك سببا آخر يصعب المهمة، ويتمثل فى اختلاط مسار العصب فى تلك المنطقة من جسم الطفل، مما يزيد من احتمالية إصابة العصب أثناء الحقن، وهو ما يزيد من نسبة الإصابة بمشكلات مرضية خطيرة، قد تصل إلى حد العرج، واختلال السير، أو آلام مبرحة أثناء المشى، أو الشلل، لذا لا يفضل على الإطلاق اللجوء إلى حقن الطفل فى العضل قبل عمر العامين.

ونبهت الدكتورة جيهان حفنى استشارى الأطفال من مخاطر إعطاء حقن العضل للأطفال أقل من ٣ سنوات فى «المقعدة» حقنة العضلة الخلفية فى هذا السن تكون صغيرة وغير سميكة، وتكون العظام قريبة من الجلد وقد يجعلها عرضة لأن تجرح من الحقنة ويؤدى ذلك إلى التهابات، وقد يؤثر على المشى مع تقدم العمر، بجانب توزيع الأعصاب فى عضلة الإلية فى سن صغيرة لأن العضلة تحتوى على أعصاب رئيسية تغذى القدم كاملة ومن السهل إصابة أى عصب أثناء دخول الحقنة مما يؤدى إلى فقد الإحساس فى المنطقة وأحيانا يؤدى إلى شلل،  توزيع الأوردة يكون غزيرا وأحيانا يسبب تجمعات دموية تحت الجلد وممكن نزيف فى الأطفال الذين يعانون من السيولة، وسمك العضلة تكون الدمامل والتليفات بعد إعطاء الحقن نسبته كبيرة، ويؤدى أحيانا إلى تشوه العضلة.

بينما نصحت بإعطاء حقن العضل للأطفال بالطريقة التالية من سن يوم إلى سنتين تؤخذ فى الجهة الأمامية العلوية الخارجية من الفخذ،  من سن سنتين إلى ٣ سنوات يمكن أن تؤخذ بالطريقة الأولى أو أعلى الذراع من الخارج.