جريدة الزمان

تكنولوجيا

شركات «الفري لانسر» تجتاح عالم المال والأعمال

محمد الدسوقي -

تتكفل بتوفير المحترفين بكافة القطاعات لتنفيذ مهام محددة

خبير بالتسويق: تساعد على تقليل نسبة البطالة ويجب على الدولة تشجيعها ودعمها

ومنصة إلكترونية تتيح الفرصة لأصحاب الخبرات عرض خبراتهم على الشركات

استطاع مجتمع الشركات الناشئة توليد أفكار جديدة خارج الصندوق، وهو ما يخدم مجتمع رجال الأعمال أصحاب الشركات‘ إذ عانوا لفترات طويلة من العنصر البشرى الكفء القادر على توظيف قدراته وخبراته لخدمة أهداف مشروع رجل الأعمال بما يحقق له مزيدا من النجاح والأرباح، لا سيما أن بعض المحترفين بمجالات مختلفة يتم الاستعانة بهم لمهام محددة ولفترات معينة دون ارتباط وظيفى بنظام الدوام الكامل.

وجاءت الفكرة لدى بعض الشباب وعلى رأسهم صاحبة شركة «الحريفة» نرمين النمر، خريجة الإعلام والتى اختمرت فى عقلها فكرة بعد سنوات من التعب والتنقل بين الشركات، وهى الفكرة التى تساعد الشباب على إيجاد فرصة العمل المناسبة ومن ثم علاج مشكلة البطالة من خلال إطلاق منصة إلكترونية مصرية تعمل على إتاحة الفرص للمهنيين المستقلين والمعروفين باسم «الفرى لانسر» فى كافة المجالات لعرض أعمالهم وخبراتهم حتى تتمكن الشركات ويتمكن أصحاب المشاريع من الوصول إليهم والعمل معهم بكل سهولة وأمان.

وتضمن الشركة للطرفين عوامل عديدة ومنها الأمان وتوفير العنصر البشرى القادر على تنفيذ المهمة، إذ تعمل الشركة كوسيط بين صاحب العمل المستقل وبين الشركات، وتحتفظ بالأجر إلى حين انتهاء الشخص من المهمة المنوط بها.

الدكتور أحمد البسيونى الخبير بمجال التسويق، يوضح لـ«الزمان» تفاصيل ظهور تلك الشركات داخل مصر، قائلا إن شركة «أوبر» وشركة «كريم» حينما ظهرتا فى البداية انهالت تعليقات السخرية على أصحابها، خاصة شركة «كريم» التى ينظر إليها البعض الآن كأكبر صفقة اندماج تمت رغم أن رأس مالها فى البداية لم يتجاوز الـ100 ألف دولار، حتى وصلت إلى 2 مليار دولار، ونفس الشيء مع شركة «الحريفة»، وتابع: أتوقع لها مستقبل كبير وفاتحة خير لكل الشركات التى ستعمل بنفس المجال، وهى شركات ناشئة فى سوق البيزنس، إذ تقوم على علاج أزمة واجهت أصحاب الخبرات من الشباب الذين حصلوا على سلسلة من الكورسات والتدريبات بأموال طائلة لكن دون تحقيق الاستفادة المطلوبة، وفى المقابل هناك شركات تحتاج إليهم وهناك حلقة ناقصة فى المنتصف تتمثل فى غياب قنوات اتصال.

وتابع البسيونى: شركات «الفرى لانسر» تعتمد على توفير العنصر البشرى الكفء من خلال تسويق الـ«سى فى» على الشركات واستقبال رغبات الشركات أيضًا لتوصيل كل منهما بالآخر، إذ كانت الأزمة تتمثل قديمًا فى عدم وفاء أحد الطرفين بالتزامه تجاه الآخر سواء كان من الناحية المادية أو من جانب التنفيذ وبنفس الاحترافية التى تتمناها الشركة، وهنا يبرز دور الشركة التى تضمن كلا الطرفين وتستعين بالمحترفين حرفيًا فى كافة المجالات وتقوم بتسويقهم، ومن وجهة نظرى هى بمثابة تجسيد للفيلم الأجنبى «المغامرون» إذ تستعين الحكومة الأمريكية بأفضل الموهوبين.

من جانبها، أوضحت نرمين النمر صاحبة شركة «الحريفة»، أنها حصلت على بكالوريوس الإعلام واستكملت دراستها بالجامعة الأمريكية بمجال التسويق واشتغلت طوال 8 سنوات فى عدد من الشركات ومنها  FedEx، kidzaniaEgypt، إلى أن اختمرت فى رأسها فكرة الشركة، وهى منصة إلكترونية لتسويق أصحاب الخبرات لدى الشركات والعمل كوسيط بينهم، وتابعت: أتمنى أن تحقق الشركة نجاحا كبيرا خلال فترة قصيرة، وهو ما يتوقعه المحيطون بنا، فنحن فريق عمل نسعى بكل قوة لتحقيق الهدف، وهو مساعدة الشباب على إيجاد فرصة عمل تناسب خبراته، وما يتمتع من قدرات.

فيما كشف الخبير الاقتصادى محمد جابر، عن أهمية تلك الشركات، قائلا إن عدد شركات «الفرى لانسر» لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، والأشهر هى «الحريفة» وربما هى صاحبة شرارة الانطلاق فى هذا المجال، ومن وجه نظرى هى بمثابة وزارة القوى العاملة ولكن على شكل قطاع خاص، وذات إمكانات أكبر فهى توفر المحترفين للشركات، وهؤلاء المحترفين يعانون من تدنى الفرص لعدم وجود قنوات اتصال فعالة، وهنا يأتى دور تلك الشركة.