جريدة الزمان

تقارير

في ذكرى ميلاده.. حقيقة الأصول المغربية والمغولية لسعد زغلول

سعد زغلول
محمود الصادق -

تحل اليوم الجمعة 23 أغسطس الذكرى الـ92 لرحيل زعيم الأمة وقائد ومؤسس حزب الوفد، ورئيس وزراء مصر الأسبق سعد زغلول.

 

وأثيرت العديد من الإشاعات التي شككت في أصول الزعيم الراحل سعد زغلول، فمنها ما نسب أصله إلى المغول والأتراك ومنها ما نسبه إلى المغرب العربي والبدو، ويرد الكاتب الكبير محمود عباس العقاد على تلك الشائعات في العديد من كتاباته وأحاديثه.

 

ولد زعيم الأمة عام 1860، في قرية إبيانة التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ حاليًا، وتخرج من كلية الحقوق، وعمل بالمحاماة.

 

نسبة العقاد إلى المغول

 

ويرد العقاد، الشكوك التي اُثيرت حول أصل سعد زغلول، فمن الأجانب من نسبوه إلى المغول ومنهم من ينسبونه للأتراك، مثال: لمحت "التيمس" لمثل هذه الشكوك حيث وصفت سعد بـ"إنه كان طويل القامة نحيل البنية عريض المنكبين أسمر اللون مع شي من الصفرة، وعظما خديه بارزان، وعيناه ضيقتان، فكان له في ذلك مسحة من سمات المغول".

 

ويستدل العقاد، على نقيض تلك الشكوك، حيث شك البعض في أن سعد ذات أصل تركي، وذلك لأن ملامح سعد كانت بعيدة كل البعد عن الملامح التركية خاصة شكل الجمجمة المستطيلة والأنف المنفرج، كما أن أسماء الأسرة كلها ليس فيها اسم واحد يشبه أسماء البيئة التركية التي لا يعقل أن تنسى أسماءها وتندمج في عنصر الفلاح كل هذا الاندماج بعد جيلين أو ثلاثة، فسعد الله وفتح الله وفرج الله وشلبي وستهم والشناوي وشعث واسم زغلول نفسه من الأسماء التي لا تمت للبيئة التركية بصلة، وإنما قد تكون فيها مشاركة للتسمية البدوية، ولكنها لا تشارك الأسماء التركية لا من قريب أو من بعيد.

 

نسبة زعيم الأمة للمغرب

 

يروي العقاد، أنه عثر على نسبة مغربية تنسب إلى سعد زغلول، ما حمله أن يسأل سعد عن تلك النسبة، فأجابه سعد ضاحكًا: "القصة كلها من أصحاب الحيل الدفاعية والأساليب المستظرفة في تخليص القضايا على طريقة الأيام حينها".

 

واستكمل سعد: "قُبض علينا في عهد الاحتلال ولبثنا في السجن زمنا بعد وضوح برائتنا وإبداء المحقيين رأيهم الصريح بهذه البراءة، وألح علينا بعض الصحاب أن تبلغ الأمر إلى الإنجليز طلبا للإفراج عنا فرفضنا، فكان من الحيل التي لجأ إليها محامينا الأريب أنه التمس لنا أصلا أجنبيا، وكتب لنا نسبة مسلسلة كنا نحن أول المستغربين لها الضاحكين منها حين أطلعنا عليها بعد الإفراج عنا، وإنما ألجأه إلى هذه الحيلة أن فرنسا كانت قد استولت على تونس وأخذت في ضم التونسيين المقيمين بمصر إلى رعاياها، وكان بعض الناقمين منا يريد عقابنا وتلفيق الشهادات التي تلصق التهمة بنا، ثم أرادوا أن ينفونا إلى السودان بعد تهافت التهمة وظهور بطلانها، ولم تكن النسبة المغربية سبب نجاتنا كما أراد محامينا جزاه الله، ولكنها بقيت فكاهة نتذكرها و يتحدث بها أصدقاؤنا، و تخلف منها تلك الإثارة التي سمعت بها، ولا منشأ لها غير تلك النسبة الموضوعة".

 

وكان هذا كل ما قاله سعد عن أصله في النسبة المغربية، مما يدل في كلامه أنه كان يعتبر نفسه فلاحا مصريا ولا يرضى بأن يسلكله أحد في غير زمرة الفلاحين المصريين، بحسب ما يعبر عباس العقاد في كتابه.