الزمان
جريدة الزمان

تقارير

محطات الصرف الصحي الرئيسية «قنبلة موقوتة» تهدد زائري المستشفيات

أرشيفية
حسن بيومي -

بات التحكم بإزالة الرائحة وتلوث الهواء في محطات الصرف الصحي، أمرا في غاية الأهمية، نظرا لما نعانيه في الوقت الحاضر من الآثار السلبية للملوثات الغازية، التي لم تعد تقتصر فقط على بيئة العمل في المحطة، إنما تتعداها لتشمل المناطق السكنية المجاورة ويمكن في بعض الأحيان أن تتجاوزها لتصل إلى مناطق أبعد بكثير عند توفر الظروف الجوية المناسبة لها، لذلك لابد من تكثيف الجهود للحد من المخاطر التي تحدثها في النظام البيئي والأضرار الجسيمة التي تلحقها بالإنسان، والسعي لإيجاد الحلول المناسبة فنيا واقتصاديا وبيئيا.

لذلك استجاب «الزمان»، لشكاوى أهالي منطقة السيسي بالهرم، فبعد أن علمنا بشكاوى أهالي المنطقة من محطة الصرف الصحي، التي تسبب لهم الأمراض، وتوجهنا على الفور لنرصد أسباب الشكاوى من الداخل وأثناء توجهنا بشارع الهرم مرورا بشارع زغلول وأثناء الطريق رأينا بعض البازارات السياحية، وشاهدنا بعض الأتوبيسات السياحية التي تمر بالمنطقة، وكلما اقتربنا من المنطقة التي بها الشكاوى فوجئنا برائحة كريهة لم نستطيع تحملها من شدة قذارة الرائحة وعندما سألنا سائق السيارة قال أننا قريبون من محطة صرف صحى بشارع زغلول بالتقاطع مع شارع الأميرة فادية بمنطقة السيسي وعندما وصلنا وجدنا محطة تحمل اسم فرعوني "محطة خوفو الحلزونية"، وما أدهشنا أكثر أننا وجدنا أمام محطة الصرف الصحي مستشفى للتأمين الصحي فلا نعلم كيف يكون هذا بجانب، ذلك كما رأينا تلال من القمامة أمام شبكة الصرف الصحي المواجه لمستشفى التأمين الصحي.

وبعد الاتصال بأحد سكان المنطقة ممن تحدثوا إلينا عن المشكلة جاء إلينا محمد سلمان عبد الحق، ليتحدث معنا عن معاناتهم بسبب شبكة الصرف الصحي قائلا، «نحن سكان منطقة السيسي بشارع زغلول متضررون مما تسببه شبكة الصرف الصحي من رائحة كريهة بالمنطقة، وأغلب العمارات والأبراج المجاورة للشبكة بشارع الأميرة فادية، وشارع زغلول متضررة وخالية من السكان بسبب الشبكة وما تسببه من أمراض وحشرات».

وأضاف «كما أن أمام الشبكة أصبح منطقة تجمع للقمامة مما زاد من التلوث والروائح الكريهة والحشرات الضارة، وقال متعجبا كيف توجد مستشفى للتأمين الصحي وأمامها شبكة صرف صحي؟، والمتعارف عليه أن دائما نجد المستشفيات داخل منطقة نظيفة وبها هواء نقي ويكون بالقرب منها أشجار وزهور لتنقية الهواء ومن أجل أن يستنشق المريض هواء طبيعي غير محمل بالأتربة والميكروبات».

منطقة سياحية

وتابع عبد الحق، «المنطقة تعد سياحية حيث أن شارع الأميرة فادية المجاور لشبكة الصرف الصحي مؤدي إلي شارع أبو الهول السياحي كما أن هناك بعض البزارات السياحية القريبة من الشبكة ويقصدها كثير من السياح ثم يمرون من أمام شبكة الصرف متجهين إلى شارع أبو الهول السياحي»، مؤكدا أن تلك الشبكة تعد من أبرز المعوقات التي تؤثر بشكل سلبي على السياحة فى المنطقة بجانب الأضرار التي تسببها لسكان المنطقة من أضرار صحية بسبب الميكروبات والحشرات ومادية بسبب نفور السكان وعدم رغبة أحد السكان فى تلك المنطقة، وكانت سبب في إغلاق كثير من المحلات والبزارات بسبب ماتسببه من ضعف الحركة وعدم تردد المواطنيين ونفورهم لعدم تحمل الروائح الناتجة عن الشبكة كما تسببت في خسائر فادحة لأصحاب المنازل المجاورة فبعد أن قاموا ببنا منازلهم وعند عرض الشقق للإيجار أو البيع لم يجدو من يرغب في السكن بالقرب من الشبكة مما كان سبب في خسائر فادحه لهم.

أضرار كارثية
بينما قال أحمد معوض دكتور صيدلي إن الصرف الصحي له أضرار عديدة، ومن المفترض ألا تتواجد شبكات الصرف داخل المدن والمناطق المأهولة بالسكان، مؤكدا أن هناك رائحة صرف تنتشر في المنطقة بالكامل وتسبب أمراض كثيرة منها التهابات رائوية وحساسية على الصدر وبعض الأمراض الجلدية، أيضا تساعد على تواجد الحشرات الضارة، وتسبب ذلك في رفض كثير من المواطنين السكن في المنطقة خوفا من الأمراض مما ادى لإغلاق بعض المحلات والبزارات السياحية التي كان يتردد عليها السياح في زيارتهم للأهرامات.

وأضاف الصيدلي أن صيدليته توجد بالقرب من الشبكة ولا يستطيع منع تلك الرائحة من دخول الصيدلية حتى مع استخدام الروائح المعطرة، ولا يعلم ماذا يفعل من أجل ذلك موطالبًا من المسئولين ايجاد حل سريع لتلك المشكلة. 

فيما أكد مدير مستشفى مجاورة لمحطة الصرف الصحي على ما سبق ذكره من أضرار تسببها المحطة، وأضاف أن هناك مايسمي بالبكتيريا الانتهازية، وهي عدة مجموعات وتصيب بشكل خاص الأطفال وكبار السن والضعاف، وتنتشر من خلال فضلات الإنسان مما يصعب السيطرة عليها، كما أن هناك الفيروسات المرضية التي تتكاثرفي القناة الهضمية وتصيب الجهازين التنفسي والهضمي وتسبب الالتهابات والشلل. 

محطة الصرف الصحي بالمرج الجديدة

وننتقل سريعًا لمشكلة في مكان آخر تتطابق مع تلك المشكلة وهي محطة الصرف الصحي بـ"المرج الجديدة" شارع "الصرف الصحي"، فلا  تعجبوا من اسم الشارع فمن الواضح أن الأسماء  قد انتهت حتي يطلق على الشارع هذا الاسم، فيقص إلينا سكان المنطقة معاناتهم بسبب محطة الصرف الصحي وما يوجد بالشارع من مشكلات، فقال إسلام فتحي، «أنا أسكن بالقرب من محطة الصرف الصحي وهي تسبب لنا مشاكل كثير بسبب الرائحة والحشرات بجانب بعض الأمراض المترتبة على ذلك فلا نستطيع فتح شباك أو بلكونة علي الشارع ودا بسبب الريحة، مؤكدا على دخول رائحة الصرف في الشقة حتي مع إغلاق نوافذها».

فيما قال محمد على،: «لدى ثلاثة أطفال أصيب أحدهم بمرض في الجهاز التنفسي بسبب رائحة أيضا هناك بعض الأمراض الجلدية التي تسببها الحشرات الموجودة بسبب المحطة وبالإضافة إلى الشارع به حالات بلطجة من السائقين كما أن السيارت التي تعمل داخل الشارع غير مرخصة».

رسالة للمسئولين
كما وجه محمد رسالة لكافة المسئولين قائلا، «بطلب من كافة المسئولين النزول إلى الشارع والنظر إلى مشكلات المواطنيين والعمل عن قرب لإيجاد حلول على أرض الواقع»، من جهة أخرى قال مصطفى فرج «نحن نواجه الأمراض بسبب محطة الصرف ويجب على مسئولين الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ومسئول وزارة البيئة إيجاد حل لتلك المشكلة قائلا: هما يعني علشان عايشين في أماكن راقية ميسئلوش فينا».

وذكر فرج أن الرائحة تتزايد في الصيف بسبب درجات الحرارة، كما أننا لا نستطيع أن نبقي نوافذ الشقة مغلقة، ولا يوجد لدينا مكيفات هوائية بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء وزيادة الأسعار.

فيما قال مصطفى سعد، موظف بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أن تلك المحطات وقت إنشاءها يتم اختيار مناطق لا يوجد بها تكتلات سكنية وما يوجد الآن هوا نتيجة الزحف السكاني، وتلك المحطات تكلفتها عاليه وهي محطات رفع وليست محطات معالجة ولا يمكن نقلها مرة أخرى بسبب تكلفتها. 

وأشار سعد إلى أن هناك أجهزة حديثة تستخدم في مثل تلك المحطات ولكن تقدر أسعارها بمليارات، مؤكد أن هناك بعض المواد الكيميائية التي يتم استخدامه من أجل تخفيف روائح محطات الصرف.

بينما قال المهندس أحمد رضا مهندس بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أن أي محطة صرف صحي قبل إنشاءها يتم اخذ عدة تصاريح من "وزارات الصحة، والبيئة، والسكان، والزراعة"، كما أن هناك شروط صحية للمحطات يجب أن تتوافر من أجل الموافقة عليها فمن الممكن أن يوجد خلل بعد تشغيل المحطات فيتم معالجته.