جريدة الزمان

تقارير

زيوت تكثيف اللحى.. «سبوبة» انتشار الجراثيم بين الشباب

مصطفى شاهين -

دراسات علمية تثبت احتواء حشرات فاقت فرو الكلاب.. صالونات الحلاقة تروج لمنتجات مجهولة الهوية

حالات تعرضت لالتهابات جلدية شديدة نتيجة استخدام الزيوت التركية المضروبة.. واستشاريون يحذرون من استعمالها

لم يتبعها الشباب رغم أنها كانت سنة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ليطلقوا لحاهم بعد أن أصبحت موضة ويتم تشذيبها بطريقة معينة لتتماشى مع الموضة المستوردة من الغرب، ولأنها موضة واجه أصحاب اللحى الخفيفة مشكلة، وهى أن الموضة تقتضى أن تكون اللحى كثيفة، ليأتى دور شركات الأدوية ومستحضرات التجميل التى كشف أن أنواع منتجاتها من الزيوت تساهم فى تكثيف اللحى.

وبطبيعة الحال دخلت شركات مجهولة على الطريق، فابتكرت أنواعا أرخص فى السعر وتعطى نفس النتائج، ولكن آثارها الجانبية غير محمود عقباها، وذلك وفقًا لتأكيدات متخصصين واستشاريين فى الأمراض الجلدية، ناهينا عن الدراسات العلمية التى صدرت مؤخرًا وأثبتت كارثة تخلفها تلك اللحى الكثيفة، وهو احتواؤها على أنواع ضارة من الجراثيم أشد خطورة وأوسع انتشارًا عن الموجودة فى فرو الكلاب.

داخل صالون حلاقة بحى الشرابية الشعبى لجأ «و.م» صاحب الصالون لبيع أنواع مجهولة من الزيوت للشباب وتمنحهم نتائج مذهلة.

 ورصدت «الزمان» أحد ضحاياها، والذى يعانى حاليا من مرض جلدى تسبب فى تغيير لون البشرة وظهور بقع سوداء أعلى اللحية، إذ يروى مصطفى الديزل تجربته مع الزيوت المجهولة، قائلا إن موضة انتشرت بين الشباب وللأسف حاولت تقليدها وسألت عن الزيوت المستوردة والمعروفة باسم «السيروم» وأسعارها مرتفعة، فى المقابل عرض علىّ صاحب صالون الحلاقة الذى أتعامل معه منذ سنوات زيتا يمنح نفس النتيجة وسعره 150 جنيها، ويعطى النتيجة مع أول عبوة ويصاحبها مكنة تشذيب اللحية والتى تعمل على تسخين الجلد من خلال تحريكها يمينًا ويسارًا، وبالتالى تحريك الدورة الدموية وفتح مسام المنطقة التى تريد إنبات الشعر بها.

وأشار الديزل إلى أن التجربة نجحت وحصلت على النتيجة وأثناء الاستعمال كنت أشعر بحكة شديدة فى اللحية، وقد أخبرنى صاحب صالون الحلاقة بأن الأمر طبيعى بسبب تفاعل المادة مع البشرة ومع مرور الوقت لاحظت ظهور بقع سمراء اللون صغيرة الحجم، وذهبت إلى طبيب جلدية وأخبرنى بأنها حروق شمسية تحتاج إلى جلسات ليزر مكلفة لعلاجها، والسبب وضع هذا الزيت على وجهى والخروج إلى الشارع وقت النهار ومن ثم تعرضها للشمس، ولم أكن الوحيد داخل صالون الحلاقة الذى تعرض لنفس الشيء وهناك ثلاثة آخرين أحدهم يعالج الآن من الحساسية الشديدة.

فيما يروى محمود مدين تجربته مع زيوت اللحية، قائلا إنه مرر بتجربة لا يتمنى رجوعها وأنفق أضعافا مضاعفة ثمن الزيت المجهول الذى قام بتصنيعه أخصائى فى معمل تحاليل، والذى وجد أن الأمر مستحب لدى الشباب فقام بمعرفة تركيبة الزيت الأصلى عبر متخصصين فى شركات أدوية وقام بتصنيعها داخل منزله وعمل إعلانات عبر الفيسبوك ممولة للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين، وكنت للأسف أحد ضحاياها وعرفت كل هذه التفاصيل بعد تحرير محضر بحماية المستهلك ضده لما تعرضت له من مضاعفات طبية.

وأضاف مدين: «اشتريت زيت يسمى إكس سيروم، ومدون عليه رقم تشغيل وعلامة تجارية وهى أشياء وهمية، وتمت عملية البيع والشراء أون لاين، ويأتى إليك مندوب ويحصل على مصروفات الشحن وهو زيت رخيص لا يتجاوز سعره الـ100 جنيه مقارنة بالأسعار الأخرى التى يتجاوز بعضها الـ2000 جنيه، ومع الأسبوع الثانى بدأت القشرة تظهر ويتشقق جلدى بشكل ملحوظ للعين المجردة، ورجعت لصاحب الشركة والذى انتحل صفه طبيب وطلب منى التوقف عن استخدامه لأسبوع والعودة مرة أخرى، ولكن لم تتوقف المضاعفات لهذا الحد فبدأ شعر اللحية يتساقط وظهرت فراغات أسفل الفك وتشوهت لحيتى، فلجأت إلى المتخصصين وقبلها قمت بتحرير محضر برقم 133 لسنة 2019 بحماية المستهلك ضد هذا الشخص، وجمعت عنه معلومات وعرفت أنه أخصائى كيميائى وكان يعمل لدى معمل تحاليل قبل طرده ولجوئه لهذا البيزنس الجديد.

على الجانب الآخر، أكد الدكتور محمد العمرى استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية لـ«الزمان» أن هناك آثار جانبية لاستعمال السيروم الأصلى المصرح به طبيًا، ويستخدم للشعر وتم تطويره ليتم استخدامه مع اللحى وأثبتت التجارب تعرض أشخاص لإصابة بالحكة أو الهرش الجلدى، والتهاب الوجه بسبب وضع كميات كبيرة منه على الوجه، التسبب بالاحمرار وخاصة إذا تم التعرض للشمس.

وأشار إلى أنه فى حالة وضعه ليلًا يسبب الحساسية، وإمكانية حدوث بقع فى الوجه ما يتطلب عمليات ليزر، لا سيما أن بعض هذه الزيوت أصبحت مضروبة ويتم غشها بمصانع بير السلم وبمعرفة معامل غير مرخصة من جانب وزارة الصحة، وتستعمل صفحات التواصل الاجتماعى للأيقاع بالضحايا وهم بالمئات إن لم يكونوا بالآلاف.

واستطرد العمرى: «بعيدًا عن المشاكل الجلدية التى يتسبب بها الزيوت المجهولة والغير مصرح بها طبيًا، هناك كارثة أخرى اثبتتها دراسات علمية قامت بها عيادة  سويسرية والتى أثبتت أن لحى الرجال تحمل جراثيم أكثر من الكلاب، وفى الدراسة، جمع الباحثون عينات من لحى 18 رجلا، وفراء 30 كلبا، وكشف التحليل عن وجود جراثيم معروفة بأنها تشكل خطرا على صحة الإنسان، فى نحو نصف اللحى المدروسة، وفى الوقت نفسه، احتوت لحى جميع الرجال على تعدادات ميكروبية عالية، فى حين ظهر التلوث الميكروبى نفسه لدى 23 كلبا فقط.

ويتفق معه فى الطرح العلمى الدكتور أحمد البرى أخصائى الأمراض الجلدية بالقصر العينى، قائلا إن موضة اللحى الكثيفة منتشرة بقوة بين الشباب وبعضهم يأتى إلى العيادة ليحصل على وصفة طبية لملء الفراغات، وهناك أدوية لكن يجب الوضع فى الاعتبار أنها لا تصلح لكل الحالات فهناك أشخاص ذوات بشرة حساسة للغاية ولا تتحمل تلك الأدوية، فى المقابل يجب التحذير والتنويه عن خطورة الزيوت المجهولة، والتى تتجاوز أضرارها نفعها لا سيما أنها تؤثر على المسام الموجودة بالبشرة، فلا يعقل أن يكون السيروم المخصص لعلاج حالات الصلع الوراثى ونخطر المريض بضرورة الحذر من تعريض بشرته لهذا السيروم أن يتم تطويره بشكل عشوائى لعلاج فراغات اللحية.

من جانبه، تعجب الشيخ محمود شادى إمام وخطيب بوزارة الأوقاف من أمر الشباب، قائلاً إن اللحية سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورغم ذلك لم يتبعها أغلب الشباب وحينما أصبحت موضة ما شاء الله لم تقع عينى على شاب إلا ووجدته مطلق لحيته وللأسف لا يركع لله ركعة، ومن ثم علينا أن نوجه الشباب للطريق الصحيح واستغلال طاقاتهم وتوجيهها لما فيه مصلحة للوطن.