جريدة الزمان

حارتنا

«حي النحاسين».. يحتضن آمال الشباب في إيجاد فرص عمل

عربيات متحركة
أحمد فراج -

كثيرًا ما نرى عربات "الفشار والغزل والزلابيا" في أماكن متعددة، لكن لم يخطر ببالنا أن وراء هذه المهن صناعة يدوية قائمة منذ عشرات السنين، تطورت من عام لآخر، وما زالت تصنع بشكل يدوي، متجاهلة الطفرة التكنولوجيا في أغلب الصناعات، وفي إحدى مناطق حي الجمالية، تخطف بصرك عربات الفشار، المختلفة الأشكال والألوان، مرصوصة جنبًا إلى جنب بطول الشارع، لتكتشف فيما بعد أنها «معارض كبيرة»، بجوار بعضها تتبع ورشة لصناعة هذه العربات، ويعمل فيها أكثر أهالي المنطقة.

هناك في منطقة النحاسين بالجمالية، إحدى أشهر المناطق الأثرية القديمة في الصناعات اليدوية بالقاهرة وتضم عشرات الورش، داخل واحدة من أكثر الورش قدمًا والعاملة في الصناعات اليدوية وصناعة عربات "الزلابيا وغزل البنات" توجد غرفة كبيرة مليئة بالألواح "الصاج" مختلفة الأشكال والأحجام تتوسطها ماكينة القطع تبدأ عملية صناعة العربة.

ويشرح أحد العمال يشرح طريقة ومراحل صناعة العربة، قائلا: "يوضع اللوح على بنك التفصيل، ويخرج منه ليوضع على -تمّاية- الصاج والمعدن، ومنه إلى ماكينة اللحام لتجميعه، ليذهب بعد ذلك إلى البودر ليتمعجن ويترش، ويركب لها إكسسوارات مثل العجل والفانوس".

ويرغب الشباب في وقتنا هذا للقيام بمشروعات المأكولات والمشروبات السريعة، مثل الغزل والكريب والعصائر والكشري، خصوصًا أن سعرها يبدأ من ألف جنيها، ويختلف السعر علي حسب التكاليف المستخدمة، ويقول محمد كفتة أحد العاملين في ورش صناعة العربات المتنقلة بحي الجملية، لم تسلم صناعة العربة كغيرها من الصناعات من شبح ارتفاع سعر الدولار، سواء في سعر الخامات الواردة أو المكن أو عملية النقل والشحن.

ويتابع: "أكتر زبايني من فئة الشباب، وصناعة العربات ليست موسمية، فمن الممكن أن ينقضي أسبوعًا كاملًا دون تصنيع عربة واحدة، ولكنها تتأثر بالحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلد"، مضيفا: "بنشتري خامة الألواح بالأطنان، وبعدين بتتفصل زي ما يطلب الذبون حسب المقاس واللون، وهي صناعة كويسة ومصدر رزق جيد ولكن قد يزيد عليها الطلب وينقص كغيرها، ويلجأ أكثر الشباب إلى مشروعات المأكولات والمشروبات السريعة، مثل الغزل والكريب والعصائر والكشري، خصوصًا أنها ليست غالية".