جريدة الزمان

تقارير

وصية نبوية بالفقراء.. «أغنوهم عن السؤال في يوم العيد»

الفقراء
علي السعيد -

أوضح المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف أن الحكمة من مشروعية زكاة الفطر هي إغناء الفقير عن السؤال يوم العيد لقوله صلى الله عليه وسلم «أَغنُوهم في هذا اليوم»  أخرجه الدارقطني، كما أنها مطهرة للصائم من الذنوب الصغيرة التي وقع فيها أثناء صومه طوال الشهر.

وأكد أن الأصل في زكاة الفطر أن تكون طعامًا من غالب قوت البلد كالبُرِّ ودقِيقِه والأرز مثلًا، ومقدارها صاع عن كل إنسان صغيرٍ أو كبير ذكرًا كان أو أنثى بشرط تحقق حياته عند غروب شمس آخر يوم من رمضان على الراجح، والصاع من المكاييل، ويساوى بالوزن 2.40 كجم تقريبًا من القمح، و2.5 كجم من غيره كالأرز والفول.. إلخ، وتجوز الزيادة على هذا القدر، وتكون صدقة لصاحبها يؤجر عليها من الله تعالى.

 وذهب الحنفية والإمام أحمد في رواية عنه والإمام الرملي من الشافعية ً إلى أنه يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر؛ مراعاة لحاجة الفقير، والذي عليه الفتوى أن في الأمر سعة.

وفي سياقٍ متصل أشار الدكتور عطية مصطفى، وكيل كلية أصول الدين بالمنوفية، إلى جواز إخراج زكاة الفطر مالًأ، موضحًأ أن سيدنا الإمام أبو حنيفة فهم ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم «أغنوهم عن السؤال في ذلك اليوم»، فأحيانًا الحبوب لا تحقق هذه الغاية ولا تغني، وبعضهم تعطيه الحبوب فلا يستطيع أن يتصرف فيها، إما أن يبيعها ببخسٍ وإما أن تعطب عنده وهو لا يحتاجها، فهو لا يستعمل الحبوب وإنما يستعمل المال.

واستطرد «مصطفى»  قائلًا : « انت بتجيب لشخص حبوب وهو يفتقد للزيت الذي لا يمكن  بدونه أن يطهي هذا الأرز الذي أعطيته إياه، بتجيب لشخص دقيق وهو لا يخبز في بيته بل يشتري العيش!! إذًا فكلمة " أغنوهم" هذه فهم منها الإمام أبو حنيفة رضى الله عنه أنها تجيز إخراج القيمة لأنها تحقق الهدف، فالذي يتحقق به الهدف ينبغي أن يُفعل».

كما أوضح خلال تصريحاته لــ«الزمان» أن بعض الفقهاء قالوا أن الأولى أن يُنظر إلى حال الفقراء أيهما أنفع له، فبعض الفقراء المال ليس في مصلحة أسرته لأنه إذا أُعطي مالًا سيشترى به سجائر وأولاده في البيت يحتاجون إلى الطعام، فهؤلاء أعطيهم طعام مباشر، وبعض الناس عنده سفه إذا أُعطي المال لا يُدرك قيمته، كما أن بعض الناس إذا أُعطي حبوبًا تجمعت عنده وقد تعطب عنده  وهو ليس في حاجة إليها، ففي هذه الحالة المال أنفع له.

فيما قال الدكتور فتحي حجازي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف،أن حالة الفقير  هي التي تحدد هل أعطيه الزكاة حبوب أم مال، مشيرًا إلى أن الفقير حاليًا المال أنفع له، لأنه بالماء يستطيع شراء ما يحتاجه.

وعن القيمة التي حددتها دار الإفتاء المصرية في زكاة هذا العام والتي تبلغ 12.5% وتُقدر بــ13 جنية، قال «فتحي» في تصريحاته لــ«الزمان» إنها قيمة يتم تحديدها بناءً على المستوى العام، حتى تناسب الجميع لأن الزكاة واجبة على كل مسلم قادر، لكن هذه القيمة ليست ملزمة لمن أراد الزيادة، فإذا كانت قد حُددت بـــ 12.5 فإنه يمكنك أن تجعلها 20 مراعاة لغلو الأسعار.

جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية كانت قد أعلنت في وقت سابق أن مقدار زكاة الفطر لهذا العام  13 جنيهاً على الفرد الواحد كحد أدنى، ويجوز إخراجها نقوداً، أما الفقير الذي لا يملك قوت يومه لا تجب عليه زكاة الفطر، وأشارت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز تعجيل زكاة الفطر في أول دخول شهر رمضان المبارك.