جريدة الزمان

تقارير

الأزمات تخنق أصحاب الأمراض المزمنة بمستشفيات التأمين الصحى

هاني عبد السلام -

المرضى: ننتظر بالساعات للحصول على علاجنا

الحق فى الدواء: ضرورة توفير العلاج بسهولة للحفاظ على كرامة المريض

رئيس لجنة الصحة بحقوق الإنسان: المستشفيات تعانى من هجرة الأطباء للخارج

 

باتت أزمة أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السكر والضغط والسمنة فى صرف أدوية بشكل آدمى بمثابة كابوس يهدد حياتهم خاصة خلال فصل الصيف فى  ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وبلغت معاناة عدد كبير من المرضى التابعين للتأمين الصحى الذين يتوجهون يوميا إلى المستشفيات من أجل صرف أدويتهم ذروتها وسط انتظار ساعات طويلة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة من أجل الحصول على أدويتهم.

زينب محفوظ سيدة مسنة تعانى من بعض المشاكل فى القلب اعتادت الذهاب صباح كل اثنين للحصول على علاجها من صيدلية التأمين الصحى بمستشفى أسيوط، قاطعة مسافة ١٢ كيلومترا داخل سيارة أجرة متهالكة للخروج من قريتها فى لهيب الصيف، وبالرغم من تلك المشقة لم تمنع السيدة من الذهاب إلى المستشفى من أجل صرف أدويتها .

 

وقالت محفوظ إنها ترتدى جلبابها الأسود الذى يجذب حرارة الشمس المحرقة من أجل صرف علاجها وبعد وصولها إلى مبنى التأمين الصحى تجلس هى ورفقتها ممن أعتادوا أيضا المجيء لصرف الدواء، وعندما تراهم يفترشون الأرض ويأخذون من كفوفهم ساترا يحمون به وجوههم من لهيب الشمس انتظارا حتى يأتى الصيدلى ويقوم بفتح الصيدلية، وتلك المعاناة يعانيها ملايين المرضى من المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.

فاطمة أحمد سيدة فى العقد الخامس من العمر قالت إنها تعانى من مشكلة بالشريان التاجى، وسبق أن قامت بإجراء عملية قلب مفتوح ولكثرة المجهود الذى يقع على عاتق السيدة الصعيدية والتى تساعد زوجها فى الحقل وأيضا قضاء احتياجات أبنائها من مأكل ومشرب.

وقالت فاطمة إن الطبيب الذى أجرى لها العملية قام بكتابة روشتة علاجية وتقوم بصرفها من صيدلية التأمين الصحى بأسيوط، مضيفة: «نعانى كثيرا فى الصيف من ارتفاع درجات الحرارة من أجل الحصول على الدواء، فهناك أكثر من سيدة تقوم بالمجيء من القرى التى تبعد كثيرا عن المحافظة من أجل صرف العلاج».

أما سعدية حسين فقالت إنها تعانى من مرض الفشل الكلوى ورغم ارتفاع حرارة الشمس المشتدة بالصعيد إلا أننا نأتى من أجل صرف العلاج وإجراء جلسات الغسيل الكلوى، متابعة: «الدكاترة قاعدين فى الضل والمراوح وسايبين المرضى فى الشمس»، موضحة أنها تجلس منذ الصباح الباكر حتى الحادية عشرة من أجل انتظار الأطباء لصرف العلاج .

من جانبه كشف محمود فؤاد مدير مركز الحق فى الدواء أن حصول المريض على علاجه هو أمر فى منتهى السهولة، لأنه أبسط حقوقه، مشيرا إلى أن المركز تلقى العديد من الحالات التى تشتكى من أن هناك صعوبة فى حصولهم على العلاج .

 

وأضاف فؤاد: «نطالب وزيرة الصحة ومجلس الوزراء بأن تكون هناك آدمية للمواطنين وخاصة مرضى التأمين الصحى وأغلبهم مرضى بأمراض مزمنة مثل السكر والضغط والسمنة، وتوفير كافة سبل الراحة لهم حتى يحصلوا على أدويتهم بشكل مريح».

أما الدكتور صلاح حسن عضو لجنة الصحة بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، فأوضح أن هناك مشكلة كبيرة تهدد القطاع الطبى ألا وهى هجرة الأطباء إلى العمل فى الخارج، وذلك بسبب تدنى المرتبات والاعتداء على الأطباء فى المستشفيات العامة.

وأضاف حسن أن مشكلة نقص أسرة الرعاية المركزة أيضا ليست بسبب نقص الإمكانيات أو الأجهزة، مشيرا إلى أن هناك أسرة جديدة وأجهزة جديدة متواجدة فى المستشفيات ومغلق عليها، ولكن السبب يعود إلى نقص الأيدى المدربة عليها سواء كانوا أطباء أو ممرضين، وهذه كارثة فلا نستطيع أن نضع كل اللوم على الأطباء ونترك القضية الأساسية.