جريدة الزمان

تقارير

البريجابالين.. مخدر جديد يغزو «سوق الكيف»

أرشيفية
محمد الدسوقي -

دواء للصرع يتم استعماله للدخول فى حالة هلاوس وعدم اتزان ويتم استخدامه فى حفلات «ولاد الذوات»

وزارة الصحة تضعه على قائمة المخدرات بتوصية من لجنة علاج الإدمان

وخبراء يحذرون: يدمر الجهاز العصبى خلال فترة زمنية قصيرة

 

مخدر جديد أعلنت وزارة الصحة قبل أيام عن إدراجه ضمن جدول المخدرات، وبالتالى يحظر على الصيدليات بيعه إلا بروشته من الطبيب، بعد أن تحول من دواء لعلاج حالات الصرع المزمن إلى مخدر يستخدمه الشباب فى الحفلات الصاخبة للدخول فى حالة من الهلاوس ورؤية كائنات غريبة ليست موجودة فى الواقع، وعلى أثر تداوله فى «سوق الكيف» كان لا بد من وجود إجراءات رادعة لحماية الشباب من الوقوع فى براثن الجماعات المروجة للمخدر الجديد.

 

الدكتور مايكل موريس استشارى علاج الإدمان، يروى لـ«الزمان» تفاصيل انتشار المخدر الجديد بسوق الكيف، قائلا: يجب الإشارة أولا إلى أن البريجالين هى مادة فعالة موجودة فى عدد من الأدوية المستخدمة فى تقليل نوبات الصرع ونستخدمها داخل المصحات بالنسبة لتلك الحالات، وبالتالى يعتمد المدمن على تلك المادة على أكثر من نوع لأدوية تحتوى على البريجالين، وإلى جانب قدرة تلك المادة على التسبب فى الهلاوس لغير المصابين بالصرع تؤدى إلى جفاف الفم، وتورم فى الساقين وحكة فى الوجه واللسان، وضيق التنفس، والسمنة وزيادة الوزن والدوخة الدائمة، وهبوط فى الصفائح الدموية، كذلك الشعور بأحلام اليقظة، والإجهاد والنعاس مع التعب الشديد، إلى جاب غير القدرة على التركيز وفى حالة دائمة من التوهان، والإصابة بحصوات الكلى والقلب، وانخفاض فى الدافع الجنسى والتى قد تصل أحيانا إلى العجز، وقد تحدث نوبات صرع للشخص عند التوقف عن استخدام تلك المادة والتى قد تؤدى بدورها إلى الميل إلى السلوك الانتحارى أو إلحاق الأذى بالنفس أو الغير.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية سبق لها أن حذرت من تداول تلك المادة الفعالة ضمن الأدوية الخاصة بعلاج حالات الصرع مع وجود بدائل أكثر أمانًا، لكن تأخرت مصر فى إدراجها ضمن جدول المخدرات، إذ كان من السهل على الأشخاص المدمنين شراء تلك المادة الموجودة فى عدد من الأدوية دون وجود روشتة طبيب، وتأثيرها على المدمن يتجاوز تأثير الهيروين ثلاثة أضعاف.

فيما حذر الدكتور محمد زكى استشارى علاج الإدمان، من خطورة تلك المادة، قائلا: البعض يطلق عليها مخدر «ولاد الذوات» إذ تمكنت بعض العصابات من استخدامها على شكل إكسسوارات يتم ارتداؤها باليد داخل الحفلات، وآخرون يتعاطونها بشكل مباشر من خلال التناول فى الفم أو الشم بواسطة الأنف، وجميعها أشياء تؤدى بالنهاية إلى دمار الجهاز العصبى خلال فترة زمنية قصيرة.

وتابع استشارى علاج الإدمان: تم استخدامها كمخدر فى الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج حالات الاكتئاب الشديد والقلق والتوتر وساعدت على إكساب صاحبها المزيد من الهدوء والقدرة على التركيز، ولكن مع مرور الوقت يضطر المتعاطى إلى زيادة الجرعة بما يسبب له هلاوس ورؤية أجسام وكائنات غريبة ليست موجودة بالواقع، وفى مصر انتشرت خلال السنوات الأربعة الماضية حينما داهمت الحكومة مخدر الاستروكس والفودو فجاءت مرحلة البريجالين كونه غير محظور ويتم تداوله بكل أريحية.

 

وعن استخدامه بين أوساط الشباب، يوضح حسن التهامى منسق عام مبادرة «لا للمخدرات» أن حفلات الساحل الشمالى والحفلات الخاصة داخل الفيلات المنتشرة بطول ترعة المريوطية باتت عنوانا ثابتا لتداول تلك العقاقير المخدرة الجديدة، إذ تمكن بعض وسطاء الشيطان من ترويج تلك المخدرات الجديدة مستغلين الحالة المعيشية الجيدة وربما الممتازة لهؤلاء الشباب الباحثين عن كل ما هو جديد فى عالم المخدرات.

وتابع: غياب الرقابة عن تلك الحفلات ساهم فى انتشار مخدر البريجالين والذى يتم تعاطيه عبر وسائل متعددة ومنها الحقن المباشر بالوريد وهى طريقة سريعة لوصول المخدر إلى الجهاز العصبي، وبعدها يدخل المتعاطى فى حالة من حالات الغيبوبة وفى بعض الأحيان تشنجات حيث يتم طحن أقراص الأدوية التى تحتوى على مادة البريجالين وخلطها بالمياه وحقنها.

وأضاف أن البريجالين بديل للترامادول وبالتالى دخول شريحة كبيرة من متعاطى المخدر الشعبى الترامادول ضمن مدمنى البريجالين يعنى دخول شريحة كبيرة من العمال والحرفيين ضمن متعاطين هذا المخدر، ومن ثم يجب على الدولة أن تستوعب خطورة الأمر.

 

على الجانب الآخر، استنكر الدكتور هانى عزيز صيدلى تأخر الحكومة فى إدراج البريجالين على جدول المخدرات، قائلا: بشكل شخصى كنت ألاحظ تردد بعض الأشخاص على الصيدلية لشراء بعض الأدوية التى تحتوى على مادة البريجالين رغم عدم إصابتهم بالصرع، وعليه كنت أتعامل بحذر مع بعض الحالات، ولم أكن أستطيع رفض صرف الدواء سواء كان المريض يحمل روشتة أو يشتريها بدافع التعاطى، لكن إدراج المادة على الجدول حل الأزمة، ويوفر حماية للشباب من تلك العصابات.

وأضاف أن هناك موادا طبية استطاع مروجو المخدرات توظيفها لعمل تركيبات سحرية تؤدى لنفس وظيفة المخدرات وتدمر الجهاز العصبى للإنسان، وإذا تتبعنا خط سير تلك المواد وحظرناها جميعًا لن يتبقى شيء يتم صرفه دون روشتة طبيب.