جريدة الزمان

خارجي

تركيا تقع بين فكي الكماشة الأمريكية الروسية.. وأمريكا تعلن التصعيد في حال استلام تركيا صفقة إس 400

علي الحوفي -

باحث فى الشأن التركى: تركيا أمامها حل إما خسارة روسيا أو أمريكا

وقعت تركيا بين فكى الكماشة الروسية الأمريكية بعد تفاقم التوتر إلى تصعيد غير مسبوق، فى ظل سعى إدارة ترامب إلى منع أنقرة من تمرير صفقة منظومة الدفاع الصاروخية إس 400 التى وقعتها مع موسكو نهاية عام 2017.

التصعيد الأمريكى

وقالت ألين لورد، مساعدة وزير الدفاع الأمريكى، إنه فى حال لم تتخل تركيا بحلول 31 يوليو عن شراء نظام «إس 400»، فإن الطيارين الأتراك الذين يتدربون حاليًا فى الولايات المتحدة على طائرات «إف 35» سيطردون، وستلغى عقود الباطن الممنوحة لشركات تركية لصناعة قطع لطائرات «إف 35».

وبررت المسؤولة الأمريكية هذا الإنذار بكون تركيا أرسلت جنودًا إلى روسيا للتدرب على استخدام صواريخ «إس 400».

فقد اتخذت الإدارة الأمريكية، فى الآونة الأخيرة، مجموعة من التدابير لمنع إتمام الصفقة، منها وقف تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات f35 بقاعدة لوك الجوية بولاية أريزونا، ويعد برنامج مقاتلات F35 الذى أطلق فى التسعينيات من القرن الماضى، أغلى برنامج فى تاريخ الجيش الأمريكى، ويقدر البنتاجون تكلفته بنحو 400 مليار دولار، بهدف تصنيع ما يقرب من 2500 طائرة فى العقود القادمة.

كما لوحت الإدارة الأمريكية بوقف المشتريات التركية للطائرة المقاتلة F35، ومنعها مستقبلا من الحصول على منظومة باترويت الدفاعية الأمريكية بجانب إمهال البنتاجون تركيا فى يونيو الجارى شهرين لإلغاء صفقة الصواريخ الروسية.

لكن يبدو أن تركيا تسعى لإتمام شراء منظومة إس 400، ففى مطلع يونيو الجارى، قال الرئيس التركى إنه «ما من مجال لأن تنسحب تركيا من اتفاقها مع موسكو»، ومن جانبه أكد وزير الدفاع التركى خلوصى أكار فى 22 مايو الماضى أن عسكريين أتراك يتلقون تدريبا فى روسيا على استخدام s400، وأن عسكريين روس قد يذهبون إلى تركيا.

التصدى لتركيا بسوريا

وستحاول الإدارة الأمريكية الضغط على الإستراتيجية التركية المتعلقة بسوريا، إذ لم تستجب الولايات المتحدة للمطالب التركية الخاصة بإقامة منطقة آمنة فى شمال البلاد، وتواصل دعمها للأكراد السوريين، كما تتباين رؤى البلدين بشأن العقوبات على إيران ناهيك عن أن الولايات المتحدة لم تبدِ ارتياحا إزاء سياسات تركيا المتشددة حيال قوى المعارضة فى الداخل ووسائل الإعلام والناشطين الأتراك الذين تعرضوا للقمع على خلفية مواقفهم السياسية، أو توجهاتهم الأيديولوجية، أو علاقاتهم التنظيمية بجماعة «الخدمة» التى تتهمها أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل فى صيف 2016.

الكماشة تضيق

ومن جانبه، وصف كرم سعيد الباحث فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وضع أنقرة حيال القرار الذى يمكن اتخاذه فى الأيام المقبل بشأن منظومة «إس 400»، بالموقف الصعب جدا بعد وضعه بين فكى الكماشة الروسية الأمريكية.

وأضاف سعيد فى تصريح خاص لــ«الزمان» أن موقف تركيا مرتبك وغامض والأتراك ما بين فكى كماشة، ما بين التراجع عن الصفقة وإغضاب روسيا أو التراجع عن التحالف مع روسيا، وما بين إفساد أو إنهاء العلاقة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن العقوبات الأمريكية أيضا كبيرة ولن تقف على حد العلاقات والتى ستضر بالاقتصاد التركى الذى يعانى حاليا من الركود.

وأكد سعيد على أن واشنطن فى المقابل لم تقدم أى شيء لتركيا بخصوص هذه الملفات، فعادت أنقرة مرة أخرى لتتحدث عن حصولها على المنظومة الصاروخية الروسية، مشيرا إلى أن فكرة إنهاء الصفقة أو تجميدها أو إلغائها أمر صعب لأنها تعنى إنهاء العلاقة مع روسيا، وضياع المبالغ التى دفعتها تركيا لهذه الصفقة، ووضع السياسة الخارجية التركية فى مأزق مع محور الشرق روسيا والصين والهند.

وأوضح أن روسيا أعلنت على لسان مسئوليها العسكريين أنه سوف يتم توريد الدفعة الأولى من الصفقة خلال الشهر المقبل فى تحدى للإدارة الأمريكية وتهديدها إلى أنقرة، مشددا على أن تركيا أمامها حل واحد إما تخسر روسيا أو تخسر أمريكا، لكن على الأقل إذا تمت الصفقة تضمن تركيا منظومة دفاعية هى بحاجة إليها، رغم أن التحالف بين تركيا وروسيا هو تحالف تكتيكى مرحلى.

وتابع الباحث فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن روسيا قامت بوضع عدد من الأماكن التى مزمع إقامة المنظومة الدفاعية بها، وتدريب عدد من الضباط الأتراك للتعامل معها، مشيرا إلى أن تركيا تخشى من خسارة الصفقة وعدم التعويض والحصول على منظومة دفاعية كبيرة.