جريدة الزمان

تقارير

أولياء الأمور يستعينون بـ «المغشوش» للهروب من «سبلايز» المدراس

بسمة أحمد -

تواجه الأسر المصرية أعباء كبيرة مع بداية كل عام دراسى، عقب أن اعتادوا منذ العامين الماضين على شراء قائمة الطلبات المدرسية والتى تعرف بـ «السبلايز» التى قد تصل قيمتها إلى 1500 جنيه وأكثر، ما يمثل عبئا إضافيا على كاهل أولياء الأمور الذين يبحثون لأبنائهم عن مستوى تعليمى أفضل من خلال المدارس الخاصة.

الغريب أن بعض المدارس تفرض على أولياء الأمور أنواعا وماركات معينة غالية الثمن، وظهرت بالفعل مكتبات تعلن عن توافر قائمة «السبلايز» الخاصة بكل مدرسة لديها، الأمر الذى يمكن تفسيره بأن هناك مافيا مدارس، وأن هناك تجارة يدفع ثمنها ولى الأمر، عقب تحمله أيضا الالتزامات التى يجب على المدرسة نفسها القيام بها، فأصبحت الطلبات بها مبالغة مستفزة.

 

قائمة السبلايز

وضمت قائمة إحدى المدارس لطالب فى «كى جى 1» أدوات مدرسية «سكيتش ملون كبير، وعلبتين ألوان شمع مع تنبيه بأن يكونوا من خامة جيدة، و2 باكت أقلام رصاص، و8 أستيكة، و6 برايات و5 صمغ ماركة (اوهو)، وقلمين ماركر للسبورة أزرق وأسود، وسبع مظاريف ويكتب عليها اسم الطفل، و2 قطعة صلصال أى لون، وكشكولىن ماس مربعات 40 صفحة جلاد أزرق، وكشكولين إنجليزى 40 صفحة جلاد أحمر، وكشكولين عربى 9 أسطر 40 صفحة جلاد أخضر، وقصة عربى، بالإضافة إلى الباج واللانش بوكس واللانش باج«.

ولم تنته قائمة الطلبات عند هذا الحد بل امتدت أيضا لأدوات نظافة منها 6 علب مناديل كل علبة تحتوى على 550 منديلا، و24 رول ورق نشاف مطبخ كبير لحمام، و5 علب مناديل مبللة مقاس كبير، ومعطر جو، واثنين لتر مطهر ديتول، و3 غسول يد ديتول وفوطة للطفل يحتفظ بها فى حقيبته، وغيارين داخليين للطفل وتيشرت وبنطلون فى شنطة.

وتطرح هذه القائمة سؤالا فيما سيستخدم الطالب معطر الجو تحديدا؟! وهل منطقى أن يدفع ولى الأمر آلاف الجنيهات ثم يجبر أيضا على شراء الديتول والمناديل ومعطر الجو للمدرسة؟! وقد أثار هذا الإفراط من جانب المدارس حفيظة وسخرية أولياء الأمور الذين عبروا عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعى، بل بات هذا العام يظهر بدائل وحيل أولياء الأمور لهروب من السبلايز.

 

حيل أولياء الأمور

وأكدت إحدى الأمهات وتدعى ولاء حافظ لـ«الزمان» قائلة: «ليه أشترى زجاجة ديتول بـ120، أنا قررت أجيب كيلو ديتول سايب بـ5 جنيه، وأقوم بوضعه بزجاجة ديتول فارغة بجانب عروض المناديل التى لا تتجاوز سعرها الـ15 جنيها وتحتوى على عدد 5 عبوات، بجانب شراء مناديل مبللة بـ3 جنيه صغير وبدون ماركة«.

بينما أكدت حنان محمد إحدى أولياء الأمور، قائلة: «اعتدنا على طلبات السبلايز كل عام فأصبحنا نقوم بشراء ربع الكمية ونقول لهم إما يخلصوا نجيب تانى، بجانب طلبات الـ Art اللى كأنهم داخلين فنون جميلة، ونجيب أقل نوع وأقل كواليتى، حيث ظهر التقليد فى أقل كواليتى عقب أن كان فرخ الفوم على سبيل المثال بـ18 جنيه، بات التقليد بـ3 جنيه بالعتبة، بجانب أنا قلت لهم ولادى أصلا فاشلين فيه فمش هصرف عليه أكتر من كدة، ومحدش من المدرسة قدر يعلق لأنه لا يضاف للمجموع، لو المدارس معندهاش إحساس حسسوهم ومحدش يستجيب لطلبات مبالغ فيها يرحمونا شوية عشان الناس متاكلش بعض«.

من جانبها أكدت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، أن لا بد على الوزير أن يصدر قرارات تحد من مبالغات المدارس المفرطة قبل بداية العام الدراسى والتى تمثل عبئا على أولياء الأمور مثل الحد من تغيير الزى المدرسى بشكل سنوى وأيضا مصاريف الأتوبيس المدرسى وغيرها.

وأكدت عضو مجلس النواب أن أولياء الأمور يقومون بضرر أبنائهم بشراء أسوأ الخامات، فهذا سوف يضر بأطفالهم، فلا بد من تقديم شكاوى بشأن هذا الأمر خاصة أنه من غير المقبول فرض أعباء إضافية على الطالب بجانب المصاريف التى يدفعها ولى الأمر للحصول على منتج تعليمى جيد لطفله، وعدم الاستجابة للطلبات المبالغ فيها من بعض المدارس الخاصة، مؤكدا أن «السبلايز» لا بد أن تشمل فقط المستلزمات الشخصية للطالب ليس أكثر من ذلك مثل «كشكول وقلم وأستيكه وألوان ومناديل شخصيه وهكذا«.

بجانب أنه ليس من المقبول أن تقوم المدارس بمطالبة الأهالى بتوفير مستلزمات النظافة التى تعد من مسئولية المدارس المطالبة بتوفيرها كل عام دراسى ضمن المصاريف المدرسية.