جريدة الزمان

تقارير

الصراع بين إيران والسعودية تشعبت أطرافه لتنال الإمارات.. وباحث في الشأن الإيراني: طهران تستخدم سياسة التهديد والوعيد لضرب أمن المنطقة

سارة حجار -

تلاعب إيران بمقدرات وشئون الدول في منطقة الشرق الأوسط هو المحرك الأساسي في صراعها مع المملكة العربية السعودية، حيث إن طهران لم تسر على خط مستقيم في علاقتها مع الرياض، لاسيما أنها تظهر من ناحية أنها تريد الجلوس على مائدة المفاوضات وتهدئة الأوضاع مع السعودية، وعلى صعيد أخر تضرب المملكة في عقر دارها من خلال بث سمومها في علاقة الرياض بأبو ظبي.

 

وتبدأ الجولة الأولى من تلاعب إيران بمقدرات السعودية إبداء حسن النية من خلال دعوة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إلى المملكة العربية السعودية بشأن رغبة طهران  للحوار واستعدادها لإقامة علاقات مع دول الجوار، حيث قال ظريف: "إذا كانت الرياض مستعدة للحوار فنحن مستعدون دائمًا لذلك ولم نغلق أبدًا باب المناقشة مع جيراننا".
 

 

وعلى الصعيد الأخر يظهر الوجه الحقيقي لإيران من خلال تصريحات توعد وزير الدفاع في حكومة الحوثيين باليمن، اللواء محمد ناصر العاطفي، فيها المملكة بزيادة الضربات النوعية والخاطفة في العمق"، ردًا على استمرار عمليات السعودية العسكرية، التي تستهدف في الأساس إعادة الاستقرار للبلد الذي تحاول إيران فيه أن يكون موطأ لها لزعزعة أمن المنطقة كافة.

 

وخلال الجولات بين الجانبين الإيراني والسعودي تظهر نقطة تحاول إيران التمسك بها في صراعها ضد المملكة وهي استضافة الأخيرة للقوات الأمريكية التي قال عنها جيري ماهر، المحلل السياسي اللبناني المتخصص في شئون الشرق الأوسط وإيران، حسبما أفادت جريدة "عرب نيوز" في نسختها الإنجليزية: "قرار الملك سلمان جاء لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها المتصاعدة الذين يسعون لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة غير آمنة من خلال العديد من العمليات الإرهابية التي يجريها الحرس الثوري الإيراني".
 

وتابع أنه سيتم نشر 500 جندي أمريكي في السعودية فقط، وهذا يمثل أصغر انتشار للقوات العسكرية الأمريكية في أي بلد، فعلى سبيل المثال ألمانيا وكوريا الجنوبية، تستضيف كل منهما أكثر من 34 ألف جندي أمريكي.

 

وعن أسباب التناقض في الموقف الإيراني تجاه السعودية أجاب الباحث في الشأن الإيراني، إسلام المنسي، عن تساؤل حول التناقض في الموقف الإيراني: أنها مناورات فإيران لها أذرع عاملة ومسيطرة في 4 من الدول العربية على رأسها اليمن، مضيفًا أن الخطاب الإيراني دائما متناقض ويتكون من خطين أحدهما هو التهديد والوعيد والنبرة الاستعلائية على دول المنطقة ومحاولة ترسيخ الهيمنة الإيرانية والخط الآخر دبلوماسي يدعو إلى التكاتف ونبذ الخلافات.

 

وتابع المنسي أن الخطاب الأصدق هو "الخطاب الاستعلائى" المعبر عن كون السياسة الإيرانية إمبريالية توسعية وتعتمد على الإرهاب ولكن اللهجة الاخرى الدبلوماسية الهادئة الداعية لتكاتف دول المنطقة ونبذ الخلافات أهدافها دعائية.

 

ولفت الباحث في الشأن الإيراني إلى أن سياسة إيران هي التروج لزعمتها المزيفة من خلال طريقين هما مفهوم التكامل الإسلامي وسياسة التهديد والوعيد.
 

وبتسليط الضوء على محاولة زعزعة إيران التكاتف والترابط في علاقة السعودية مع الإمارات، حاولت طهران بإظهار صورة مصافحة قائد خفر سواحل الإمارات العربية المتحدة، الجنرال محمد الأحبابي ، في مصافحة نظيره الإيراني الجنرال قاسم رضائي، الاصطياد في الماء العكر بأن هذه العلاقة القوية مع الإمارات لا توجد لها مثيل بين أبو ظبي والرياض.

 

وعن العلاقة القوية بين الإمارات والسعودية أكد إسلام المنسي، الباحث في الشأن الإيراني أن الإمارات أعلنت أن اجتماعها بالجانب الإيراني لم يكن سوى اجتماعًا تنسيقيًا لا أكثر، "ورفضت اعتبار أن اللقاء له أبعاد أكثرمما يحتمل".