جريدة الزمان

تقارير

«الزمان» تدق ناقوس الخطر.. السكتة الدماغية القاتلة شبح يهدد الملايين

السكتة الدماغية
هاني عبد السلام -

استشارى مخ وأعصاب: مرض يتم اكتشافه بالصدفة.. وعلاج التشنجات عند الأطفال ضرورى

 

باتت بعض الأمراض الصامتة شبح يهدد حياة ملايين المواطنين يوميا، إذ إن من أخطر أنواع الأمراض التى تصيب ملايين هى السكتة الدماغية أو ما تسمى الجلطة الدماغية ولها العدد من الأسباب، إذ كشفت دراسة غريبة جدا مؤخرا وهى أن الإنسان عندما يكون فى حالة النوم، وإذا استيقظ بشكل مفاجئ فإنه أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك بسبب أن الإنسان يكون عندما يكون نائما، فإن ضغطه منخفض جدا والدم يصل إلى المخ بشكل بطيء جدا، وحينما يستيقظ الإنسان بشكل مفاجئ فإن الدم لا يصل إلى المخ، وبالتالى من الممكن أن يتعرض للسكتة الدماغية .

 

المعلومات التى حصلت عليها «الزمان» أن هناك الكثير جدا من الأطفال مصابون بمشاكل فى المخ وقد ارتفع عدد المترددين على مستشفيات المخ والأعصاب والسبب غير واضح ويكون مفاجئا، وهذا وفقا لمتخصصين فى هذا التخصص أنه مؤشر خطير ويجب أن يكون هناك توعية بمشاكل المخ والأعصاب وتحديدا عند الأطفال والحرص على ألا يتعرض الطفل لضربات على رأسه أو ارتفاع فى درجات الحرارة إذا تعرض لحالة إعياء .

 

 وكشف الدكتور محمود مطاع استشارى المخ والأعصاب إن جلطات المخ الصامتة تسمى السكتة الدماغية الصامتة، وهى جلطات مخ ليس لها أية أعراض مرتبطة بشكل معروف بالسكتة الدماغية, وعادة لا يكون لدى المريض دراية بأنه يعانى منها، وبالرغم من أن السكتة الدماغية الصامتة لا تسبب أعراض معروفة إلا أنها تسبب تلف فى خلايا الدماغ, كما تضع المريض فى خطر متزايد مستقبلا للإصابة بالسكتة الدماغية الكبرى وإذا كان لدى المريض أكثر من جلطة مخ صامتة فقد يواجه مشاكل فى التفكير والذاكرة، وأعراض السكتة الدماغية الصامتة أنها تؤثر على المناطق الوظيفية غير المرتبطة بالكلام أو الحركة فى المخ، ولذلك لا يعانى المريض من أى مشاكل فى الحركة أو الكلام، غالبا ما يتم تجاهل الأعراض أو العلامات التى تشير إلى حدوث سكتة دماغية صامتة ويتم اعتبارها غير مهمة أو منسوبة إلى الشيخوخة الطبيعية.

 

وأضاف مطاوع أن الأعراض تكون نوبات فقدان اتزان وفقدان مؤقت فى حركة العضلات المهارية وفقدان السيطرة المؤقت على المثانة، مما يتسبب فى تسرب البول وتغييرات فى المزاج والشخصية وفقدان القدرات المعرفية، وقد تكون مؤشر لمرض الزهايمر، إذ إن الزهايمر هو أكثر أمراض فقدان الذاكرة شيوعا والذى يسبب مشاكل فى الذاكرة والتفكير والسلوك وعادة ما تتطور الأعراض ببطء وتتفاقم مع مرور الوقت، وتصبح شديدة بما يكفى للتدخل فى المهام اليومية، كما أن مرض الزهايمر ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة على الرغم من أن أكبر عامل خطر معروف هو زيادة العمر، وغالبية الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر تكون أعمارهم فوق سن الـ65 سنة فما فوق، ولكن مرض الزهايمر ليس مجرد مرض فى سن الشيخوخة، إذ يعانى ما يقرب من 200000 شخص وذلك فى إحدى الدول الغربية تحت سن 65 عاما من الإصابة بمرض الزهايمر المعروف أيضا باسم مرض الزهايمر المبكر، وتكون احتمالية أن يصاب الشخص المصاب بالسكتة الدماغية الصامتة بمرض الزهايمر ضعف احتمالية الأشخاص العاديين، وهناك العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بالسكتة الدماغية الصامتة العديد من عوامل الخطر هذه هى نفسها التى ترتبط بالإصابة بالسكتة الدماغية الكبرى مثل كبر السن ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم والتدخين وفقر الدم المنجلى وتوقف التنفس أثناء النوم.

 

أما الدكتورة ناجية فهمى استشارى المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، فأوضحت أن عادة ما يتم تشخيص السكتة الدماغية الصامتة كمرض عارض يكتشف بالصدفة عند عمل تصوير إشعاعى للمخ لسبب آخر، ومن الممكن اكتشاف السكتة الدماغية الصامتة عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسى والأشعة المقطعية على المخ وأشعة دوبلر الفوق صوتية عبر الدماغ، ويمكن علاج الأسباب المرضية فى كل مريض بالإضافة إلى الإرشادات العامة التى ترتبط بأغلب الأمراض الوعائية مثل ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحى خصوصا ما يتعلق بالطعام والإقلاع عن التدخين، ويعتبر تنظيم ضغط الدم والسكر ودهون الدم عامل أساسى للوقاية وأمور أخرى تختلف من مريض لآخر، كما أن التشخيص المبكر والعلاج يحد من تدهور هذه الحالات.

 

 وأضافت فهمى أن هناك أمراضا أخرى تصيب الأطفال صغار السن وتؤثر أيضا على المخ عندهم مثل نوبات التشنج، وأحيانا ما يصاب الأطفال بنوبات تشنج لعدة أسباب، قد تكون تشنجات حرارية ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد تكون تشنجات بسبب اضطرابات كهرباء المخ، أو ما يعرف بمرض الصرع، وفى كل الأحوال التشنج عند الأطفال شائع الحدوث، لذا فالأمر يستدعى معرفة الطريقة الصحيحة لإسعاف الطفل عند تعرضه -لا قدر الله- لنوبة تشنج.

 

وأوضحت أن هناك بعض المحاذير يجب تجنبها عند التعامل مع طفل مصاب بالتشنجات، والإسعافات الأولية لنوبة التشنج عند الأطفال التحلى بالهدوء والطمأنينة، ومنع الإصابات المحتملة عن طريق إبعاد الطفل عن أى مصدر للخطر، بالإضافة إلى إزالة أى أدوات حادة من جانب الطفل قد يستخدمها لإيذاء نفسه أثناء التشنجات، ووضع وسادة أو ما شابه تحت رأس الطفل لرفع رأسه من أجل تنفس أفضل، ويمكن وضع الطفل على جانبى جسمه وذلك لمنع اختناقه من الإفرازات، والدراية التامة بطول مدة التشنجات، إذ يتم تحديد موعد بدء التشنجات بدقة ومدتها وشكلها وذلك لإخبار الطبيب بهذه المعلومات الهامة، ومحاولة جعل الطفل أكثر راحة قدر الإمكان، عن طريق خلع النظارات الطبية إذا كان الطفل يرتديها وذلك لتجنب كسرها أثناء التشنجات، وإذا وجدت طعام فى فم الطفل أثناء التشنجات، فيجب تجنب فتح فم الطفل لإخراج الطعام، لأن ذلك قد يسبب العكس ويدخل الطعام لأسفل، مما يسبب انسداد مجرى الهواء، وإنما يمكن لف رأس الطفل لأحد جانبيه مما يساعد فى خروج الطعام خارج الفم.