جريدة الزمان

تقارير

صراع السنة والشيعة عنوان الخلاف بين السعودية وإيران بالشرق الأوسط .. ونيجيريا أرض بكر لجولاتهما

سارة حجار -

الصراع بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط نقطة الخلاف التي زادت من وتيرة العداء بين المملكة العربية السعودية وإيران، حيث إن السعودية تسعى لاستمرارها في برنامجها السني بالمنطقة، فيما تقابلها الدولة الشيعية الإيرانية في الاتجاه المعاكس لتحاول بسط وإقرار برنامجها الشيعي، حيث اتجه الجانبان إلي الأرض الخصبة لهذا الصراع الشديد وهي القارة الإفريقية، فيما تتخذ المملكة وإيران القارة السمراء ميدانًا للتنافس من أجل إيجاد أتباع لهما في بيئة جديدة لم يوجد بها صراعات على برنامجين مختلفين وهما "السني، والشيعي".

 

وتنافست المملكة العربية السعودية وإيران على مدى العقود القليلة الماضية، حول اكتساب النفوذ الاستراتيجي بالقارة السمراء، وخاصة شمال إفريقيا، في السودان والصومال ونيجيريا.

 

وزاد وضوح شراسة المعركة بين السعودية وإيران في العديد من المناطق، على وجه خاص في نيجيريا، التي يسود فيها شمالًا الإسلام السني، ويمارس النيجيريون الإسلام الصوفي المعتدل متجنبين العقائد الجامدة، فعندما أصبحت بلاد الحرمين تمول العلماء والمدارس الدينية، وتعزز نفوذها كدولة سنية، سارعت إيران في تقديم منح تعليمية في العلوم والتكنولوجيا للطلاب الأفارقة.

 

وفي أواخر السبعينات من القرن الماضي في عام 1979 وقت اندلاع الثورة الإيرانية، ظهرت "الحركة الإسلامية النيجيرية" كحركة طلابية مستوحاة من الثورة الإيرانية، وحافظت على علاقات وثيقة مع إيران، وبدأ تأثير الإسلام الشيعي ينتشر، خاصةً مع التبشير الشيعي لزعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا، إبراهيم زكزاكي.

 

 وكان زكزاكي من بين الطلاب الذين ذهبوا إلى الجامعات في ذلك الوقت، مطالبين بتنفيذ الشريعة الإسلامية، وهو في الأساس مسلمًا سنيًا كان هدفه إرساء الشريعة الإسلامية في نيجيريا، إلا أن ذهابه إلى إيران لإكمال دراساته، كان نقطة تحول في عقائده وأعلن عن اعتناقه الشيعية في عام 1994.

 

"الحركة الإسلامية النيجيرية" إنها اجتذبت 3 ملايين عضو في السنوات الأخيرة، ويقول البعض ساعدت قوة برامج الوعظ والرفاهية التي قدمها زكزاكي ساعدت لتحويل قناعات الناس في المناطق الريفية.

 

واحتجزت الحكومة النيجيرية زكزاكي وأتباعه واعتبرت أنهم يشكلون تهديدًا للأمن القومي في ديسمبر 2015 بعد اندلاع أعمال العنف خلال موكب ديني، واضطرت قوات الجيش لاستخدام الردع بعد أن حاول أفراد الحركة، الذين كانوا يحضرون احتفالًا دينيًا في زاريا، قتل رئيس الأركان الذي كان موكبه يمر بالمنطقة.

 

وورد في بيان للقوات المسلحة أن القوات المسئولة عن حماية وأمن رئيس الأركان سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار، فلم تجد خيارًا سوى الدفاع عنه وعن الموكب تحت أي ظرف"، وأثناء العملية وتهدم مقر الحركة، وقُتل حوالي 350 شخصًا، واعتُقل المئات "من بينهم زكزاكي"، ووجهت لهم اتهامات بالقتل، والتجمهر غير القانوني، وتكدير السلم العام، وأنكر زكزاكي كل هذه الاتهامات.

 

وقامت "الحركة الإسلامية النيجيرية" في الأشهر الأخيرة ، بعمل مسيرات يومية في العاصمة بسبب تدهور حالة زكزاكي الصحية، ويقول محاموه إنه إذا لم يتم إطلاق سراحه على وجه السرعة لأسباب طبية وسمح له بالعلاج في الخارج  فقد يموت، في حين أكد المدعون العامون النيجيريون بأنه لا يحتاج للذهاب إلى العلاج الطبي في الخارج لأن المرافق الصحية النيجيرية قادرة على توفير العلاج، وتأجلت القضية.

 

و مع زيادة الاحتجاجات المستمرة التي تطالب بإطلاق سراح زكزاكي، وحصلت الحكومة الفيدرالية على أمر من المحكمة الاتحادية العليا تصف الحركة الإسلامية بأنها جماعة إرهابية ، وتم حظرها، قال محامي زكراكي "فيمي فالانا" لوكالة فرانس برس أمس 5 أغسطس 2019، إن المحكمة النيجيرية منحت كفالة للزعيم شيعي المحتجز، حتى يتمكن من السفر جوا لتلقي الرعاية الطبية في الهند.

 

وشددت المملكة العربية السعودية إنها نجحت في تقويض نفوذ إيران وحلفائها في إفريقيا، من ناحية أخرى، دعت إيران الحكومة النيجيرية علنًا إلى إطلاق سراح زكزاكي.