جريدة الزمان

تقارير

دور العبادة الأثرية من غيابات الإهمال إلى شمس التطوير

محمد عبدالله عزب -

منذ القدم والجميع يتابع صولات وجولات بين وزارتي الآثار والأوقاف حول مسؤولية إحداهم عن دور العبادة المصرية فكنا نسمع  أن مسؤول من الأوقاف يقول إن تطويرها مسؤولية الآثار والعكس يحدث، وهكذا ظلت دور العبادة في طي النسيان بينهما، إلى اجتمع اليوم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف باللجنة الدينية بمجلس النواب، ووضعا خطة لتطوير دور العبادة المصرية والخروج بها من الغيابات إلى شمس العالم.

مختار جمعة: خطة جديدة لتطوير دور العبادة الأثرية

الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،وجه بدعم النواب للوزارة لتحقيق إنطلاقة لأهداف الوزارة، فيما يخص تطوير المساجد الأثرية.

وأضاف «مختار»، خلال اجتماع لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في مجلس النواب، للتعرف على خطة الحكومة للتعامل مع المساجد الأثرية، بحضور الدكتور خالد عناني: «ندرك أن هذه اللجنة دينية وليس إسلامية، لأنها تهتم أيضا بالكنائس، مشيرًا إلى أن هناك لجنة مشكلة لتقنين وضع الكنائس وهي تعمل بخطى غير مسبوقة، فنحن لا نفرق بين دور العبادة، وهو ما ظهر في افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي للكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة مثل افتتاح المسجد».

تابع: «الحساب عند ربنا يوم القيامة، بينما الروح التي تعيشها مصر هي الأهم، لأن المسلم والمسيحي يقاتلون من أجل البلاد وأمر الآخرة في يد الله وحده».

«دينية البرلمان»: نحن لجنة كل الأديان

ورد الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في مجلس النواب، أن اللجنة ستعقد اجتماعات متتالية مع وزيري الأوقاف والآثار بشأن المساجد الأثرية وكذلك كافة المعابد الدينية، وقال: «نحن لجنة دينية تخص كل الأديان وليست لجنة إسلامية».

وعرض وزير الأوقاف خطة لتطوير المساجد الأثرية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الآثار.

 وقال إن هناك مساع مع مجلس الوزراء لتخصيص مبلغ في الموازنة للسنة المالية الجديد لصالح تطوير وتجديد المساجد الأثرية، موضحًا إن المساجد الأثرية ليست منفصلة عن المساجد العامة، وقال إنه لال الأربع سنوات الماضية تم إحلال وتجديد 1966 مسجدًا بتكلفة نحو 240 مليون جنيه، وحوالى 100 مليون لفرش المساجد، خلاف الصيانة والجهود الذاتية، فما ما يخصص لنا في الموازنة حوالي 200 مليون بما فيها الصيانة، وعلى الاقل 300 مليون من الموارد الذاتية للوزارة.

وأكدأن المساجد الأثرية فوق طاقتى أنا ووزير الآثار؛ لأن لها طبيعة خاصة باعتبارها ثروة قومية وهناك ضرورة للمحافظة عليها سواء من ناحية مردود السياحة الدينية أو الأثرية، فتكلفة تطوير المساجد الأثرية كبيرة، فمثلا مسجد المحلي في رشيد يحتاج تكلفة 67 مليون جنيه منها 40 مليون جنيه في المرحلة الأولى، وهناك اهتمام كبيرة بتطوير مسجد الظاهر بيبرس، وتأتي أهميته في إننا نرتبط بعلاقات قوية مع دولة كازخستان، فهى دولة كبيرة مؤثرة، ومصر تمتلك جامعة الثقافة الأثارية الإسلامية في وسط آسيا بكازاخستان، وحصلت على الاعتماد والجودة وبها 3 كليات ومصر هي التي بنت الجامعة، وهذه الجامعة مهمة جدًا سياسيا لنا ولهم، ورئيس كازخستان منع إقامة أي جامعة أخرى، فهذه هي الجامعة الإسلامية الوحيدة هناك.

وأشار وزير الأوقاف، إلى أنه كانت هناك مساجد مغلقة لا يتم الصلاة فيها، وعددها حوالى 3400 مسجد مغلق، وتم تخفيض عدد المساجد المغلقة إلى 1800 مسجد، أي قضينا على نصف قائمة الانتظار، وخلال 3 سنوات الوزارة قادرة على إنهاء قوائم الانتظار، والقضية تحتاج توازنات كبيرة.

تطوير المساجد مهمة الوزراء

وعن تطوير المساجد الأثرية، قال وزير الأوقاف: «رئيس الوزراء قال دى مهمة قومية والموازنة هتدخل فيها، والموازانة القادمة سنسعى لأن يكون هناك مبلغ خاص في وزارة لأوقاف يخصص للمساجد الآثرية، ونعمل حاليا على تطوير عدد كبير جدًا بنحو 25 مسجد أثري، ونعمل على تطوير مسجد الفتح بعابدين، ونعمل حاليًا في تطوير مسجد السيد زينب والذي سيتولى الدكتور أسامة العبدرئاسة مجلس إدارته، والذي سيعمل نقلة كبيرة جدًا في السيدة زينب بالجهود الذاتية، وربما يتكلف نحو 80 مليون جنيه يتكفل بها متبرع واحد، كما نعمل على تطوير مسجد الإمام الحسين بتكلفة عالية، وكذلك مسجد السيدة عائشة بالجهود الذاتية».

وتابع: «ربما تكون المشكلة الوحيد التي تقابل الأوقاف والآثار هي ارتفاع التكلفة وضعف التمويل، فالظاهر بيبرس يحتاج 181 مليون، والمسجد المحلى 67 مليون، يعنى بقيمة الموازنة كلها وعندى مساجد مغلقة، وكذلك نطور مسجد سيدى ابراهيم الدسوقى بكفر الشيخ وانتهينا من المرحلة الأولى، وعندنا مركزثقافة إسلامية في تنزانيا به 11 إمام يدرسوا الثقافة الاسلامية».

«العناني»: لم تكن هناك آثار داخل المساجد مسجلة

من جانبه قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، أنه حتى 2017 لم يكن هناك أثر موجود في مسجد أثري مسجل في الآثار، مثل الساعة والمصحف والمشكاة، وعندما كانت تتعرض للسرقة لم تستطع وزارته إثبات ملكيتها.

قوانين جديدة لإنقاذ المساجد

وأضاف أنه تم إجراء تعديلات قانونية لإنقاذ المساجد الأثرية بشكل سريع، قائلا: «علمت بأن هناك مأذنة سوف تسقط في السويس، لم ننتظر تحرك وزارة الأوقاف وتعاملنا معها فيما يشبه مخالفة قانونية، فعدلنا القانون ليشمل أنه في حالة الخطر الداهم المتعلق بمبنى أثري يتحرك المجلس الأعلى للآثار أو أي جهة لإنقاذ الموقف».

وأوضح أنه تم افتتاح عدد كبير من المساجد، مشيرا إلى أن جهات التمويل قد تكون متبرعين أو وزارتي الأوقاف والآثار، للتخفيف عن المساجد الأثرية، لأن ميزانية ترميم الجامع الأثري أغلى من تشييد 4 مساجد كبرى، لإعادته لأصله بمواد بناء معينة، تحافظ عليه كما كان من 700 عام، موضحا أن مسجد الظاهر بيبرس تكلف 220 مليون جنيه لترميمه.

دور عبادة تنتظر قص شريط التطوير

مسجد المؤيد

حارة الجداوي بالدرب الأحمر بالقاهرة، مملوءة بالمباني الأثرية الإسلامية، التي يضربها الإهمال الذي هو العامل المشترك بين الآثار بالحارة، ما جعلها تتحول إلى «مقلب للقمامة»، بعد صمت الهيئات المعنية آذانها عن صرخات الأهالي بحمايتها، والحفاظ عليها.

«المسجد» بدأت جدرانه في التساقط؛ بسبب الإهمال المتعمد بعد أن أتت الرطوبة على زخارفه التي اشتهر بها، ويرجع المسجد للعصر المملوكى الجركسي.

مسجد فاطمة الشقراء

رغم وجود لافتة تدل على أثرية المكان وأنه يتبع وزارة الآثار، إلا أن جاره الملاصق له بائع سيراميك، وهو ما يشير إلى حجم الإهمال الذي يعاني منه المسجد.

ويشكو رواد المسجد، أن المسؤولين لم يهتموا بإمداده بالمفروشات، والأثاث جعله عرضة للانهيار.

مسجد الفكهاني

شارع المعز لدين الله الفاطمي، يضم بين أرجاءه مسجد الفكهاني، الذي تمنحه منظمة اليونسكو منحًا سنوية لتطويره، غير أن المسجد أصيب بالإهمال.

 وظهرت على جدارنه شروخ خطيرة، واختفت الشبابيك الخشبية التى كان من المفترض أن تكسو «المشرابية»، ما أثار الريبة والوحشية من دخول المبنى، الذي أصبح مهجورًا، أسفل المبنى يوجد باب لحجرة متهالك، تنتشر القمامة أمامها، بخلاف باب المسجد الذي تهالك أيضًا، وداخل المسجد تجد أعمدة على وشك الانهيار بفعل الرطوبة، وتعرضت جميع أثاثات المسجد للتدهور بفعل الإهمال المتعمد.

مسجد مراد باشا

مسجد مراد باشا بشارع الموسكي، يعاني من الإهمال الشديد بعد أن ظهرت على جدرانه شروخ خطيرة تهدد بانهياره، بعد أن تهدمت المأذنة التي كانت تزينه، وتصطف على جدران المسجد أعمدة خشبية تشير إلى شروع أحد الأشخاص فى بناء عقار بجوار المسجد.

فعندما تخطوا قدمك المسجد تجد بابه مكونًا من خشب بال، وانتشرت الشروخ في جميع جدران المسجد، وبدا على الفرش الخاص به أنه لم يتم تجديده منذ عشرات السنين.

 ويستخدم الباعة «حمامات المسجد» لتخزين البضائع الخاصة بهم، وعندما حاول المصلون منعهم تعدوا عليهم بالأسلحة البيضاء.

كنيسة القديس سان نيقولا

والقديس سان نيقولا هو بابا نويل كان معروفًا عنه بأنه صاحب المعجزات وأنه كان يوزع الأموال على المحتاجين ليلًا كما أنه كان شفيعًا للبحاره ولذلك كانت كنائسه تبنى على ضفاف البحار.

والكنيسه تعد من الكنائس القليلة، إذ شيدت على شكل سفينة سيدنا نوح، والكنيسة أغلقت نحو ما يقرب من أكثر من عشرون عامًا، يقال إنها مهجورة، وقيل إنهاأغلقت للترميم.