جريدة الزمان

تقارير

عمليات إرهابية بأيدي مراهقين.. وخبراء: لن يثنينا عن الاستقرار

عماد حسانين -

لم يقف تفكير الجماعات الإرهابية في بث سمومها وأفكارها المتطرفة بين الشباب وغسيل عقولهم، بل وتشبعهم بالعنف، وامتد الأمر لتجنيد الأطفال أيضا، وكأنها تضرب المستقبل في مقتل، وتتعمد تدمير النشء، وتشبع الصغار والمراهقين بالأفكار المسمومة، وتلقينهم دروسها، لتجعلهم أدواتا للقتل ونشر الرعب.

الداخلية: انتحاري الشيخ زويد "طفل" عمره 15 سنة

كانت قد اعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، أن شخص الانتحاري الذي فجر نفسه بمنطقة السوق بالشيخ زويد، طفل يبلغ من العمر 15 عام.

وأعلنت وزارة الداخلية استشهاد ضابطي شرطة وفردي شرطة، و3 مواطنين، إثر تفجير انتحاري نفسه بالشيخ زويد.

وقالت الوزارة في بيانها، صباح أمس، وأثناء قيام قوة أمنية بإجراء عملية تمشيط بمنطقة السوق بدائرة قسم شرطة الشيخ زويد، قام شخص انتحاري يبلغ من العمر حوالى 15 عامًا بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية.

أسفر عن استشهاد ضابطين، وفردي شرطة، فضلاً عن استشهاد 3 مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بالإضافة إلى إصابة 26 من المواطنين، تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج .

خبير أمني يوضح أسباب اختيار الأطفال في العمليات الإرهابية

قال الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق إن تنظيم داعش أحد أبرز الحركات التي تجند الأطفال، لتنفيذ العمليات الإرهابية، مضيفا أن تجنيد الأطفال يعد أمرا يسيرا، لأن الطفل يمتص ما يُلقى عليه من معلومات وتعليمات دون جدال كبير مثل الكبار موضحا اعتماد تنظيمات إرهابية على الأطفال في تنفيذ هجماتهم، في ظل تزايد الضربات الأمنية ضدهم وتناقص أعداد المسلحين خلال سنوات الأخيرة.

وأضاف الخبير الأمني في تصريحات لـ"الزمان"، أن الجماعات الإرهابية تستغل هذا التطرف، والحمية والحماس لدى المراهقين، وتملأ عقولهم بالأفكار التي يريدون تزويدهم بها، ثم يستخدمونهم بسهولة بالغة لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، موضحا أن المراهق يقدم على تنفيذ الفعل الإجرامي بحماسة شديدة.

وأكد أن الجماعات الإرهابية لديها طرق في التعامل مع صغار السن، سواء من الأطفال أو المراهقين، وبث السموم إلى عقلهم لأن الطفل يتقبل في هذه المرحلة ما يسقى له، كونه لا يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ بشكل واضح.

وأشار إلى أن تجنيد الأطفال مناورة من التنظيمات الإرهابية، لإخفاء عناصرها لصعوبة تتبع الأمن للأطفال فهم أقل إثارة للشبهات، ما يمثل خداعا كبيرا للأجهزة الأمنية لتنفيذ الهجمات الإرهابية، موضحا أن خلق أجيال جديدة من المتطرفين يضمن للتنظيمات البقاء فترات أطول.

وطالب التدخل السريع من قبل مشايخ الدين والأزهر ووزارة الأوقاف، حتى لا يغرقوا أطفالنا في مستنقع الجهل الديني والعلمي، ليكونوا فريسه سهلة لائمة الضلال وعليه فلابد أن تكون مكافحة الإرهاب من خلال نشر الوعي وتجديد الخطاب الديني.

حقوقي: يجب تغليظ العقوبة على الأطفال المتورطين بالعمليات الإرهابية

قال الحقوقي والمحامي أيمن محفوظ إن تجنيد الأطفال والأحداث من قبل الجماعات الإرهابية، لإخفاء عناصرها لصعوبة تتبع الأمن للأطفال فهم أقل إثارة للشبهات، ما يمثل خداعا كبيرا للأجهزة الأمنية لتنفيذ الهجمات الإرهابية، وخلق أجيال جديدة من المتطرفين يضمن للتنظيمات البقاء فترات أطول.

وأضاف "محفوظ" في تصريح خاص لـ"الزمان"، أن التنظيمات الإرهابية تهدف إلى أستخدام الأطفال في العمليات الإرهابية، للترويج لأنفسهم من جديد، بعد تضيق الخناق الأمني عليهم والضربات الاستباقيية التي توجهها وزارة يوجهها الأمن لهم، مؤكدًا خطورة حمل الأطفال للسلاح على المجتمعات المحلية على المدى طويل الأجل.

وأكد أن الجماعات الإرهابية تتفنن في خلق أساليب جديدة، ظنًّا منهم أنها وسيلة تضمن استمرارية أفكارهم المتطرفة لأجيال ممتدة من خلال تجنيد الأطفال.

وطالب الحقوقي بتغليظ عقوب الأحداث للذين يثبت تورطهم في عمليات إرهابية؛ لأن القانون الحالي أقصى عقوبة تقع على الحدث هي ١٥ سنة، وأنه لو ارتكب الحدث جريمة إرهابية تكون العقوبة عليها الإعدام تفل يد القاضي بحكم أقصاه ١٥ سنة، طبقا للقانون الطفل وهذا مايعد ضرورة في تعديل تشريعي يرفع عقوبات الأحداث إلى السجن المؤبد حتى يتحقق الردع للقانون.