جريدة الزمان

تكنولوجيا

«العبقري».. محام مصري يعيد للمواطنين هواتفهم المسروقة

محمد الدسوقي -

فريق عمل مكون من 8 أفراد يتولى مهمة التنسيق مع الأجهزة الأمنية وإذن النيابة للتواصل مع شركات المحمول

«رحال» بدأ المهمة بعدما تعرض لسرقة هاتفة المحمول.. وقرر تخصيص جزء من أعمال مكتبه لاستعادتها

محمد الدسوقى

نشاط غير مألوف على المجتمع وربما لأنه مقترن فقط بالأجهزة الأمنية التى نلجأ إليها حينما نتعرض لسرقة هواتفنا المحمولة، ومع الأسف نتيجة ترديد الشعار المحبط «اللى اتسرق مش بيرجع» بين المواطنين، عكف الكثير ممن تعرضوا للسرقات عن تقديم بلاغات رغم أن سعر بعض الهواتف تجاوز الـ3000 جنيه، وهو ما دفع أحد المحامين وقد سبق له التعرض للسرقة إلى تبسيط الإجراءات والقيام بها نيابة عن المواطنين واستعادة الهاتف المسروق وتسليمه إلى صاحبه دون مقابل، ولكن فيما بعد خصص 25% من قيمة الهاتف كأتعاب من أجل فريق العمل الذى يعاونه والمكون من 8 أفراد.

هانى رحال محام مصرى نشيط، استغل ذكاءه فى إسعاد المواطنين الذين تعرضوا لسرقات شرط وجود «السريال نامبر» المدون على العلبة الخاصة بالهاتف، إذ يقوم بتحرير المحضر والحصول على إذن النيابة العامة لتتبع الهاتف وتسليمه إلى شركات الاتصالات ومع تركيب شريحة الهاتف داخل التليفون يتم إخطاره على الفور، ومن هنا ينطلق فريق العمل بالاتصال فورًا على الهاتف المسروق وعمل مفاوضات مع صاحبة الذى اشتراه عن جهل دون معرفة مصدره وفى حال رفض تسليمه يتم رفع جنحة بالسرقة.

رحال والذى افتتح مكتبه بمحافظة الإسكندرية، لا يتوانى لحظة عن مساعدة الجميع بكافة أنحاء الجمهورية بعدما ذاع صيته، يقول لـ«الزمان»: بدأت القصة معى بشكل شخصى حين تم سرقة هاتفى الخاص، مما سبب لى ذعرا وخوفا غير عادى، فحررت محضرا فى قسم الشرطة ثم إذن من النيابة لشركات المحمول لتتبع الموبايل المسروق، وبالفعل تم التوصل إلى الهاتف مع أحد الأشخاص وبدأت بحيلة معه بأن هناك مكافأة مقابل استعادة الهاتف وهو ما تم بالفعل وتمت مقابلة هذا الشخص أمام قسم الشرطة وفاجأته بعلبة التليفون الأصلية، وبحضور أحد أفراد الشرطة وتم القبض عليه ليعترف بأنه اشترى الجهاز بحسن نية وتم التوصل إلى صاحب المحل واسترداد أمواله مرة أخرى.

وأضاف للأسف معاناة الشخص الذى اشترى الهاتف بالتقسيط تكون أكبر، فلك أن تتخيل بأن هذا الشخص المسكين يسدد أقساط لهاتف ينتفع به غيره، وهو ما شجعنى للعمل على استعادة الهواتف ولدينا عملاء من جميع المحافظات تعرضوا للسرقة ولجأوا إلى مكتبى، وما يحدث فى الواقع هو وقوع الكثيرين فى أزمة نتيجة شراء هواتف مجهولة المصدر وبسعر زهيد دون الحصول على علبة الهاتف التى تؤكد أنه غير مسروق، ثم نقوم بالاتصال به بعد التتبع ومعرفة مكانه ونكلمه بتسليم الهاتف مع الذهاب لصاحب المحل الذى قام بشراء الجهاز منه، الذى يرضخ فورا خوفا على سمعته من جانب أو القبض عليه من جانب آخر.

واستطرد رحال المحلات التى تشترى الهواتف بحسن نية من أشخاص دون اشتراط الحصول على علبة الهاتف تخشى على سمعتها من الفضيحة أو تحرير محضر لدى قسم الشرطة ضد صاحب المحل، ومن ثم يضطر إلى استرجاع ثمن الهاتف والإبلاغ عن الشخص الذى قام ببيع الهاتف بالأساس لصاحب المحل وبالتالى نستطيع الوصول إلى السارق.

وحول جدوى العملية وحجم الإنجازات، يؤكد رحال بفضل الله لدينا كم هائل من البلاغات ونعمل على مئات القضايا الخاصة بسرقة الهواتف المحمولة وفريق عمل كامل على أعلى مستوى للوصول إلى الهواتف المسروقة ولم يقصدنا أحد إلا وساعدناها فى الوصول إلى الهاتف المسروق.

أمنيا، يعلق العميد محمد النحراوى الخبير الأمنى، على خطوات استعادة الهاتف المسروق، قائلا: مجهود مشكور لشخص قرر أن يفكر خارج الصندوق ويساعد الأجهزة المعنية لاستعادة الهواتف المسروقة، خاصة أن مئات المواطنين ممن تعرضوا للسرقة لا يعرفون الإجراءات المتبعة فى هذا الصدد ولا يعرفون كيفية استعادة الهاتف، وبالتالى يجب أن يتم الاستعانة بشخص لديه من الخبرات القانونية ما يكفى للوصول إلى الهاتف المسروق عبر سلسلة إجراءات قانونية ربما يراها البعض معقدة لكنها ضرورة لاستعادة الهاتف.

وتابع النحراوى: أناشد المواطنين ممن تعرضت هواتفهم للسرقة لتقديم بلاغات وعدم التراخى واللجوء لأصحاب الخبرة فى هذا الشأن