جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

القوات المسلحة.. مدرسة البناء ودرع الوطن

محمود أبو سالم-مصطفى شاهين-منى عيسوي -

مدرسة البناء.. ودرع الوطن

القوات المسلحة.. الحصن الآمن للمصريين على مر العصور

أنقذت البلاد من الانفلات الأمنى.. وتصدت لمخططات الإرهابيين

أخذت بيد الشرطة وأعادتها إلى مكانتها.. وأصلحت بينها وبين الشعب

حققت الأمن الغذائى وواجهت جشع التجار

 

عنوان الوطنية، منبع الانضباط، نبض الحياة للمصريين، الحصن الآمن لمصر وطنًا ومواطنًا، باعث الأمل فى نفوس المواطنين، ضامن الحرية لأفراد الشعب، المدافع عن أمن واستقرار البلاد، شريان الحياة، مدرسة الشجاعة وغيرها من الصفات التى لا تتقاسم بها أى مؤسسة عسكرية فى العالم مع العسكرية المصرية، التى تضم رجالًا على الحق أقوياء، فى الدفاع عن الوطن أشداء، فى المعارك عظماء، بحسن التدبر والعقل أثرياء، بإقدامهم يجردون أعداءهم من القوة فيظهرون ضعفاء.

القوات المسلحة لها من المكانة الكبرى ما يجعلها من أهم وأفضل الجيوش فى العالم، كما أن رسول الإنسانية -صلى الله عليه وسلم-، أكد أن الجندى المصرى من أفضل أجناد الأرض، وهو يدل على مكانة وعظمة الجيش المصرى منذ العهود القديمة، وليس غريبًا على الجيش العظيم الذى أبدع فى أروع الملاحم البطولية التى أذهلت قوى العالم، واسترد الأرض المغتصبة، أن يسجل كل لحظة ملحمة شعبية تؤكد مدى الوطنية التى ينفرد بها أفراده، حيث اهتم الجيش المصرى بالمواطن المصرى، وكانت مبادراته هى الأولى من نوعها بين مؤسسات الدولة لمواجهة جشع التجار منذ ظهور الأزمات، حيث عرض السلع الاستراتيجية بأسعار زهيدة لا يمكن منافستها مع مثيلتها فى السوق.

كما كانت له الأيادى السباقة فى تنفيذ مئات المشروعات القومية، وتسليمها فى زمن قياسى، وكان بمثابة – رمانة الميزان - للحياة المصرية، بصماته واضحة فى جميع المجالات التى تم دعوته لها، كما أنه خلال أحداث يناير التى شهدت فراغًا أمنيًا أظهر معدنه الوطنى من خلال ضخ جزء من ميزانيته لخزينة الدولة لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها نحو المواطن والوطن.

كما أن الجيش المصرى، كان له دور عظيم فى عودة الشرطة إلى مكانتها لدى الوطن والمواطن، وكان أول من جفف دموعها، وأعاد الثقة بينها وبين المصريين، كما أن الجيش المصرى، كانت له اليد العليا فى القضاء على الإرهاب بالتنسيق مع الشرطة، وإعلاء كلمة القانون على الجميع، وساهم بأبطاله ومعداته وأسلحته فى الضربات الاستباقية التى حققت نجاحات وبطولات أسقطت خلالها ميليشيات قوى الشر، ولأنها كانت الحصن المنيع وحائط الصد لمحاولات إسقاط الدولة.

 وأطلقت قوى الشر قذائفها من "حروب الجيل الرابع"، نحو القوات المسلحة، آملة أن تؤزم العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمصريين، إلا أن مثل هذه المحاولات لا تجد فى مصر إلا الفشل، حيث إن العلاقة بين الجيش المصرى والشعب أزلية وتوجد ملاحم شعبية بينهما، ولا يمكن لأحد أن يصنع بينهما الأزمات، لأن الجيش المصرى يمثل الضامن الحقيقى لحرية الشعب، والقلب النابض للأمن والاستقرار على أرض الوطن.

"الزمان"، تعرض خلال السطور التالية أهم الإنجازات والمشروعات التى حققت بها القوات المسلحة التنمية والنهضة فى قطاعات عدة، والمظاهر التى جعلت منها شريان الحياة الحقيقى فى البلاد، كما تعرض عددًا من الرموز العسكرية البارزة التى حققت نجاحات عظيمة خلال تواجدها بالجيش المصرى، وبعد الالتحاق بإحدى الوظائف المدنية.

 

الجيش والشرطة

 

لا أحد ينكر الدور العظيم الذى أدته وبامتياز القوات المسلحة المصرية، وقت الأزمات، منذ اندلاع أحداث يناير 2011، وإلى الآن، حيث أثبتت أنها منبع الوطنية، والبطولات، ففى الوقت الذى اتجهت القوى التخريبية الدولية إلى محاولات إسقاط الدولة والتى بدأت بتوجيه سمومها إلى قطاعات وزارة الداخلية، آملة أن تنجح مخططاتها فى إسقاط الدولة، إلا أن يقظة أبطال القوات المسلحة كانت هى الأقوى من مخططات الإرهاب والتخريب.

وتصدت بقواتها إلى منفذى العمليات التخريبية التى استهدفت مؤسسات الدولة المتباينة، كما أن القوات المسلحة كانت هى المنقذ لأجهزة وقطاعات الشرطة من الأزمات التى واجهتها خلال السنوات المنتهية، كما أن القوات المسلحة هى التى أخذت بيد وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها ومكنتها من العودة سالمة إلى الساحة، وحسنت العلاقة بين الشرطة والمواطنين، واسهمت القوات المسلحة بأبطالها فى نشر الأمن والاستقرار فى ربوع المحروسة.

واستحقت عن جدارة قواتنا المسلحة الباسلة لقب الحصن الآمن لمصر، فكانت القلعة التى احتمى بها الشعب المصرى وكانت بمثابة حائط الصد الذى ارتدت من خلاله كافة الضربات التى استهدفت صنع الأزمات على أرض الوطن، وإحداث حالة من الارتباك داخل المؤسسات وبعضها.

 

ذاكرة البطولات

 

وما تزال مشاهد أفراد الشرطة خلال أحداث يناير 2011 التى استهدفت بها جماعات الإرهاب الدموية المؤسسة الشرطية، عالقة فى الأذهان، كما أن محاولات أبطال القوات المسلحة التى استردت بها العلاقة الحميمة بين الشرطة والشعب، لا تنساها الذاكرة، حيث رسمت خلالها القوات المسلحة أهم الملاحم الوطنية التى قطعت بها الطريق أمام جماعات الدم الإرهابية، وتحالفت قوات الجيش مع قطاعات وأجهزة الشرطة بعد مساعدتها فى "استرداد عافيتها"، لإعادة الأمن والأمان فى الشارع المصرى، حيث كانت تنطلق المدرعات أمام سيارات "البوكس"، فى الشوارع وتتمركز فى المدن والأماكن شديدة الخطورة لفحص العناصر المترددة.

كما كان لأبطال القوات المسلحة، دور كبير فى إلقاء القبض على الآلاف من الخارجين عن القانون ومرتكبى الجرائم المتنوعة خلال فترة الفراغ الأمنى التى أشاعتها جماعات سفك الدماء، كما أن رجال القوات المسلحة تمكنوا بالتنسيق مع ضباط وأفراد الشرطة من تنفيذ مئات الآلاف من الأحكام، ونجحوا فى إعادة نسبة كبيرة من الهاربين من السجون خلال أحداث 2011، إلى السجون مرة أخرى.

 

دماء الشهداء

 

وتسابق أبطال القوات المسلحة مع الزمن فى الحفاظ على الوطن، فقدموا قائمة من شهداء الواجب ممن لم يبخلوا على مصر "الوطن والمواطن"، بأغلى ما يمتلكون وهى حياتهم التى قدموها خلال المواجهات الأمنية مع جماعات الغدر والخيانة التى استباحت دماء أبطال الأمن ممن وهبوا أنفسهم للدفاع عن مصر.

وتشير الإحصائيات التى أجريت إلى أن القوات المسلحة خاضت بالتنسيق مع رجال الشرطة أشرس المعارك والمواجهات مع عناصر الجماعات الإرهابية، وحققت فى جميعها نجاحات غير مسبوقة خلال الفترة السابقة، وبعثت بهذه النجاحات رسالتها القوية للرأى العام الدولى بأن مصر قوية وستظل الرائدة فى مواجهة الإرهاب وقوى الشر نيابة عن العالم، ولم يؤثر هذا الدور الداخلى الذى أبدعت فيه القوات المسلحة لحماية الأمن الداخلى المصرى على دورها الأساسى ورسالتها الاستراتيجية الأساسية لحماية أمن مصر الخارجى وتأمين الحدود من أى محاولات خارجية لإلحاق الأذى بالوطن، ونجحت القوات المسلحة الباسلة بكافة أفرعها فى صد مثل هذه المحاولات التى أرادت بمصر السوء، ولم تتراجع القوات المسلحة عن دورها الوطنى فى حماية الشعب منذ أن ظهرت على الساحة الداخلية، على الرغم من ارتفاع قائمة الشهداء، حيث كان تأكيد الأبطال وقادة القوات المسلحة، على أن أمن مصر بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، وأن هذا الأمر لا يقبل المساومات، وأن ضباط وأفراد الجيش جاهزون لتقديم أنفسهم فداء للتراب المصرى، وكانت الأنباء التى تناولتها وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، بشأن استشهاد ابطال القوات المسلحة خلال مواجهاتهم مع العناصر الإرهابية، تمثل الفخر والاعتزاز بالأبطال الذين قدموا الغالى والنفيس، فلم يبخلوا بأرواحهم الطاهرة لتحقيق الأمن والاستقرار على الأراضى المصرية.

 

الثأر للوطن

وكانت مشاهد توديع شهداء الواجب فى جميع المحافظات المصرية، تحمل المزيد من مظاهر الرفض الشعبى الكامل للجماعات الدموية الإرهابية، وزادت من الغضب الشعبى لجماعات سفك دماء الأبرياء، وكان الشهداء نواة الانطلاق للأبطال الذين ثأروا للوطن من العناصر الإرهابية، وذلك من خلال الضربات الاستباقية التى تم تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع قطاعات وأجهزة الشرطة، والتى سحقت آمال وأحلام وطموحات جماعات سفك الدماء.

 

صمام الأمان

وتظل القوات المسلحة، صمام الأمن والأمان والاستقرار على مدى الفترات الماضية والقادمة، فلولاها لحدثت كوارث لا يحمد عقباها، كما أنها حمت انتفاضة الشعب على جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت الضامن الحقيقى للأمن الذى أرادت به ميليشيات جماعات سفك الدماء، تغييب نسائم الحرية عن الشعب وتطويقه فى الحرب الداخلية لإزهاق القوة الأمنية، إلا أن أبطال وأسلحة القوات المسلحة حالت دون هذه الأزمات، كما أنها –أى القوات المسلحة-، خرجت بمصر "الوطن، والمواطن"، من براثن الحروب التى شنتها جماعات سفك الدماء ضد المصريين، ونجحت فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى.

 

مكانة عظيمة

وكشفت الأيام الماضية عن حجم المكانة القوية التى تحتلها القوات المسلحة المصرية بين جيوش العالم من حيث التسليح والتدريبات القتالية التى لا تكف عنها القوات المسلحة، والتى تكثفها لتدريب أبطالها على المواجهات المتباينة للحفاظ على الأمن والاستقرار على أرض الوطن، كما أن القوة التى ظهرت بها القوات المسلحة وحجم النجاحات التى حققها أبطالها على أرض الواقع –فى زمن قياسى-، أبهرت العالم، لكن الحقيقة تكشف أن القوات المسلحة التى هزمت إسرائيل فى ملحمة السادس من أكتوبر، ليس غريبًا عليها أن تسحق قوى الشر التى أرادت بمصر سوءًا.

كما أن هذه التدريبات فتحت بها القوات المسلحة الباب أمام رجال الشرطة للمشاركة فيها، وكان أبرز هذه المشاهد التدريبات المشتركة التى تجرى بين طلاب الكليات العسكرية وأقرانهم من طلاب أكاديمية الشرطة، لاقتحام أوكار الإرهاب، والمواجهات الأمنية للعناصر الإجرامية الخطيرة.

 

بناء الوطن

وحرصت القوات المسلحة على الوقوف جانب الوطن فى مشروعات البنية التحتية وفى قطاعات صناعية وزراعية، بما يحقق الأمن والأمان لمصر "وطنا وشعبا"، وبما يضمن للدولة الالتزام بتنفيذ المشروعات القومية فى زمن قياسى بما يسهم فى تخفيف العبء عن كاهل الدولة، بالإضافة إلى معاونة القطاع المدنى لطرح جزء من الطاقات الإنتاجية فى السوق المحلى لتحقيق حالة من التوازن والاستقرار النسبى فى الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية، خاصة فيما يتعلق بالسلع الاستراتيجية المختلفة.

وانطلقت القوات المسلحة المصرية لتنفيذ سلسلة من الملاحم الشعبية التنموية فى مجالات الزراعية والصناعية من خلال عدة محاور من أهمها التركيز على مشروعات البنية الأساسية، وتوجيه العناية الخاصة لإقامة المشروعات التنموية بمحافظات شمال وجنوب سيناء ومحافظات جنوب الوادى والمناطق الحدودية بما يسهم بشكل كبير فى تنمية هذه المحافظات والعمل على جذب الاستثمارات إليها، ومعاونة الدولة فى خلق فرص عمل لشباب الخريجين مع الاهتمام بالتدريب والتأهيل للكوادر العاملة بهذه المشروعات فى جميع قطاعات العمل والإنتاج.

ومن أبرز الإنجازات التى قدمتها القوات المسلحة، وتأتى مشروعات الطرق والكبارى على رأس القائمة، حيث نجحت تلك المشروعات فى ربط جميع المحافظات ببعضها البعض، وجاءت على النحو التالى: تطوير وتوسعة طريق القاهرة السويس وهى المسافة من الطريق الدائرى حتى نقطة تقاطعه مع الطريق الدائرى الإقليمى بطول (34) كم ليصبح (3) حارات مرورية لكل اتجاه، وتطوير طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوى وذلك من مدينة السلام حتى مدينة العاشر من رمضان، بإجمالى طول (30) كم وزيادة عرض الطريق حارة مرورية واحدة لكل اتجاه، وإنشاء عدد (3) كبارى دوران للخلف، وإنشاء محور الفريق سعد الشاذلى وهو طريق رئيسى بطول 5 كم اتجاهين كل اتجاه يشمل 3 حارات مرورية، مع عدد نفقين أسفل الطريق لخدمة التحركات فى منطقة الهايكستب.

كذلك تطوير سعة طريق جوزيف تيتو، وتطوير تقاطع المشير الجمسى، وتطوير كوبرى المشير أبوغزالة، وإنشاء طريق اللواء جمال محمد، على طريق اتجاهين بطول 3.2 كم وعرض حارتين مروريتين لكل اتجاه من شارع الميثاق حتى الطريق الدائرى مروراً بطريق الواحة، وتقاطع امتداد شارع الميثاق مع الطريق الدائرى، والطريق الدائرى الإقليمى، حيث تم الإنتهاء من (132) كم، وتطوير وتوسيع طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، حيث تم إنشاء (17) كوبرى على الطريق بالإضافة إلى إنشاء كوبرى خارج القرية الذكية وبلغت نسبة التنفيذ نحو 90 %..

كما تمت إعادة إنشاء طريق طابا - النقب من رأس النقب وحتى مدينة طابا، ورفع كفاءة شبكة طرق شمال سيناء، وإنشاء القوس الغربى من الطريق الدائرى الإقليمى من طريق القاهرة - أسيوط الغربى وحتى طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، وتطوير تقاطع محور المشير طنطاوى - الطريق الدائرى، وتطوير طريق تقاطع الفريق محمد فوزى، وبلغت نسبة التنفيذ 45%، ورفع كفاءة شبكة الطرق بمحافظة جنوب سيناء بنسبة تنفيذ 30 %، وتطوير طريق القاهرة - الإسماعيلية - بورسعيد من منطقة الرسوم كم (86) وحتى الطريق الدولى الساحلى، وإنشاء محور روض الفرج من طريق الدائرى حتى طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى (39) كم، وإنشاء طريق هضبة الجلاله من (نفق وادى حجول طريق القطامية العين السخنة حتى مدينة الزعفرانة).

وإنشاء محور منخفض القطارة السلوم من الطريق الدائرى الأقليمى وحتى مدينة السلوم، وإنشاء طريق الجيش للتنمية، وكذلك تطوير طريق القاهرة - الإسماعيلية (من العاشر من رمضان حتى بداية رسوم الكيلو 86)، وأيضًا استكمال إنشاء الطريق الدائرى الإقليمى من طريق القاهرة - الإسماعيلية حتى بلبيس (لصالح وزارة النقل)، ورفع كفاءة طريق الجيش بمدينة طنطا محافظة الغربية بطول (2) كم، ورفع كفاءة وصلة وادى حجول بطول (52) كم، وإصلاح ورفع كفاءة أجزاء من طريق (18) بطول (17,25).