الزمان
جريدة الزمان

حوادث

«اعملى من المنزل».. فخ مالٍ مغرٍ للنصب على النساء

بسمة أحمد -

راتب 8000 شهريا دون عناء.. إعلانات فيسبوك تنتهك البيوت

الضحايا: عقب إنجاز العمل يتم إغلاق الصفحة مباشرة

انتشرت مؤخرا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تستخدم عبارات «اشتغلى من المنزل» بسعر مغرٍ مقابل مرتب شهرى، والمعتاد عبر تلك الصفحات أن تكون المهنة هى التسويق الإلكترونى لمنتجات الميكاج والمنزل والملابس، لتصبح الفتاة أو السيدة مندوبة مبيعات عبر منزلها، ومن هنا وقعوا فى فخ حيل النصب وأصبحن فريسة لشبكات النصب.

 

تعرض زوجى لإصابة فبات يعمل ساعات قليلة فى اليوم، والراتب أصبح لا يكفى متطلبات المنزل، ولم أستطع ترك طفلى الرضيع، ومن هنا قررت العمل من المنزل، هكذا تقول حنان متولى إحدى ضحايا النصب عبر مواقع التواصل الاجتماعى، موضحة أنها وجدت ذات يوم إعلان نصه «اشتغلى من منزلك وسوف تحصلى على راتب 5000 جنيه شهرىҗ، وبالفعل تحدثت مع صاحبة الإعلان، وتبين أنها صاحبة مصنع ملابس أطفال، وتريد الترويج لمنتجاتها عبر فيسبوك وجلب ما يقرب من 50 عميلا أسبوعيا.

وتابعت: «فى نهاية الشهر اتفقت معى على أن تقوم بتحويل الراتب من خلال فودفوان كاش، وبالفعل قامت بتحويل 200 جنيه، واختفت تلك السيدة وتم غلق صفحتها وعلمت أنها قامت بالنصب على ولهذا السبب كانت ترفض أن أقوم بمقابلتها وكل عملنا كان عبر فيسبوك».

 

لم تكن حنان الحالة الفريدة بل جاءت شيرين مدحت لتروى قائلة: «كنت أريد القضاء على وقت فراغى، فطلبت من زوجى العمل من خلال المنزل، ووجدت إعلانا عبر صفحات التواصل الاجتماعى (ساعدى زوجك واحصلى على راتب 8000 من المنزل)، وعلى الفور قمت بالتواصل مع تلك السيدة عبر صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وطالبتنى بأن أقوم بالاتصال على أرقام قامت بإرسالها لى لعرض منتجاتها التى كانت عبارة عن ميكاج وشنط مدرسية».

وتابعت: «دائما كنت أتحدث عن الراتب المجزى، ولكن عقب انتهاء الشهر قمت بطلب راتبى ولكنها أغلقت صفحتها على فيسبوك وقامت بغلق هاتفها وقمت بدفع 4000 آلاف جنيه فاتورة استهلاك الهاتف دون أن أتقاضى شيئا».

 

وأكدت الدكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة القاهرة، أن ما يحدث عبر تلك المواقع ليس ظاهرة حديثة ولكنه أسلوب حديث، ويسعى لاستغلال مفاهيم العمل الحر عبر الإنترنت، والسرية فى التعامل، من خلال قيام بعض الأشخاص عديمى الأخلاق باستغلال جهل بعض السيدات وحاجتهن إلى المال، ويقومون بالنصب عليهن.

وقالت منال «لا بد أن تتم ملاحقة تلك الصفحات الإلكترونية والإبلاغ عنها، والأمر فى قانون الجرائم الإلكترونية، لأن تلك الصحفات تحاول النصب داخل المجتمع».

 

واستطردت: «لا يمكن تجاهل تلك الأزمة وعلى كل أسرة مراقبة أبنائها وآلية استخدامهم لتطبيقات الهاتف، وأن تتم التوعية من قبل الأسرة والمدرسة وجميع مؤسسات المجتمع حتى لا تقع الفتيات فريسة لابتزاز تلك الشبكات الإلكترونية التى تعمل فى الدعارة بالخفاء».

 

وأوضح المحامى أحمد جاد، محامى الاسئناف ومجلس الدولة بالإسكندرية، أنه وجد الآلاف من تلك القضايا تفيد بأنها تعرضت لنصب وتقدم أصحابها بدعاوى قضائية، مشيرا إلى أن «جرائم النصب» يعاقب المتهم فيها عن طريق المادة 336 من قانون العقوبات، وهى تتطلب لتوافرها أن يكون ثمة احتيال وقع من المتهم على المجنى عليه بقصد خداعه والاستيلاء على ماله، فيقع المجنى عليه ضحية الاحتيال الذى يتوافر باستعمال طرق احتيالية.

وأكد أحمد جاد، أن عقوبة الشروع فى جريمة النصب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، ووضع المتهم تحت مراقبة الشرطة لمدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد عن سنتين فى حالة العودة.

وكشف مصدر أمنى مسئول، أن آخر وقائع النصب ما تمكنت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، من القبض فيها على عاطل حاصل على دبلوم صنايع استولى على مليون و٨٠٠ ألف جنيه من المواطنين بدعوى توظيفها فى مجال تصنيع وبيع الحقائب البلاستيكية، مقابل حصولهم على أرباح شهرية قدرها ٢٠%، ولم يف بما وعد ورفض رد المبالغ لهم.

ونجحت الإدراة العامة لمباحث الأموال العامة فى ضبط إحدى السيدات لقيامها بالاستيلاء على خمسة ملايين جنيه من المواطنين بدعوى توظيفها فى تجارة المفروشات والأدوات المنزلية بحلوان.

فيما شددت انتصار السعيد، مدير مركز حقوق المرأة ومناهضة العنف، على ضرورة توعية الفتيات بعدم الثقة بتلك المواقع، وعدم الانسياق ورائها، حتى لا يقعن ضحية النصب، وعلى أى فتاة أو سيدة إذا تعرضت لنصب أن تأخذ إجراءات قانونية فورًا، ولا تخضع لمن يحاول النصب عليها، وهناك خط ساخن لمجلس المرأة وهو 01210009192، وسوف تتم المساعدة وتقديم العون للفتاة لاتخاذ الإجراءات القانونية أو تتوجه مباشرة إلى وحدة جرائم الإنترنت بوزارة الداخلية أو وحدة مناهضة العنف ضد النساء لتقديم البلاغ.