جريدة الزمان

خارجي

أكاديمي سوري لـ«الزمان»: «المنطقة العازلة» تخدم مصالح «واشنطن وأنقرة»

فريد سعدون
لمياء يسري -

قال الأكاديمي الكردي، وعميد كلية الآداب في جامعة الحسكة فريد سعدون، إن الحديث حول نشأة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، أصبح خاضعًا في الفترة الأخيرة للتجاذبات السياسية الدولية المؤثرة في الشأن السوري، وما يجب الانتباه إليه، أنها ليست منطقة عازلة بقدر ما هي منطقة نفوذ للجانب الأمريكي والتركي على حد سواء.

وأضاف حول الاستفادة التركية-الأمريكية، من تلك المنطقة الشمالية التي يتركز فيها أكراد سوريا، أن ما تم ، حول تأسيس هذه «المنطقة الآمنية» بهدف حماية المدنيين السوريين، وإعادة توطين اللاجئين، لا يتعدى كونه مرواغة سياسية لكل من أنقرة وواشنطن.

وتابع، «الحقيقة غير ذلك، فتركيا تريد تحقيق مآربها السياسية والعسكرية والاقتصادية من المنطقة، فضلًا عن رغبتها بتعزيز موقفها في أية مفاوضات لاحقة تخص مستقبل سوريا».

وأوضح سعدون، أن أنقرة تريد أن تضمن لنفسها مطالبها التي تتمركز حول الأمن القومي، من خلال إقصاء وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها مع سوريا، بجانب نسف الإدارة الذاتي الحالية في الداخل التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديموقراطي، لإعادة تشكيل آخرى جديدة تكون موالية لتركيا.

وكشف السياسي الكردي، أن خطة تركيا الأخيرة حول شمال سوريا، سوف تساعد أنقرة على "أن تحقق حلمها في حكم المنطقة من خلال مجالس محلية تابعة لها.

واستطرد سعدون، أنه كون المنطقة الشمالية تعد «خزان» الثروات الباطنية في سوريا، بجانب أنها "شريان" التجارة و"عقدة" الطرق البرية داخليًا وخارجيًا، كل ذلك يعزز من رغبة تركيا في الهيمنة الاقتصادية والسياسية على تلك المنطقة.

وفيما يخص أمريكا، أوضح أن الولايات المتحدة، تحاول تأسيس منطقة آمنة منفصلة جزئيًا عن دمشق، لكي تحول دون عودة الحكومة السورية، بجانب عرقلة التمديد الروسي أو الإيراني في الدولة.

وأكد أن أمريكا تريد أن تترك ورائها إدارة تستحوذ على قدر كبير من مساحة الأراضي السورية في حال انسحابها العسكري، فهي تريدها منطقة تعددية تشارك فيها أطراف مختلفة من بينها دول الخليج ومصر والأردن، فضلًا عن التفاهم مع الجنب الروسي، مع إبقاء القوات الكردية وبعض الفصائل المعارضة في الجانب العسكري.

وتشكك سعدون، في إمكانية إقامة المنطقة، قائلًا، "تبدو الفكرة في المجمل إشكالية نظرًا لأنها تفتقد الكثير من موقومات نجاحها أو إعلانها، بسبب تضارب المصالح الدولية من جهة، وفقدان مصادر التمويل من ناحية آخرى، بالإضافة إلى أنها لاتزال غير واضحة ولا أهداف لها أو آليات لتحقيقها.