جريدة الزمان

تقارير

أقدم محطة بحوث زراعية في مصر يضربها الإهمال

محمد فؤاد -

 باحث زراعى: التجارب بعملها على حسابى الشخصى

مدير المحطة: الرقيب الوحيد على الباحث هو ضميره

تعد محطة «البحوث الزراعية بسدس»، الواقعة فى نطاق مركز ببا محافظة بنى سويف، واحدة من أكبر أربع محطات بحثية للمحاصيل الحقلية على مستوى الجمهورية، تأسست عام 1962م، كنواة بحثية إرشادية لخدمة أغراض البحث والإرشاد الزراعى فى منطقة مصر الوسطى وتشمل بنى سويف والفيوم والمنيا.

ومن المفترض أن تعمل على زيادة إنتاجية محاصيل الحقل الرئيسى من خلال برامج التربية للأصناف عالية الإنتاجية، وإنتاج تقاىٍ الأساس للأصناف المحسنة، كما تتجه إلى حل المعوقات الزراعية للإنتاج النباتى.

وأشار يحيى رجب طلب، المدير المالى والإداراى بمحطة البحوث الزارعية سدس، إلى أن المحطة تعد مركزا بحثيا علميا إرشاديا، وأن الأقسام الفعلية التى تقوم بدورها كما يجب قسم القمح والذرة والعلف والبقول، أما الأقسام الأخرى كالنباتات وأمراض النبات ضعيفة إلى حد ما لعدم وجود مشاريع أو مبادرات من الباحثين لتقديم الجديد، فهم ليسوا على القدر الكافى للبحث والإنتاج والدليل على ذلك المعامل المركزية المغلقة منذ سنوات.

ويرى أن المزرعة وفقًا لهذا الوضع إذا زرعت لأغراض غير أغراض البحث العلمى ستنتج أكثر.

 

القطاع البحثى يتحول إلى رأسمالى

وأضاف الدكتور محمد بسيونى، باحث أول بمعهد الأراضى قسم تحسين الأراضى، أن معمل بحوث الأراضى والمياه والبيئة من المفترض أن يقوم بعمليات تحليل التربة ميكانيكيًا وكيميائيًا وتحليل مياه الرى وحصر مشاكل التربة الزراعية ووضع الحلول المناسبة لها من خلال البرامج البحثية، ولكن لا يوجد دعم للتجارب، لافتًا إلى أن التجارب تقوم على حسابه الشخصى ويتساءل أين الميزانية المخصصة للقسم، فإذا جاءت لجنة علمية للمعمل ستجد أن 99% من الأجهزه تالفة لا تصلح للعمل، ولا يوجد بند صيانة دورية للأجهزة، كما أوضح أنه يعمل بالقسم 20 باحثا ولا يوجد انضباط أو حضور فهم لا يضيفون جديدا.

وتابع: «هناك انعدام رؤية لدى الباحثين فكل همهم تحويل القطاع البحثى إلى قطاع رأسمالى، والمزرعة وما بها من أقسام ومعامل بحاجه إلى اهتمام فلا يوجد وحدة إسعاف تنقذ العاملين إذا أصيبوا أثناء تواجدهم فى المراكز البحثية أو فى الأراضى، ولا يوجد اهتمام بالتعليم أو عمل دورات لتحسين مستوايات الباحثين».

ومن جانبه أوضح الدكتور شريف ثابت عيسى، مدير محطة البحوث الزراعية بسدس، أن محطة البحوث الزراعية سدس تابعة لمركز البحوث الزراعية التابع لوزراة الزراعة، وأن المزرعة تضم أكثر من قطاع مثل: قطاع الإنتاج الذى تبلغ مساحته (500) فدان، ومحطة البحوث الزراعية التى تبلغ حوالى (280) فدانا، غير المنشآت، ووحدة الإنتاج الحيوانى، بالإضافة إلى محطة بحوث البساتين التى تهتم بالفاكهة والخضراوات والتى تبلغ مساحتها (50) فدان.

كما تضم المحطة 10 معاهد بحثية تمثل بــ22 قسمًا بحثيًا تغطى برامج التربية والمعاملات لجميع المحاصيل الحقلية، كما تضم وحدة إنتاج التقاوى المحسنة، وتحتوى على عدة معامل لخدمة أغراض البحث العلمى، ومنها: معمل بحوث أمراض النبات، ومعمل بحوث الأراضى والمياه والبيئة، معمل بحوث الخلية وزراعة الأنسجة، ومعمل بحوث وقاية النبات، ومحطة إعداد وغربلة تقاوى الأساس،  ويبلغ عدد العاملين بالمحطة 366 عاملا منهم 66 باحثًا بدرجاتهم العلمية المختلفة.

وفيما يخص حضور الباحثين قال عيسى، إن الرقيب الوحيد على الباحث هو ضميره، موضحًا أن الباحثين من حملة الماجستير تواجدهم القانونى يومين فى المحطة، وذلك لعدم تفرغهم، أما الباحثون فيما بعد الدكتوراه نجدهم ملتزمين إلى حدما بالحضور خاصة إذا كانت هناك برامج قائمة.

وأضاف أن الغرض الأساسى للمحطة هو البحث العلمى وتقديم الخدمات للمزارعين بالمجتمع المدنى، فلقد تم استنباط العديد من الأصناف الجديدة وهذا بدوره قدم خدمة مباشرة للمزراع، فعلى سبيل المثال فدان القمح فى الثمانينيات كان ينتج 7 أرادب لكن الآن وبعد ما توصلت إليه المحطة أصبح ينتج من 24- 26 إردبا للفدان الواحد، وأردف: «نحن كبحث علمى نسعى للإنتاج الرأسى للإنتاجية».

وأكد شريف أن المزرعة تحاول جاهدة أن يكون هناك تواصل بينها وبين الزارعيين لحل مشاكلهم، وقامت مؤخرًا بالحملة القومية للنهوض بالمحاصيل، والتى تم فيها عمل حقل إرشادى فى كل قرية من خلاله يتم تقديم التوصيات للمزارعين وإرشادهم لكيفية توفير المياه بربطها بالعائد الاقتصادى.

كما نوه بأن البحث العلمى يحتاج إلى دعم كبير واهتمام أكبر مما هو عليه الآن، مشيرًا إلى أن القصور الذى تعانى منه محطة البحوث عمومًا هو الدعم الإعلامى فهم بحاجة إلى توصيل صوت المحطة وتوصياتها وما توصلت إليه من إضافات للبحث العلمى كى يستفيد المجتمع.

زيارة مبارك لمحطة البحوث الزراعية بسدس

أشاد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بالمحطة وجهودها، واستخدامها أحدث تكنولوجيا فى العالم فى مجال الزراعة حيث ترك رسالة مكتوبة بخط يده للمحطة، نصها: «لقد سعدت بزيارتى لمركز البحوث الزراعية وجهاز تحسين الأرض والزراعة الآلية، والتطور الكبير الذى حدث فى هذا المجال، واستخدام أحدث تكنولوجيا فى العالم فى مجال الزراعة والجدير بالتقدير والاحترام لجميع القائمين على تطور الزراعة فى مصر والتى نعطيها الأولوية الأولى فى بلدنا».