جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ويلجأ إلى تجنيد الأطفال.. الداخلية تفوت الفرص على الإرهابيين وتدك معاقلهم مجددا

مهدي أبوسالم وحامد محمد وعماد حسانين -

الشرطة تضيف إنجازا جديدا فى سجل البطولات

رجال الأمن يقدمون 7 أبطال جدد فى ملحمة صد الهجوم الإرهابى

خبراء: الضربات الاستباقية كان لها مفعول السحر فى هزيمة قوى الشر

محاربة التطرف مسئولية مجتمعية بين أجهزة الدولة والأسرة المصرية

مهدى أبوسالم وعماد حسانين وحامد محمد

 

أضافت أجهزة الأمن نجاحا جديدا إلى رصيدها فى سجل البطولات، فكانت بعناصرها التأمينية جاهزة للرد على الهجوم الإرهابى الذى استهدف إحدى مناطق التمركز لقوات الشرطة، بجنوب غرب العريش بمحافظة شمال سيناء، ونجحت فى تصفية 4 عناصر إرهابية، وحجبت شرورهم عن الأماكن والمنشآت الحيوية، فيما قدمت الشرطة 7 شهداء جدد فى هذه العملية، بينهم ضابط واحد، و6 مجندين، وتم تمشيط المنطقة بعد انتهاء المواجهات المسلحة، إذ تم العثور على «أحزمة ناسفة، وأسلحة آلية، وقنابل يدوية».

وتأتى هذه العملية الإرهابية كنوع من الردود المتوقعة من جماعة سفك الدماء الإرهابية، بعد إعلان وزارة الداخلية القبض على عدد من عناصر الجماعة الإرهابية الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية جديدة.

«الزمان» ترصد آراء الخبراء بشأن المواجهات التى شهدتها سيناء خلال الساعات الماضية، وأشاد الخبراء بالضربات الاستباقية التى تنفذها أجهزة الأمن، والتى قلصت كثيرا من نشاط الجماعة الإرهابية، وقدم بعضهم روشتة لمواجهة خطر الإرهاب الذى يتوغل بين المصريين .

 

وأكد اللواء مجدى الشاهد، الخبير الأمنى، أن ما قامت به أجهزة الأمن على أرض سيناء يكشف اختفاء عنصر المفاجأة خلال المواجهات الأمنية مع عناصر الجماعة الإرهابية، موضحا أن هذا يأتى نتيجة للضربات الاستباقية التى اعتادت عليها قوات الشرطة، والتى نجحت فى إحباط محاولات الإرهاب فى إلحاق الشرور بالوطن.

 

وأشاد الشاهد بالجهود الأمنية التى غيرت مفاهيم المواجهات الأمنية مع الإرهاب الذى كان يمارس دور المفاجئ فى الماضى، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الهجوم الإرهابى الأخير الذى شهدته البلاد تم باستخدام حزام ناسف إلا أن يقظة رجال الداخلية واستعدادهم للمواجهات الأمنية جعل رد الفعل أقوى بكثير من العملية الهجومية التى نفذها الإرهابيون.

 

البعد الزمنى

 

وأضاف اللواء عمرو الزيات، الخبير الأمنى، أن ما شهدته أرض سيناء من ضربات استباقية للجماعات الإرهابية ساهم فى تخفيض نسبة تلك العمليات التى تستهدف رجال الداخلية والمدنيين أو بمعنى أدق البعد الزمنى بين العمليات الإرهابية التى كانت تحدث كل فترة، بعكس الفترة الحالية.

 

وأوضح الزيات أن الضربات الاستباقية نجحت فى التأثير على قوة الإرهابيين وتسببت فى إضعافها، لافتا إلى أن الهجوم الإرهابى فى الماضى كان يستخدم عددا من سيارات الدفع الرباعى وعددا من الإرهابيين، إلا أن ما يحدث الآن يكشف عن ضعف فى قوة الإرهاب‘ إذ ترتكب حاليا بأسلحة بسيطة وتتم دون تخطيط، موضحا أن السبب فى ذلك نجاح أجهزة الأمن فى القضاء على الكوادر البشرية الإرهابية من قبل رجال الشرطة .

 

وأشار الزيات إلى أن هناك بعض الناس يتعاطفون مع كل من يقول بأنه غير تابع للإخوان ولكن بعد القبض على المتهمين فى «خطة الأمل» نتيجة لذلك جاء الرد من أتباع الشيطان بتنفيذ العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن يعطى الأدلة الهامة بانتشار المنتمين للجماعات الإرهابية داخل المجتمع المصرى ويساهمون فى العمليات الإرهابية من خلال إمداد الجماعة الإرهابية بالمال والسلاح .

 

نجاح سريع

 

وأشار اللواء محمد نورالدين، الخبير الأمنى، إلى أن النجاحات التى حققتها الأجهزة الأمنية خلال الساعات القليلة الماضية تمثل المؤشر الأكثر دقة الدال على قوة الجهاز الأمنى فى مصر، وقدرة أبطال فى رصد العناصر الإرهابية وتتبع مساراتها والإجهاز عليها بشكل سريع وحاسم .

 

وتابع نورالدين: «النجاحات التى تزداد يوما بعد الآخر لأبطال الداخلية، هى مؤشر على ضعف العناصر الإرهابية وعدم قدرته على المناورة، وهو ما يؤكده أيضًا انخفاض معدل العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، خلال السنوات القليلة الماضية»، موضحا أن السبب الرئيسى وراء الهجوم الإرهابى بسيناء يرجع إلى نجاح العملية التى قام بها أبطال الأمن الوطنى، فى إسقاط 19 كيانا اقتصاديا منتميا للجماعة الإرهابية.

 

وفيما يخص النجاح السريع الذى حققته أجهزة الأمن فى رصد وتتبع العناصر الإرهابية وتوجيه ضربات قاصمة لهم، قال نورالدين: «نحن نحتسب أولا أبناءنا شهداء فى الجنة، وزملاؤهم سيكملون مسيرة عطائهم، والنجاح السريع الذى حققته أجهزة الأمن يعود إلى أكثر الأدوار أهمية وهو جمع المعلومات وفحص مسرح الجريمة ومدلولات العملية الإرهابية واستجواب المتهمين والمشتبه فيهم، وكل ذلك يقود العمليات إلى البؤر الإرهابية وما أن تسقط بؤرة حتى تسقط بؤرة أخرى».

 

قوى الشر

 

وأوضح الخبير الأمنى مجدى بسيونى، مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، أن الأمن والاستقرار الذى تشهدهما مصر يجعل قوى الشر والإرهاب يكيدون لها، ويرتكبون مثل هذه الأعمال الإجرامية الخسيسة، قائلا: «لا تقلقنى مثل هذه الأحداث، لأننا فى حالة حرب مع الإرهاب وفى حالة الحرب توجد خسائر».

 

وأضاف بسيونى أن قوات الجيش والشرطة نجحت خلال السنوات الأخيرة فى تضييق الخناق على التنظيمات الإرهابية، مشددا على أن المتابع للمشهد يتحسس نجاح الأجهزة المعلوماتية الحربية والشرطية فى إحباط الكثير من العمليات الإرهابية التى كانت تخطط لها التنظيمات والتى كان آخرها بالأمس القريب القبض على أفراد لخلية الإرهابية التى عرفت باسم «مخطط الأمل»، وجمعت العديد من عناصر الجماعة الإرهابية التى كانت تستعد لضرب الاقتصاد المصرى.

وشدد بسيونى على أن عدد العمليات التى قامت بها التنظيمات لا يمكن مقارنتها بما جرى اكتشافه وتدميره خلال العام الماضى فقط، وعملية سيناء جاءت فى إطار محاولة التنظيمات التأكيد على وجودها بالمنطقة.

ووصف بسيونى الضربات الأمنية الاستباقية بالجيدة والتى كان لها بالغ الأثر بل وساهمت بدور كبير فى وأد العديد من الأعمال التخريبية قبل وقوعها، وهو ما جعل الجماعة الإرهابية تتأكد من أنها فاشلة فى تنفيذ مخططاتها الإرهابية.

 

وتابع بسيونى: هذه الجرائم الإرهابية لن تفت من عزيمة الشعب المصرى وقواته المسلحة وشرطته الباسلة، والدولة المصرية عازمة على مواصلة طريقها على استئصال الإرهاب الأسود من جذوره .

 

الأطفال والإرهاب

 

وقال الخبير الأمنى اللواء فاروق المقرحى، إن الصور التى تم تداولها بعد عمليات الهجوم للإرهابيين التى تمكنت قواتنا من قتلهم جميهعم فى أعمار صغيرة جدا، وهو ما يشير إلى أن العناصر الإرهابية تستخدم الأطفال فى تنفيذ عملياتها الإرهابية، بعدما فقدت معظم عناصرها ما بين من تم القبض عليهم ومن تمت تصفيته خلال المواجهات الأمنية، وهو الأمر الذى دفع بالجماعة لاستغلال الأطفال فى تنفيذ مخططاتها التخريبية .

وتابع المقرحى: الجماعات الإرهابية لجأت إلى ارتكاب الأعمال التخريبية، ردا على  إعلان وزارة الداخلية القبض على المتهمين فى خلية «مخطط الأمل» بالتزامن مع ظهور مصر فى مشهد بطولى أثناء تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية والنجاحات التى تحققها مصر فى الملف الأمنى .

وأوضح المقرحى أن الجماعات الإرهابية تقوم بتجنيد الأطفال بطرق مختلفة منها التجنيد بالإكراه فضلا عن الإغراء بالأموال وهى طريقة لها مفعول السحر، وتلعب بعض الدول المعادية لمصر دورا كبيرا فى هذا الأمر من خلال توفير العملات الأجنبية المختلفة لإقناع الأطفال بالانضمام لهذه الجماعات، ولا يقتصر دور الأطفال فى القيام بأعمال انتحارية، وإنما يتم الاعتماد عليهم فى العديد من الأعمال التخريبية الأخرى بشكل كبير، خاصة أن الأطفال فى الغالب لا يشكك فيهم أحدا.

ولفت المقرحى إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق الاستعانة بالأطفال فى العديد من العمليات الإرهابية السابقة، إذ داهمت قوات الأمن إحدى المعسكرات ووقعت اشتباكات بين الطرفين، ولدى فحص العناصر المتطرفة المقتولة تبين أن من بينهم أطفالا لا تكتمل أعمارهم الثامنة عشر عاما.

 

اليقظة الأمنية

وأشاد اللواء محمد إبراهيم، مدير الإنتربول الأسبق، بالمواجهات الأمنية التى تخوضها أجهزة الأمن لمواجهة الفكر الإرهابى، موضحا أن الحادث الإرهابى الأخير يكشف عن مدى اليقظة التى تتميز بها الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود بين كافة الأجهزة المعنية لمواجهة الإرهاب، ووأد محاولاته جماعات سفك الدماء لاستقطاب الشباب.

وأشار إبراهيم إلى أهمية تصحيح الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تروج لها جماعات سفك الدماء، مشددا على أهمية تطبيق البرامج التنموية الثقافية والرياضية والتأهيلية للشباب والنشء الجديد.

وأكد إبراهيم على أهمية دور وزارة التربية والتعليم فى غرس مفاهيم ومبادئ الوطنية لدى الصغار، موضحا أن حب الوطن وغرس الانتماء فى نفوس الأبناء مهمة تتقاسمها الأسرة مع المدرسة والأندية وقصور الثقافة وغيرها من المؤسسات المتباينة.

وشدد مدير الإنتربول الأسبق على أهمية العمل والتنسيق فى إطار تكاملى لحماية الوطن وأبنائه من سموم الجماعات الدموية.

قاموس الإرهاب

وقال المحامى والحقوقى أيمن محفوظ إن قاموس جماعة الإخوان الإرهابية لا يعرف سوى الدم والتخريب والقتل منذ قديم الأزل، وهم المسيطرون والمحركون للقوافل الإرهابية فى سيناء ونجد دماء شهدائنا تسيل على تراب سيناء فالقاتل هم الخونة المتأسلمين .

 

وأضاف محفوظ أن مصر فى حرب مستمرة مع إرهاب الجماعة المحظورة ولو اختلف المسمى داعش أو النصرة أو ولاية سيناء، وجميعها مسميات لعدو واحد، وقد قاتل جنودنا قتال الأبطال وتم القضاء على الإرهابيين والقبض على آخرين، موضحا أن استعانة الجماعة الإرهابية بالأطفال يفضح إفلاسها وأن لديها توجها لتجنيد الأطفال.

مهمة وطنية

وأشار المستشار حسن عبدالسلام، المحامى بالنقض، إلى أن محاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره مهمة مشتركة بين جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية والخدمية، مشددا على أهمية التواصل مع الشباب، وتوفير التوعية اللازمة لهم، والعمل على تطبيق عدد من الإجراءات التوعوية للمواطنين.

وأشار عبدالسلام إلى ضرورة مواجهة الخلل الفكرى الذى يلغى العقول، ويجعلها بلا فائدة، مطالبا الجهات والهيئات التربوية والأسرة بتطبيق خطة قومية لتحصين العقول والفكر من الأفكار الهدامة والدموية، ليتوازى الأمن الفكرى، مع الأمن الاجتماعى.

وكشف عن أن شباب مصر لديه قوة كبيرة فى الدفاع عن البلد، وشدد على ضرورة استعادة الأخلاقيات التى تذهب نحو طريق المجهول، مشددا على ضرورة تقوية روح الولاء والانتماء، مشيرا إلى أن الشباب قاطرة التنمية، وعليهم محاربة دعاة الإرهاب بالعلم والمعرفة والمنطق والفكر الصحيح، وألا تقربوا من الغلو، والمغالاة، مشددا على ضرورة التعاون مع الجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب.