جريدة الزمان

تقارير

بعد قرار الإنسحاب.. هل تستغل أمريكا «المنطقة الآمنة» للسيطرة على سوريا؟

ارشيفية
لمياء يسري -

أفاد تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الولايات المتحدة تسعى لإنشاء منطقة عازلة في شمال شرق سوريا، من خلال تشكيل تحالف غربي، واقناعهم بتقديم المساعدات.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة أرادت اقناع الدول الحليفة من بينها فرنسا، وبريطانيا وأستراليا، لتحمل مسؤولية المنطقة الشمالية في سوريا، حتى تطمئن تركيا المتخوفة من التحركات الكردية.

وتأتي الرغبة الأمريكية في انشاء المنطقة الآمنة، متوافقة مع دعوة تركيا التي بدأتها منذ 2014 بإنشاء منطقة عازلة في المنطقة الشمالية الكردية، بحجة تأمين حدودها من هجمات قوات حماية الشعب الكردية.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها، أمس الأحد، تغيير اسم المنطقة المزمع إنشاءها إلى "المنطقة الأمنية حماية للأمن القومي التركي"، وليس منطقة عازلة أو أمنية فقط.

يقول المحلل السياسي فريد سعدون، "إن فكرة إقامة المنطقة الآمنية، تمثل إشكالية في الوقت الحالي، وتفتقد الكثير من مقومات النجاح، كما أن المصالح الدولية تضارب حولها، بجانب فقدان مصادر التمويل من جهة آخرى، فضلًا عن أنها لاتزال فكرة غير محددة المعالم".

بين مصلحتين

وبحسب ما أعلنته تركيا في وقت سابق حول مواصفات هذه المنطقة، فتبلغ طولها 820كم، على الحدود السورية والتركية بعمق 25كم، تشمل أدلب وحلب والرقة، والحسكة، بالإضافة إلى ضريح سليمان شاه الأب المؤسس للإمبراطورية العثمانية.

وتتمسك تركيا بهذه المنطقة، نظرًا لتخوفها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها قوة إرهابية في المنطقة تهدد حدودها.

فيما أوضحت "واشنطن بوست"، أن الولايات المتحدة الأمريكية، أن المنطقة العازلة تحمي الأمن القومي لواشنطن، بعدما ستوفر المأمن والحماية اللازمة لما يقارب من 3.5 مليون لاجيء، من المحتمل نزوحهم إلى أوروبا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 19 ديسمبر الماضي، سحب قواته من الأراضي السوري، بعد تطهير الأراضي من قوات داعش الإرهابية.

وبدأت الإدارة الأمريكية، بسحب بعض المعدات الخاصة بالجيش في بداية يناير الجاري، تمهيدًا لخروج القوات الأمريكية التي لم تتحرك حتى الآن.

"الحجة في إقامة المنطقة الآمنة، هو حماية المدنيين، وإعادة توطين اللاجئين، لكنها في جوهرها مرواغة سياسية، تستفيد منها كل من أمريكا وتركيا".. يشرح المحلل السياسي الكردي فريد سعدون إلى الـ"الزمان"، الغرض من تمسك الطرفين بهذا القرار.

ويضيف، عميد كلية الآداب بجامعة الحسكة السورية، أن تركيا تريد وضع المنطقة الشمالية تحت سيطرتها لتحقق لها مآربها السياسية والعسكرية والاقتصادية، بجانب تعزيز موقفها من أي مفاوضات لاحقة حول مستقبل سوريا.

وتابع فريد سعدون، أنقرة تريد إبعاد قوات وحدات الحماية الكردية عن حدودها، ونسف الإدارة الذاتية الحالية التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، وإعادة تشكيل إدارة جديدة موالية لتركيا، ومن خلالها ستحكم المنطقة عبر مجالس محلية تابعة لها".

وأوضح سعدون، "نحن نعلم أن شرق الفرات هو خزان للثروات الباطنية في سوريا، فضلا عن أنها شريان التجارة الحيوي الذي يمثل عقدة الطرق البرية بين عدة أقاليم داخلية وحدود دولية، وبذلك تحقق تركيا مكاسب سياسية واقتصادية جمة".

فيما أكد على أن أمريكا تحاول أن تؤسس لمنطقة آمنة منفصلة جزئيا عن المركز في دمشق، كي تكبح عودة الحكومة السورية، وتعرقل التمدد الروسي أو الايراني. وفي حال انسحابها العسكري، تترك من ورائها إدارة تستحوذ على قدر كبير من المساحة السورية، ولكن الخلاف أن تركيا تريد هذه المنطقة تحت سيطرتها، بينما تريدها أمريكا تعددية تشارك فيها عدة أطراف منها دول الخليج ومصر والأردن وبالتفاهم مع الجانب الروسي، وعلى الأرض.