جريدة الزمان

صحة وطب

الإعلان عن عقاقير جديدة.. بيزنس شركات الأدوية تغتال مرضى السكر

هاني عبد السلام -

يعانى ما يقرب من 8 ملايين مريض بالسكر فى مصر من مشاكل كثيرة، قبل شهر رمضان الكريم، إذ أن المرضى دائما ما يتخوفون من الصيام والمضاعفات التى قد تصيبهم فى هذا الشهر الكريم.

ولا يحرص أغلب مرضى السكر على تناول الأدوية بانتظام، ولذلك فإنهم يسعون إلى شراء أى أدوية جديدة للسكر قد ترحمهم من المضاعفات الخطيرة التى قد تحدث لهم أثناء الصيام.

وخلال هذه الفترة كل عام يتم الإعلان عن عدد من المؤتمرات الطبية الكبرى التى يتم الإعلان فيها عن عقاقير جديدة لمرضى السكر تكون بفاعلية أكبر، إذ ظهر مؤخرا عقار لمرضى السكر يؤخذ مرة واحدة فى الأسبوع فضلا عن عقار آخر بفاعلية كبيرة، وهو ما تستغله شركات الأدوية الكبرى فى عمل بيزنس كبير لعقاقيرها.

وقد عقدت الجمعية المصرية للسكر والغدد الصماء فى الأطفال والمراهقين المؤتمر الدولى الثالث عشر بحضور عدد ضخم من أساتذة وأخصائيى السكر والغدد فى الأطفال والمراهقين من جميع أنحاء مصر وبمشاركة نخبة من نخبة أساتذة العالم من أمريكا وإيطاليا وإنجلترا والسعودية فى نفس التخصص.

وركز المؤتمر هذا العام على مرض السكر فى المراهقين وأعطى أهمية خاصة لسن المراهقة وكيفية التعامل مع مريض السكر فى هذه السن لما يواجهه المراهقون المصابون بالسكر وعائلاتهم تحديات فريدة من نوعها، خصوصا عندما يشعر المراهقون بتقلبات نفسية مصاحبة للبلوغ، ورفض الأكل والعلاج وأى نظام غذائى مفيد، ومما لا شك فيه أن الأمر ليس بالسهل وخاصة عندما نتحدث عن مرض مزمن يستلزم تغييرا فى نمط الحياة ومتابعة طبية ومراقبة منزلية فى شريحة صعبة من الأطفال، وهم شريحة المراهقين وما يتخلل هذه الفترة من تغييرات هرمونية ونفسية ونحوها، إذ أن المراهق غير المصاب بمرض السكر يعتبر تحديا للعائلة فكيف به الأمر إن كان مصابا بمرض السكر، ويعتبر مرض السكر من النوع الأول عند الأطفال والمراهقين أكثر الأنواع انتشارا عند الأطفال .

من جانبه كشف الدكتور محمد السعدنى أخصائى أمراض السكر والغدد الصماء، عن أن هناك أعراضا كثيرة يشعر بها المرضى المصابون بالسكر، إذ أن الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر أصبحوا فى ازدياد فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يرتفع عدد المصابين هناك إلى 33 مليون شخص مصاب بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر، أى حوالى من 8 إلى 9% فوق سن العشرين، وإذا لم يتم العناية بهم وخفض أوزانهم.

وشدد على ضرورة الاهتمام بنمط حياتهم والأطعمة التى يتناولونها سيتحولون إلى مصابين بالسكر فى المستقبل، موضحا أنه بالنسبة لتعريف مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر فهو أن يكون معدل سكر الصائم من 100 إلى 125، ومعدل قياس السكر بعد الأكل بساعتين من 140 إلى 199، وإذا زادت الأرقام عن هذا الرقم يصبح من المصابين بالسكر وهى مرحلة تحتاج إلى علاج، وهى تؤدى إلى مضاعفات السكر مبكرًا، ولفت إلى أنها تحتاج إلى عناية واهتمام لأن أغلب هؤلاء الأشخاص إذا لم يتناولوا العلاج ومارسوا الرياضة وخفضوا أوزانهم سيتحولوا إلى مرضى سكر فى المستقبل القريب، موضحة أن 50% منهم يتحولون إلى مرضى سكر.

 وأضاف السعدنى أن تشخيص ما قبل الإصابة بالسكر بتحليل السكر التراكمى، ويتراوح بين 5.7 إلى 6.4%، وبالطبع أقل من 5.7% يكون الشخص طبيعيًا أكثر من 6.5% وأكثر من ذلك يكون الشخص مصابًا بالسكر، مشيرة إلى أن تحليل السكر التراكمى فى بعض الأحيان لا يتمتع بالدقة لأن طريقة التحليل غير منضبطة، ولذلك يجب عدم الاعتماد عليه بمفرده، ولكن يجب تحليل السكر الصائم أو بعد الأكل بساعتين وعدم الاعتماد على السكر التراكمى نظرًا لعدم دقته.

وقال الدكتور سراج زكريا أستاذ علاج الجهاز الهضمى والكبد كلية طب قصر العينى إن هناك عددا من النصائح لضمان سلامة الجهاز الهضمى خلال الشهر الكريم، ومن أهمها البدء بتناول كوب من الماء، أو الشوربة أو العصير عند الإفطار مع تمرة حتى لإعطاء الفرصة للمعدة لتقوم بوظيفتها وإفراز العصارات الهضمية لاستقبال الطعام.

وأوضح أن هناك ضرورة لتقسيم وجبة الإفطار على مرتين، لضمان تناول كميات قليلة وعدم التعرض للانتفاخ، وتحسين الهضم، وعدم الاستمرار فى تناول الطعام بمجرد الشعور بالشبع، كما يجب تناول كميات كافية من الماء بشكل منتظم خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، وتجنب كميات تناول الدهون والمقليات بكثرة.

وبين أهمية الاعتماد على الأطعمة المشوية، والألياف، مثل السلطة الخضراء، والفواكه، والكربوهيدرات لضمان الحفاظ على مستوى السكر فى الدم أثناء ساعات الصيام، وأن تناول الحلويات فى وجبة السحور يجب تجنبه، لأنها تتسبب فى الإحساس بالعطش، وعسر الهضم لاحتوائها على كميات كبيرة من السكريات والدهون، فيما يجب تجنب المخللات والتوابل لأنها تسبب الحموضة خلال شهر رمضان، كما يجب ألا يتم النوم مباشرة بعد السحور، لافتا إلى ضرورة ممارسة رياضة المشى لمدة نصف ساعة بعد الإفطار بساعتين على الأقل.